أم الدنيا تحتضن كل الأشقاء.. السوريون واستثماراتهم في عناية وحراسة الدولة المصرية
أم الدنيا تحتضن كل الأشقاء.. السوريون واستثماراتهم في عناية وحراسة الدولة المصرية
كتب: خالد عبدالحميد- علي طه
مصر بالفعل «أم الدنيا» هذه ليست شهادة مواطن مصرى، هذه تأكيدات الأشقاء السوريين الذين استطلعتهم "دار المعارف" فى متاجرهم الصغيرة وشركاتهم الكبيرة، ولم يكتفوا بالإشادة بالمعاملة التى يلقونها من أشقاءهم المصريين، ولكن أشادوا أيضا بمصر الرسمية، بالحكومة، وتعامل الدولة معهم من خلال مؤسساتها المختلفة، وبالقوانين المنظمة لأمورهم المختلفة، وأجمعوا على قرار فى نفوسهم، كرروه جميعهم تقريبا فى حديثهم: نحن معكم مهما مرت مصر بظروف حلوة أو صعبة، فمصر حاضنة للأمة العربية، ونحن السوريين لا نشعر بالغربة إطلاقاً لأن شعبها وعاداتها وتقاليدها أشبه بسوريا والشعب المصرى من أفضل شعوب الأرض.
الاستثمارات
واستثمارات رجال الأعمال والمستثمرين السوريين في مصر أمنة فمصر دولة مؤسسات وقانون وتحتضن الجميع، والواقع يؤكد هذا منذ أن هرب أشقاؤنا السوريين من جحيم الحرب وويلاته، جاءوا إلى مصر، فلاقوا ترحابا كبيرا من أشقائهم المصريين فى وطنهم الثانى، وبدأوا فى العمل والجد والكفاح، حيث أقاموا مشروعات خاصة بهم، وحققوا بها نجاحا كبيرا، ساهمت فى انعاش حركة التبادل التجارى.
الأرقام
وتشير الأرقام الرسمية إلى أن حجم استثمارات رجال الأعمال وأصحاب رؤوس الأموال السوريين والذين انتقل معظمهم للإقامة في مصر بعد بدء الأزمة.. بنحو 23 مليار دولار الحجم الأكبر منها موجه للاستثمار في عقارات و أراض ومصانع ومطاعم وغيرها.
وتوسع السوريون في العديد من المجالات الخدمية والصناعية بمصر، منها المطاعم والصناعات الغذائية والحرف التقليدية، إلى جانب صناعات المنسوجات وتجارة العقارات والأراضي.
وفى وقت سابق أصدر متجمع رجال الأعمال السوريين بمصر برئاسة المهندس خلدون الموقع بيانا أكد فيه على العلاقات المصرية السورية الوطيدة على مر التاريخ والحاضر والمستقبل وأن مصر هى الدولة الوحيدة التى قدمت كل الدعم لمن وفد إليها من السوريين.
وتقدم "الموقع" نيابة عن المستثمرين السوريين فى مصر وتجمع رجال الأعمال السورى بالشكر والتقدير لمصر وأهلها الذين وقفوا إلى جانب أشقائهم السوريين بالدفاع عنهم وشكر المسئولين على ردهم على كل من يشكك فى تلك العلاقة، أو يشذ عن جموع المصريين بالشكوى فى تواجدهم.
وأشار "الموقع" إلى أن توافد السوريون إلى مصر بدأ عقب الأزمة التى طالت سوريا، وقد قدمت مصر ذلك الحين رغم أزمتها كل الدعم لمن وفد إليها من السوريين. وذكر البيان أنه فى تلك الفترة الحرجة تم تأسيس تجمع رجال الأعمال السورى فى مصر ليشكل إطارا وممثلا لخيار السوريين بما رفعه من شعار عدم التدخل بالشأن الداخلى فى مصر وعدم التعاطى بالشأنين السياسى والدينى من حيث المبدأ، والالتزام فقط بالعمل الاقتصادى والاجتماعى.
وكشف "الموقع" أنه لا شك أن من أهم العناصر نجاح الاستثمارات السورية فى مصر، يعود لاحتضان مصر دولة وشعبا لإخوانهم السوريين ما وفر المناخ والبيئة المناسبة لهم وهو ما لم يتوافر للسوريين فى بلدان أخرى، مشيرا إلى أن سوريا قبل تفجر الأزمة الحالية، "لم تكن فقيرة، وبالتالي الشعب السوري لم يكن فقيرا، بل يجيد التجارة ويبرع فيها، ويحتفظ بجزء كبير من أمواله خارج البلاد، والتي استفاد بها عند مجيئه بإنشاء استثمارات تزيد عددها على ٥٠٠٠ مشروع بمختلف القطاعات الهندسية والتحويليلة والكيماوية والدوائية والأثاث والمفروشات، وكان واضحا نشاط السوريين فى مجال الصناعة النسيجية والألبسة لتساهم فى السوق المصرية. وقد وفرت هذه الاستثمارات فرص العمل لآلاف من أشقائنا من الشباب المصرى.
وأكد "الموقع" أن "السوريون كانوا على دراية كبيرة بالسوق المصرية، الكبيرة للغاية والمتنوعة والمستوعبة للكثير من الأنشطة الاقتصادية، كما أن المصريين يعرفون المنتجات السورية ويقبلون عليها، وبالتالي حدث التمازج بين مقدم المنتج والمستهلك".
مشاريعهم
والبحث عن مشاريع السوريين فى مصر، التى حققت نجاحا فى السوق المحلى، قادنا إلى أن تجمعات السوريون يتوزع على مناطق عديدة بمصر، أبرزها منطقة الحصرى بمدينة 6 أكتوبر بالجيزة، بالإضافة لبعض المدن الجديدة مثل العبور والرحاب، وتحقق مشروعاتهم نجاحا كبيرا نتيجة الإقبال الكثيف من المواطنين على منتجاتهم، ولا يقتصر الأمر على محال الحلويات فقط والتي تحمل أسماء نالت جانب من الشهرة فيما بعد وهي أسماء شامية واضحة ولكن يتطرق الأمر إلى محال الطعام خاصة المشويات والمعجنات، بالاضافة الى المقاهي والكافيهات ومحال العطور البارعون فيها، ولكن الأمر يتعدى إلى الاستثمارات الضخمة في عدد من الصناعات، خاصة الملابس والأحذية والكيماويات المنتشرة في المدن الصناعية مثل ٦ أكتوبر وغيرها.
الخلاصة
ويثبت ما سبق بما لا يدع أي مجال للشك أن السوريين واستثماراتهم بمصر في أمان تام يستمدا هذا الأمان من الواقع المصري الحالي المستقر على كل المستويات السياسية والأمنية منها قبل الاقتصادية والاجتماعية.