إسماعيل منتصر يكتب «خواطر حرة جدا»: العشق الممنوع!..

إسماعيل منتصر يكتب «خواطر حرة جدا»: العشق الممنوع!..إسماعيل منتصر يكتب «خواطر حرة جدا»: العشق الممنوع!..

* عاجل23-9-2020 | 14:43

هل يمكن أن يحرر القدس من لا يستطيع أن يحرر بلاده من بيوت الدعارة؟!.. هل يمكن أن يدافع عن الإسلام والمسلمين من يسرق وينهب ويقتل ويحتل أرض المسلمين؟!..
تلك مقدمة ضرورية واستهلال لابد منه.. على رأى الفنانة القديرة ماجدة زكى التى كانت تردد هذه العبارة على لسان "مهجة الضبع" فى المسلسل الكوميدى الشهير "يا رجال العالم اتحدوا"!..
هو الرئيس، المؤمن،التقى، الورع، حافظ القرآن.. الذى أعاد مسجد (آيا صوفيا) للمسلمين.. هذا هو أردوغان الذى يحاول إعلام الإخوان تسويقه وتصديره إلينا.. لكن الحقيقة أن هذا الرئيس المؤمن الورع يعتمد على العاهرات والداعرات التركيات فى زيادة الدخل القومى التركى!..
وهو كما يزعم إعلام الإخوان.. المدافع الأول عن القضية الفلسطينية.. لكنه فى الحقيقة "سمن على عسل" مع الإسرائيليين.. وأكبر حليف عسكرى لإسرائيل..
هل يمكن بعد ذلك أن نصدق مزاعم رجل بهذه المواصفات وهو يتحدث عن التقارب مع مصر؟!..
يقول الفيلسوف اليونانى الشهير سقراط.. تكلم حتى أراك.. وهى فى الحقيقة نصيحة ذهبية لمن يريد أن يعرف الحقيقة.. نسمع فنعرف حقيقة من يتكلم!..
ماذا يقول أردوغان ووزراء أردوغان ونواب أردوغان؟..
يؤكد أردوغان أن هناك تعاون أمنى مخابراتى بين مصر وتركيا رغم الخلافات السياسية..
ويقول وزير خارجيته مولود تشاووش أوغلو إن مصر لم تنتهك فى أى وقت حقوقنا فى شرق المتوسط.. أما ياسين أقطاى مستشار رئيس حزب العدالة والتنمية التركى فقد قال كلامًا لا يمكن وصفه إلا بأنه غزل صريح لمصر!..
يقول أقطاى إن الجيش المصرى جيش عظيم ويحظى باحترام تركيا.. وأننا نحترمه كثيرًا لأنه جيش أشقائنا..
وأضاف: لا نتمنى ولا ننتظر من الجيش المصرى أن يعادى تركيا!..
غزل صريح وواضح لا يمكن أن يقوله أقطاى إلا إذا كان بموافقة أردوغان.. إن لم يكن بتعليمات منه!..
أقطاى فى الحقيقة قال ما هو أكثر وأخطر وأهم!..
فى حوار أجراه المذيع الإخوانى زوبع مع ياسين أقطاى.. سأله المذيع.. وزير الخارجية المصرى قال ردًا على ما تتحدثون عنه من تقارب مع مصر.. ننتظر أفعالا لا أقوالا!..
.. كيف تفسرون موقف مصر؟..
ويرد أقطاى قائلا: أنا فى الحقيقة مندهش من موقف مصر.. وما يدهشنى أكثر أن مصر غاضبة من تدخل تركيا فى ليبيا وسوريا والعراق(!!!)
ويرد المذيع.. لا تنسى أن مصر دولة عربية وهذه الدول دول عربية..
ويرد أقطاى بأغرب وأعجب رد.. يقول أقطاى.. تركيا أيضا دولة عربية (!!!).. عندنا فى تركيا خمسة ملايين مواطن من أصل عربى.. ثم إذا كانت مصر تهمها كرامة العرب فى سوريا وليبيا والعراق.. لماذا تتغاضى عن كرامة العرب فى فلسطين واليمن؟!..
المغالطة واضحة بالطبع ومصر هى أكبر دولة عربية تدافع عن الدول العربية.
ويسأله المذيع: إذا كانت تركيا دولة عربية فلماذا لا تنضم لجامعة الدول العربية؟!..
ويرد أقطاى بكلام أعجب وأغرب وأكثر وقاحة.. فيقول: وهل هناك جامعة عربية؟!..
ويمضى أقطاى إلى ما هو أبعد وأخطر فيقول: تركيا دولة إسلامية تدافع عن الإسلام فى كل مكان.. لأن الإسلام فكرة أوسع وأكبر من العروبة (!!!)
ولا أعرف ما يقصده نائب أردوغان بحديثه عن تركيا الإسلامية.. ومن قال إن مصر على سبيل المثال دولة يهودية أو مسيحية.. أليست هى الأخرى دولة إسلامية؟!..
ويختتم أقطاى حواره بكلام يجعل من غزل تركيا لمصر.. غرام وانتقام!..
يقول أقطاى إن تركيا ضد سياسة الانقلاب وأننا لن نتفق أبدا مع قائد الانقلاب فى مصر.. لكن ذلك لا يمنع من وجود علاقات قوية بين مصر وتركيا.. علاقات مع الشعب المصرى وعلاقات مع الجيش المصرى (!!!)
والأغرب والأعجب من كل ذلك أن ياسين أقطاى نفسه هاجم مصر قبل شهر تقريبا.. وهاجم جيشها ووصل به الأمر إلى حد تهديد مصر!..
ماذا جرى؟!.. ماذا حدث لكى ينقلب الموقف التركى بهذا الشكل الفج؟.. ماذا حدث لكى تتراجع سيارة أردوغان إلى الوراء بهذه السرعة؟!..
الإجابة ببساطة أن أردوغان وضع نفسه ووضع بلاده فى مأزق لن يستطيع أن ينجو منه..
هذا المأزق يعبر عنه أحمد داود أوغلو رئيس حزب المستقبل التركى المعارض للرئيس أردوغان..
يقول داود أوغلو أن سياسات أردوغان جعلت تركيا وحيدة فى أزمة شرق المتوسط.. وأضاف إن على بلاده بدء التشاور مع مصر من أجل التوصل إلى اتفاق لترسيم الحدود البحرية بين البلدين فى البحر المتوسط.. وأنه لا يجب بأى حال قطع التواصل مع مصر فى ظل الظروف الراهنة..
كيف أصبحت تركيا وحيدة كما يقول داود أوغلو؟!..
الحقيقة أن تركيا أصبحت وحيدة أولا فى ليبيا.. من ناحية فإن توافق كل دول العالم على الحل السياسى فى ليبيا جعل استمرار وجودها فى ليبيا مستحيل.. ومن ناحية فإن دخول مصر على الخط وإظهار "العين الحمرا" ضيع أمل تركيا فى الاستيلاء على النفط الليبى..
باختصار، تاهت تركيا داخل ليبيا.. وأصبحت غير قادرة على الاستفادة من مغامراتها العسكرية هناك..
فى نفس الوقت فقد وجدت تركيا نفسها تمسك "بخفى حنين" بعد اتفاقيات ترسيم الحدود البحرية بين مصر واليونان وقبرص.. ولم يجد أردوغان حلا إلا سياسة البلطجة.. فقام بإرسال سفينة تركية للتنقيب عن الغاز فى المياه اليونانية والقبرصية.. لكن فرنسا أظهرت له "العين الحمرا" وقامت بإرسال قاذفاتها ومقاتلاتها وسفنها الحربية إلى اليونان..
فرنسا لم تكتفى بذلك ولكنها استطاعت حشد دول الاتحاد الأوروبى ضد تركيا فأصبحت تركيا مهددة بعقوبات اقتصادية قاسية لم يسبق لها مثيل..
حتى أمريكا التى كانت تساند تركيا باعتبار أنها قادرة على الوقوف فى وجه التوسع الروسى فى المنطقة.. حتى أمريكا تخلت عن تركيا وانحازت إلى الموقف الأوروبى.. وهى لم تكتفى بذلك ولكنها وجّهت صفعة قوية لأردوغان عندما قام وزير الخارجية الأمريكى بزيارة قبرص والإعلان عن اتفاقية أمنية مع حكومة قبرص والموافقة على تسليح قبرص بعد أن فرض على تسليحها حظرا استمر أكثر من 30 عاما!..
لماذا تخلت أمريكا عن تركيا.. ببساطة لأن أمريكا خافت أن يسحب ماكرون السجادة من تحت أقدامها ويحشد الاتحاد الأوروبى للخروج من بين الطاعة الأمريكى.. ويكون الثمن هو تفكك حلف الناتو!..
فى كل الأحوال وجدت تركيا نفسها وحيدة ذليلة غير قادرة على الاستمرار فى سياسة البلطجة..
وهكذا وجد أردوغان نفسه فى موقف لا يحسد عليه.. فاضطر للتراجع..
سحب أردوغان سفينته التركية من المياه اليونانية وقال حفاظا على ماء الوجه.. "معلش يا جماعة بوجيهات السفينة لازم تتغير ووش السلندر لازم يتصلح" (!!!)
كيف يخرج أردوغان من المصيدة؟!..
مصر هى الحل.. هى الأمل.. هى الإنقاذ.. ومن أجل ذلك بدأت تركيا تغازل مصر وتبعث لها برسائل عشق!..
هل تستجيب مصر؟..
الرئيس المصرى كان واضحا عندما قال على لسان وزير خارجيته: الغزل التركى.. غزل مرفوض.. وعشق ممنوع!..
أضف تعليق