أمل إبراهيم تكتب: إذا كان يستطيع شراء بكالوريوس الطب.. فلماذا يشترى ليسانس حقوق؟!

أمل إبراهيم تكتب: إذا كان يستطيع شراء بكالوريوس الطب.. فلماذا يشترى ليسانس حقوق؟!أمل إبراهيم تكتب: إذا كان يستطيع شراء بكالوريوس الطب.. فلماذا يشترى ليسانس حقوق؟!

*سلايد رئيسى12-7-2017 | 16:19

سبق ظهور نتيجة الثانوية العامة الثانوية  كثير من القلق ضرب البيوت المصرية وكان هناك حالة من الترقب والخوف الذىي خالط الأمل، لأنها وكما يعتقد كثير منا، من أهم اللحظات التى يتحدد فيها مصير الأبن أو الأبنة.

وننفرد نحن كمصريين عن جميع أنحاء العالم فى هذه النقطة التى نراها فارقة فى حياتنا لأسباب كثيرة منها أن الأسرة المصرية ترى أن التعليم هو طوق النجاة أو بداية الترقى، ولأن التعليم يستنزف أغلب دخول البيوت المصرية، فى المدرسة والدروس الخصوصية، ولأننا كما يقولون عنا بلد الشهادات بجدارة، وتختلف نظرتنا إلى الأشخاص بدرجة البكالوريوس أو الليسانس وصولا إلى الماجستير والدكتوراة، الألقاب فى مجتمعنا لها شأن كبير وقديما كانت سببا مهما فى تباين مستوى الدخل، وبرغم أن هذا الأمر لم يعد كما كان فى السابق، إلا أن الموروث الاجتماعى مازال قابعا فى الأذهان.

وحتى الآن مازالت أغلب الأسر تناقش مصير أبناءها، وأمنياتهم الخاصة فى الحصول على لقب دكتور، أو مهندس، أو صيدلى، برغم أنها مهن أكتظت بها السوق المصرى، ونادرا ماتجد أسرة ترغب أن يصبح أحد أبناءها مصور فوتوغرافى، أو موسيقى، أو فنان، فكل هذا يحدث من قبيل الصدفة أو التمرد، نحن شعب تقليدى حتى فى أحلامه وطموحاته، ويتدخل كثير من الآباء فى تقرير مصير أولادهم، ويرون الأمور من منطق أنا دفعت شقى عمرى فى تعليمك فيجب أن تحقق لى ما أتمنى، وهذا من أفدح الأخطاء التى يقع فيها الأهل، ويقابل أغلبنا أشخاص عاشوا أحلاما لا تخصهم، وأهدروا العمر فيها، ولم يستطيعوا أن يغيروا واقعهم، ويلقون اللوم على القسمة والنصيب، والقدر، وأنهم كانوا يريدون أرضاء الأهل، أو لأن أهدافهم لم تكن محددة، لأن طريقة التعليم فى بلادنا لا تخلق مجالا لأصحاب الطموح أن يفكروا خارج الصندوق، فكانوا رهنا لمكتب التنسيق، وخريطة السكن الجغرافية، والمجموع الكبير الذى يراه البعض بصورة مادية يستطيع شراء بكالوريوس الطب، فلماذا أشترى به ليسانس حقوق، هكذا يعيش أغلبنا وهكذا تضيع أحلام أولادنا ليس فقط بمشاكل التعليم التى لا تعد أو تحصى ولكن بنظرة مجتمع ضيق الأفق..

والأمر هنا يخص الأجيال الجديدة الأكثر جرأة والتى يجب أن تقاتل من أجل التغيير والتخلص من عقد الشهادة والتفكير بجدية فى خلق أنسان ناجح يحب ما يدرسه ويحاول الأبتكار فيه وخاصة أن عالمنا مفتوح ومن السهل بناء تطلعات جديدة ونقل أفكار مختلفة حتى نتخلص جميعا من بعبع أسمه الثانوية العامة.

أضف تعليق