إسماعيل منتصر يكتب: «خواطر حرة جدا».. واحد اثنين.. المصاصة فين؟!
إسماعيل منتصر يكتب: «خواطر حرة جدا».. واحد اثنين.. المصاصة فين؟!
طبقا لأعمار المشاركين في احتجاجات 20 سبتمبر.. وبعد أن تبين لنا جميعا أن تسعين فى المائة منهم من الأطفال والتلاميذ الذين لا تزيد أعمارهم على 14 سنة على أحسن تقدير.. فقد كان من المتوقع أن نسمع هتافات تتناسب مع أعمار هؤلاء الأطفال والتلاميذ مثل.. واحد اثنين المصاصة فين.. أو عايزين شيبسى أو الشعب يريد شيكولاتة بالحليب (!!!).. لكننا بدلا من ذلك سمعنا هتافات الكبار.. ليتها كانت هتافات كبار فقط، ولكنها كانت هتافات دينية من نوعية تكبير.. الله الله، أو لا إله إلا الله، عدو الله، وغيرها من الهتافات التى لا يختلف اثنان على أنها هتافات جماعة الإخوان المسلمين!..
هل يعنى ذلك أنها كانت احتجاجات إخوانية؟!..
وإذا كانت كذلك فهل معنى ذلك أن الإخوان لا يزالون قادرين على تحريك المظاهرات والاحتجاجات؟..
الحقيقة أننا لا نستطيع أن نقول إنها احتجاجات إخوانية.. ولو كانت كذلك لكان من السهل أن نميز أشكال شباب الإخوان..
لا نستطيع إذن أن نقول إنها احتجاجات إخوانية.. لكننا أيضا لا نستطيع أن ننكر أنها صناعة إخوانية!..
وهل هناك فرق بين احتجاجات إخوانية واحتجاجات صناعة إخوانية؟!..
نعم.. الفارق كبير.. انظر إلى ما تعرضه قناة الجزيرة وقنوات الإخوان من فيديوهات لتعرف الفارق..
الغالبية العظمى من المشاركين فى هذه الاحتجاجات من الأطفال كما اتفقنا.. وكلنا سمعنا هتافاتهم الدينية أو التى كرروا فيها هتافات مظاهرات 25 يناير.. لكن بقليل من الجهد سيلاحظ المشاهد أن الأطفال لا يهتفون من تلقاء أنفسهم وإنما هم يرددون هتافات شخص واحد يمسك بالميكروفون ويطلق الهتاف فيردده الأطفال من ورائه..
وسيلاحظ المشاهد أيضا أن هؤلاء "الهتّيفة" الذين يقودون هتافات الأطفال لا تظهر صورهم أبدا.. ولا واحد منهم ظهرت صورته..
ثم أنهم جميعا فى كل القرى التى شهدت هذه الاحتجاجات يحرصون على ترديد اسم القرية التى اندلعت فيها هذه الاحتجاجات وتاريخ الاحتجاجات.. أبو دينار 24 سبتمبر 2020.. العياط 25 سبتمبر 2020.. وهكذا.. كأن هناك عقل واحد يدبر ويخطط وينفذ.. فمن يكون هذا العقل إلا أن يكون جماعة الإخوان.
لاحظ أن مثل هذا الأسلوب الجديد فى الاحتجاجات لا يحتاج إلى أعداد كبيرة من شباب الإخوان لاحظ أيضا أن هذا الأسلوب وفّر قدرًا لا بأس به من التأمين لشباب الإخوان الذين لم تظهر صورهم فى أى فيديو!..
أما مشاهد الاحتجاجات نفسها حتى التى ظهر فيها عدد من الشباب والسيدات فهى ماركة إخوانية مسجلة.. مجموعة تسير لا يتجاوز عددها على أكثر تقدير خمسين شخصا.. تستخدم الحواري والشوارع الضيقة ويتم تصويرها من الخلف.. وعادة لا يزيد هذا الاستعراض على ثلاث أو أربع دقائق..
وبحيث تقوم قنوات الإخوان بإعادة المشهد وكأنه استغرق ساعة وساعتين!..
ولم تكن مصادفة بعد ذلك كله أن يأتى أداء قنوات الإخوان وكأنه نسخة بالكربون من بعضها البعض..
شاشة مقسمة إلى 6 أو 8 مستطيلات.. كل مستطيل منها يبدو وكأنه بث مباشر من مكان الاحتجاج.. ثم أصوات هتافات لا تعرف إن كانت حقيقية أم مزيفة.. ثم مذيعين يصرخون وينفعلون وكأن مصر كلها تتظاهر.. مع أن كل هذه الزوبعة لم يزيد عدد القرى (البعيدة) المشاركة فيها بأكثر من ثلاثين قرية وأحيانا عزبة أو تابع..
هل تعرف عدد قرى مصر.. عددها لمن لا يعرف حوالى 4700 قرية.. فإذا افترضنا حتى إن عدد القرى التى شهدت احتجاجات مائة قرية.. فبحسبة بسيطة يكون هناك 4600 قرية رفضت هذا الحراك.. بالإضافة طبعا لكل مدن مصر التى لم يتحرك فيها حجر!..
هكذا صنع الإخوان هذه الاحتجاجات البسيطة المحدودة.. وعندما أقول بسيطة ومحدودة فأنا لا أنقل انطباعى الخاص أو حتى استنتاجى وإنما هو تقرير نشرته قناة سى. إن. إن وقالت فيه بالحرف الواحد: احتجاجات بسيطة ومحدودة..
وليس خافيا أنهم لجأوا إلى الفبركة أحيانا!..
لا أتحدث فقط عن خدعة مظاهرات نزلة السمان التى أثبتت سوء نوايا قناة الجزيرة وقنوات الإخوان تجاه مصر.. لكن الحقيقة أن هناك وكالات أنباء عالمية وقنوات فضائية دولية أشارت إلى أن بعض فيديوهات احتجاجات 20 سبتمبر قديم ومفبرك!..
على سبيل المثال أكدت وكالة الأنباء الفرنسية (فرانس برس) أن بعض الفيديوهات التى عرضتها قنوات الإخوان يعود تاريخها إلى عام 2013 وأنه تم تركيب أصوات عليها..
قناة سكاى نيوز أيضا أثبتت أن ما أذاعته قنوات الإخوان فى الإسكندرية على أنها احتجاجات ضد الرئيس السيسي.. هى فى حقيقتها مظاهرات مؤيدة للنظام!..
والحقيقة أننا لسنا فى حاجة لمثل هذه التأكيدات.. يكفى أن تقترب من شاشة التليفزيون وسوف تكتشف أن معظم ما تنقله شاشات الإخوان من احتجاجات هى فى حقيقتها مشاهد لشوارع خالية يتحرك فيها الناس بطريقة طبيعية!..
لكن السؤال: كيف نجح الإخوان فى صنع هذا الحراك.. حتى ولو كان محدودًا وحتى لو كان أبطاله هم الأطفال؟!..
الحقيقة أن الإخوان لم ينجحوا أولا لأنهم فشلوا على امتداد سبع سنوات فى تحريك الشارع المصرى.. وثانيًا لأن شخص تافه لا قيمة له مثل المقاول محمد على تفوق عليهم وأجبرهم على الاعتماد عليه فيما فشلوا فيه.
لكن هذا الشخص التافه الذى لا قيمة له كان "كارتا" محروقا بالنسبة للمصريين.. فكيف استطاع أن يصنع هذا الحراك المحدود؟!..
الحقيقة أن هذا الكارت المحروق أعلن من قبل اعتزاله واستسلامه وفشله.. واختفى بالفعل عن المشهد.. ثم فوجئ الإخوان بالأرض تتحرك تحت أقدامهم بعد أن نجحت أجهزة الأمن المصرية فى القبض على محمود عزت.. المرشد الحقيقى لجماعة الإخوان ورجل المهام الصعبة والعقل المحرك للخلايا الإخوانية.
كانت ضربة موجعة أصابت الجماعة فى مقتل فأرادوا الانتقام.. وعندما أعلنت الحكومة فى مصر عن تنفيذ قانون المصالحة على البناء المخالف.. وعندما أصاب الغضب البعض من إعلان هذا القانون.. وجدها الإخوان فرصة للرد..
لكن الإخوان يعرفون أنهم عاجزون عن تحريك الشارع فماذا يفعلون؟!..
لم يجد الإخوان أمامهم إلا الكارت المحروق الذى أعلن اعتزاله.
لكن.. كيف أقنعوه؟!..
تزامنت كل هذه الأحداث مع طلب الحكومة المصرية من الإنتربول تسليم المقاول الهارب.. وقد شعر هو بأنه أمام خطر حقيقى فراح يستنجد بالمعارضة فى الخارج للوقوف بجانبه ودفع تكاليف المحامين لإنقاذه.
وعقد الإخوان صفقة معه.. تقف بجانبك.. وتعود أنت إلى المشهد لتحريك الشارع "الغضبان"..
والباقى بعد ذلك سهل ومعروف.. تتولى الخلايا الإخوانية النائمة حشد الأطفال بمبالغ مالية (خمسون جنيها للفرد) ووجبة غذاء مغرية.. ووجدها الأطفال وأهاليهم فرصة للكسب.. أما الأطفال أنفسهم فقد وجدوها فرصة "للهيصة"!..
فى النهاية.. هل يمكن أن يمثل هذا الحراك خطرًا على مصر؟!..
وهل قامت أى قناة فى العالم بنقل مشهد واحد من مشاهد هذا الحراك الطفولى إلا قناة الجزيرة وقنوات الإخوان الثلاث الموجودة فى تركيا.. أجبنى لكى أجيبك (!!!)