بطل فى مهمة استثنائية

بطل فى مهمة استثنائيةبطل فى مهمة استثنائية

نصر أكتوبر8-10-2020 | 13:14

إبراهيم الرفاعي واحد من أعظم المقاتلين فى تاريخ العسكرية المصرية، ولد الرفاعي فى 27 يونيو 1931 بشارع البوسته القديمة بالعباسية، ونشأ فى عائلة عسكرية فوالده السيد الرفاعى مأمور المركز، ووالدته كانت ابنة القائم مقام «العقيد» عبد الوهاب لبيب بلبل وعمها البكباشي أحمد حلمى بلبل. التحق إبراهيم بالثانوية العسكرية، فى نوفمبر 1951 قبل أن يلتحق بالكلية الحربية ويتخرج منها فى يوليو 1954 برتبة ملازم ثاني، ورغم تفوقة الدراسي المشهود، إلا أنه كان رياضيا محبا لكرة القدم وقارئ مطلع يقضي وقتا طويلا فى تصفح الصحف والمجلات والكتب. عاصر الرفاعي، فترة تاريخية  صعبة من تاريخ مصر حيث شهد أحداث قتل واضطراب عقب الحرب العالمية الثانية والثورة على الاستعمار البريطانى، وقيام ثورة يوليو 1952 وما أعقبها من أحداث، فور تخرجه إلى كتيبة المشاة وحصل على فرقة عن أسلحة الفصيلة ثم انتقل إلى مدرسة المشاة وحصل على فرقة فصائل، ثم حصل على فرقة تربية بدنية وعندما بدأ العمل فى إنشاء الصاعقة كان من الجيل الأول فيها. فور ترقيته إلى رتبة ملازم أول اندلع العدوان الثلاثى، وتحمل الرفاعي التخطيط والإعداد للهجوم على معسكر دبابات للعدو ببورسعيد، وفور تحديد اللحظة المواتية اندفع رجال الجيش المصري يطلقون نيران أسلحتهم لتدمير العدو، الذي فشلت قواته فى محاصرة المنطقة لإصطياد الأبطال فى حين توجه رجال الرفاعى إلى قسم البوليس ليتحولوا لرجال شرطة ومساجين، واعتبرت تلك العملية من أكبر العمليات التى تمت فى بورسعيد ومن أنجح العمليات الخاصة، وحصل فى عام 1960على أول نوط عسكري وهو نوط الشجاعة العسكرى من الطبقة الأولى. تكريم وترقية تولى إبراهيم الرفاعي، منصب قائد كتيبة صاعقة باليمن وكان من أبرز العمليات التي نفذها هناك مساندة كتيبة صاعقة محاصرة فى منطقة صرواح نفدت ذخيرتها، ولم يبق سوى أن يقاتلوا بالسلاح الأبيض، قبل أن يتمكن بمعاونة بعض الطيارين المهرة من إنقاذ الكتيبة وإلقاء صناديق الذخيرة إليهم من باب الطائرة، ليتمكنوا من إنقاذ أنفسهم ومواصلة القتال. خلال 1965 صدر قرار بترقية استثنائية للرفاعى تقديرا للأعمال التى قام بها فى اليمن، وما لبث أن سافر إلى الاتحاد السوفيتي لتلقي دورة تدريبية، وعندما وقعت نكسة 1967 فكر فى العمل خلف خطوط العدو فى سيناء وكانت أول العمليات التى قام بها تأخير وصول قوات الطابور المدرع المتقدم على الطريق الساحلى وعرقلة تقدمه لأطول فترة ممكنة حتى تتمكن القوات المصرية من الإفلات من حصار قوات العدو الإسرائيلي وبالفعل نجح. خلف خطوط العدو دربت مجموعة خاصة فى مدرسة الصاعقة فى انشاص بشكل سرى بمعرفة اللواء محمد أحمد صادق مدير إدارة المخابرات الحربية الذى لعب دور أساسي إلى جانب إبراهيم الرفاعى فى الإعداد للعمليات ونجاحها، خلف خطوط العدو. ونجح الرفاعى ورجاله فى تحطيم صورة المقاتل الإسرائيلي الذي لا يقهر قبل أن تترسخ فى عقول المقاتلين المصريين، من خلال العديد من العمليات الناجحة خلف خطوط العدو وكانت نيرانه أول نيران مصرية تطلق فى سيناء بعد هزيمة يونيو 1967. رأس النمر مع تزايد عمليات المجموعة التابعة للمخابرات الحربية والاستطلاع كان لابد من اسم وشعار فاختار إبراهيم الرفاعى «رأس النمر» كشعار لمجموعته وهو نفس الشعار الذى اتخذه الشهيد أحمد عبد العزيز خلال معارك 1948واستمر فى زرع الرعب والهول والموت والدمار فى كل أنحاء سيناء تاركا بصماته وبصمات رجاله على كل بقعة فيها، تعاون الرفاعى مع نقيب بحرى إسلام توفيق واللواء صادق كان بداية زيادة حجم ووزن المجموعة 39 قتال. منح الرفاعى النجمة العسكرية عام 1968بعد أن حصـــــــل على أول أسير إسرائيلي ثم حصل على النجمة العسكرية لثانى مرة فى عام 1969م وفـــى نفــــس العام تقرر منحه النجمة العسكرية الثالثة وهو القائد الوحيد فى الجيش المصري الذى حصل علـــــى وســــام النجمة العسكرية ثلاث مرات. مهام المجموعة 39 كانت أولى المهام التى اسندت إلى المجموعة 39 تفجير تشوينات الذخيـــرة التى قام العدو بجمعها من سيناء بعد أن تركت القوات المصرية المنسحبة ورائها أسلحتها وذخائرها ومخازن الذخيرة والتعيينات. وانتقاما لاستشهاد الفريق عبد المنعم رياض على الجبهة بأيدى إسرائيلية غادرة فى 9 مارس 1969م استطاعت المجموعة 39 قتال بقيادة الرفاعى مهاجمة قوات العدو بلسان التمساح أمام جبل مريم بخمس مجموعات قتالية فدمرت فصيلة مشاة وقوة لإدارة نيران موقع الصواريخ وعربة نصف جنزير ومخزن ذخيرة ونقطة ملاحظة. فى أغسطس 1971 قرر السادات تكريم المجموعة 39 قتال بصفة رئيسية كما قرر منح علمها وسام الجمهورية من الطبقة الاولى، بعد إعلان الحرب فى أكتوبر 1973 اسند إلى قائد المجموعة 39 مجموعة من العمليات، وشاركت المجموعة فى عملية تدمير المنشآت البترولية فى منطقة بلاعيم باستخدام 3 طائرات هليكوبتر. آخر العمليات وكانت أخر العمليات التى شارك بها الرفاعى صد تقدم دبابات العدو فى منطقة فايد فى 19أكتوبر حيث قرر الرفاعى الاشتباك مع دبابات العدو لاحباط محاولة تدمير موقع الصواريخ ومحاولة فتح الطريق للتقدم إلى سرابيوم وخلال الاشتباك أصيب البطل وأستشهد دفاعا عن مصر وترابها تاركا صفحة من التاريخ لن تنسي على مر الأجيال قدوة حسنه وقائد شجاع.
أضف تعليق