فى حادث البدرشين الإرهابى وغيره.. لماذا اختفت نخوة المصريين من المشهد؟!

فى حادث البدرشين الإرهابى وغيره.. لماذا اختفت نخوة المصريين من المشهد؟!فى حادث البدرشين الإرهابى وغيره.. لماذا اختفت نخوة المصريين من المشهد؟!

* عاجل16-7-2017 | 08:55

كتبت: نرفانا محمود

لا حديث أمس للمصريين إلا على حالة اللامبالاة التى ظهرت فى ردود الأفعال على حادثة البدرشين الإرهابية، وحادث قتل صعيدى لإبنه وهى حادثة جنائية، وحادث مهاجمة أحد الأشحاص لعدد من السائحات فى منتجعين بالغردقة.

وقد تم تداول شريط فيديو على مواقع التواصل الاجتماعى للحادثتين ونالا نسبة مشاهدة كبيرة جدا، وأحدثا لدى عامة المصريين حالة من الإحباط، بسبب ردود الأفعال السلبية من المتواجدين قريبين من الحادثتين حال وقوعهما.

زعم كاذب

  وفيما يخص حادث البدرشين، حاول البعض تأويل الأمر سياسيا بأنه موقف من الشرطة فلم يتدخل أحد إلى جانبهم أثناء وقوع الهجوم على أفراد الكمين، لكن هذا الزعم كذبه الفيديوهان الخاصين بحادث الغردقة، والأب الذى قتل ابنه فى الشارع فى أسيوط، ولم ينته الأمر عند هذا الحد ولكنه أثار تساؤلات، أولها: هل هى بالفعل لا مبالاة من المصريين؟! أم إنه سلوك نابع عن الصدمة مما حدث؟!

التفسير الإنجليزى

ولعل التفسير  بأنها الصدمة هو الأرجح، والدليل على ذلك يعكسه تقرير صادر عن "مركز الأمن ومكافحة الإرهاب البريطاني"، والتقرير ينصح المواطنين في حال تواجدهم فى مكان يشهد عملية إرهابية بعدة نصائح هى "الجري" والابتعاد عن موقع الحادث، و "الاختباء" و "الاحتماء من رصاص الإرهابيين"، و "الاتصال" و "التواصل مع الشرطة أو الإسعاف".. ولكن من دون لفت نظر الإرهابيين، والمعنى ببساطة أن التقرير ينصح المواطن بالسلبية أو على الأقل عدم التدخل بشكل ظاهر، وقد يكون هذا مناسبا للإنجليز المشهورين فى الأساس ببرود الأعصاب.. لكن ما بال المصريين؟!

أجاب على السؤال فى تصريحات خاصة لـ "دار المعارف" أستاذ علم النفس وعميد كلية التربية النوعية جامعة الزقازيق الدكتور صلاح شريف فقال الآتى:

أسباب الحزن

 بداية ما حدث بالأمس فى البدرشين أحزن جميع المصريين، ولكن ما لوحظ من رد فعل المتواجدين فى مكان الحادث كان متفاوتا ومتناقضا، ولا يمكن الحكم عليه باللامبالاة؛ لأنه موقف لحظى يحمل العديد من التأويلات، والناس تحت وطأة الصدمة قد ينجم عنهم ردود أفعال مختلفة تظهر للعامة بأنها لامبالاة، وما هى فى حقيقة الأمر سوى خوف من التعرض للخطر أو خوف من المساءلة، أو حتى عدم جاهزية للموقف ككل، وعلى العكس يكون موقف ضابط الشرطة فهو ينم عن تفهم جيد لواجباته الوظيفية وعن مواطنته، وبالطبع هو مدرب جيدا على التعامل مع تلك الظروف؛ لذا فقد استطاع سريعا التصرف وإطلاق النار على الجناة، لعنة الله عليهم .

ظاهرة.. ولا

وواصل قائلا: هناك بالفعل حالة من اللامبالاة فى المجتمع المصرى، لا يمكننا نكران ذلك ولكن أيضا لا يمكننا أن نطلق عليها وصف الظاهرة.

 وترجع اللامبالاة إلى سببين هما الخوف من المساءلة والخوف من تحمل المسئولية، فهو لا يريد تحمل عبء أكثر وذلك بسبب ضغوط الحياة.

وعموما نحن كشعب تنقصنا ثقافة المواجهة والشجاعة، حتى الموظف إذا حدثت أى مشكلة فى وظيفته  أصبح يقول الآن (وأنا مالى)، وهى آفة أصبحت منتشرة خاصة بعد ثورة يناير، الكل يسأل أين حقوقى ؟، ولكن لا أحد يسعى إلى واجباته.

ويختم د.شريف.. نحن نريد ثورة أخلاقيات لاسترجاع ما فقد منها، والإعلام والأسرة عليهما دور كبير فى تحجيم شعور  اللامبالاة هذا، وتوعية الشعب بأهمية المواطنة وتحمل المسئولية والوقوف بجانب الدولة فى تلك الظروف العصيبة التى نمر بها.

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2