«فراتلى توتى» جميعنا إخوة

الرأى13-10-2020 | 10:17

بقلم - ماجد بدران «الصراعات القديمة التى يعتقد أنها دُفنت منذ زمن طويل تتفجر من جديد، ويتزايد قصر النظر والتطرف والقومية المستاءة والعدوانية». كلمات من رسالة تعليمية وجهها بابا الفاتيكان فرنسيس الأول الأسبوع الماضى بعنوان «جميعنا إخوة»، دعا خلالها إلى تغيير عالمى للقلوب، وأضاف: «إن مجتمع الأخوة العالمى القائم على ممارسة الصداقة الاجتماعية من جانب الشعوب والأمم يدعو إلى نوع أفضل من السياسة، يكون حقًا فى خدمة الصالح العام». واقترح البابا أنه يجب أن تكون جائحة كورونا ملهمة لإعادة التفكير فى الأولويات العالمية، وقال: «بمجرد أن تمر هذه الأزمة الصحية، فإن أسوأ رد فعل لنا سوف يكون الانغماس بشكل أعمق فى النزعة الاستهلاكية المحمومة وأشكال جديدة من الحفاظ على الذات بشكل أنانى». وأعرب البابا فرنسيس عن أسفه لأن «المبالغة والتطرف والاستقطاب فى العديد من البلدان أصبحت اليوم أدوات سياسية»، وألقى اللوم على مواقع التواصل الاجتماعى فى المساهمة فى تراجع معايير النقاش العام. رسالة البابا صدرت فى يوم القديس فرنسيس، وهو راهب من القرون الوسطى عُرف بجهوده لمواجهة الفقر وحب الطبيعة ونبذ العنف. وأوضح البابا أن الرسالة مستوحاة أيضًا من شيخ الأزهر الإمام الأكبر أحمد الطيب، الذى وقع معه «وثيقة الأخوة الإنسانية» العام الماضى.

***

وصرّح الإمام الأكبر على صفحته الرسمية على فيس بوك أن رسالة بابا الفاتيكان تأتى امتدادًا لوثيقة الأخوة الإنسانية، وكاشفة لواقع عالمى يعيش الخلل فى مواقفه وقراراته، ويدفع المستضعفون والمهمشون ضريبة ذلك. وأوضح د. الطيب أن هذه الرسالة تخاطب أصحاب الإرادة الخيرة، والضمير الحى وتستعيد للبشرية وعيها. وقد شاركت اللجنة العليا للأخوة الإنسانية بدعوة من البابا فرنسيس فى حفل تدشين الرسالة البابوية الجديدة، ومثلها المستشار محمد عبد السلام الأمين العام للجنة الذى أكد أن الرسالة العظيمة للبابا مع شقيقتها «وثيقة الأخوة الإنسانية» ستحركان عجلة التاريخ التى توقفت فى محطة هذا النظام العالمى، مصرحًا بأن اللجنة تدرس إقامة منتدى لمائة شاب من حول العالم، وعقد أيام دراسية فى روما وأبوظبى ومصر حول هذه الرسالة، يعكفون خلالها على التأمل والدراسة والنقاش الحر المتعمق، وسيكون هذا نوعًا من النزول بالرسالة إلى شريحة الشباب من مختلف الأديان والأجناس، لعلها تكون خطوة على الطريق الصحيح، نحو أخوة إنسانية عالمية.

***

رسالة «جميعنا إخوة» و«وثيقة الأخوة الإنسانية» وما سبقهما من وثائق عالمية تدعو كل من يحملون فى قلوبهم إيمانًا بالله أن يتوحدوا ويعملوا معًا لدعم ثقافة الاحترام المتبادل، وإدراك النعمة الإلهية التى جعلت من الخلق جميعًا إخوة. ونطالب أنفسنا وقادة العالم وصُنّاع السياسات الدولية والاقتصاد العالمى بالعمل جديًا على نشر ثقافة التسامح والتعايش والسلام، والتدخل فورًا لإيقاف سيل الدماء البريئة، ووقف ما يشهده العالم حاليًا من حروب وصراعات وتراجع مناخى وانحدار ثقافى وأخلاقى. ونتوجه للمفكرين والفلاسفة ورجال الدين والمبدعين فى كل مكان ليعيدوا اكتشاف قيم السلام والعدل والخير والجمال والأخوة الإنسانية والعيش المشترك، وليؤكدوا أهميتها كطوق نجاة للجميع. ونوجه دعوة للمصالحة والتآخى بين جميع المؤمنين بالأديان، بل بين المؤمنين وغير المؤمنين، وكل الأشخاص ذوى الإرادة الصالحة، ونداء لكل ضمير حى بنبذ العنف والتطرف الأعمى، ولكل محب لمبادئ التسامح والإخاء التى تدعو لها الأديان وتشجع عليها. نداء لكل من يؤمن بأن الله خلقنا لنتعارف ونتعاون ونتعايش كإخوة متحابين، وهذا ما نأمله ونسعى إلى تحقيقه بغية الوصول إلى سلام عالمى ينعم به الجميع.

    أضف تعليق

    أكتوبر .. تفاصيل الحكاية

    #
    مقال رئيس التحرير
    محــــــــمد أمين