حسين خيري يكتب: تحذير أممي من الاقتصاد البني

حسين خيري يكتب: تحذير أممي من الاقتصاد البنيحسين خيري يكتب: تحذير أممي من الاقتصاد البني

الرأى28-10-2020 | 14:20

واقع مرير يعيشه كثير من أطفال هذا العصر، والأشد مرارة استغلال أجهزة مخابرات دولية الأطفال فى عمليات استخباراتية، وبداية الإحساس بوجع القلب علي حياة هؤلاء الأطفال من وقت ما تخلى الآباء عن تربيتهم، وما ترتب عليه من ذوبان الأطفال فى عالم الشقاء. ويكشف تقرير للإذاعة الألمانية «دويتشه فيله» عن تدريب أطفال لا تتعدى أعمارهم ١٥ سنة فى معسكر متحف الجاسوسية الدولي بواشنطن، ويروي التقرير حكايات عن أطفال يطيرون فرحا بتدريباتهم داخل المتحف، ويقولون إنها تفوق تدريبات العديد من المعسكرات الأخرى التقليدية. ونستنتج من تعليق «جاكي إيل» مدير تعليم الأطفال فى المتحف مدى كيفية استخدام العاملين فيه للأساليب المبتكرة فى جذب الأطفال بشكل سريع لتنفيذ أعمال الجاسوسية، مستغلين فى ذلك تنمية فضول الأطفال فى التنصت على محادثات الوالدين وإلى التلصص على مذكرات أشقائهم، وفى مرحلة ثانية يعكف مسئولو المعسكر على تطوير هذا الأداء حتى يتناسب ومهارات التجسس. وفى النهاية دائما ما تنجح مجموعة من الأطفال المتدربين فى الحصول على وظائف فى مجال التجسس، وهذا بعد اجتيازهم مراحل مختلفة للتدريب، وعلى نفس درب المتحف يستدرك موقع وكالة المخابرات الأمريكية الـ «سي أي إيه» الأطفال عبر نشره عبارات توضح أن العاملين فى وكالة الاستخبارات مجرد أشخاص عاديين، وأن لديهم أطفالا وحيوانات أليفة وأدوات سرية متقدمة، ويتوفر فى الموقع قسم للألعاب وفك الشفرات والألغاز لمزيد من جذب الأطفال وهذا طبقا لتقرير الإذاعة. وذكرت صحيفة الجارديان البريطانية أن شرطة إنجلترا ووكالات الاستخبارات بها تستغل الأطفال كجواسيس فى عمليات سرية ضد الإرهاب والعصابات وتجار المخدرات، ولكن لجنة من مجلس اللوردات البريطاني حذرت من خطورته على حالة الأطفال العقلية والجسدية عقب مشاركتهم فى نشاط سري له علاقة بأعمال إجرامية. وكمن يسكب مزيدًا من البنزين على النار، بثت شبكة NETFIX الأمريكية للترفيه منذ عامين مسلسل رسوم متحركة أمريكيًا تدور  أحداثه حول جاسوسية الأطفال، ويحكي عن زوجين يترأسان منظمة جاسوسية، ويعتمدان فى إدارتها على توظيف عقول آلية. وتفشل منظمتهما فى مهمتها أمام تحدي منظمة جاسوسية أخرى لها، ثم يتفتق ذهن الزوجين عن تجنيد طفليهما بالمنظمة، ومن خلالهما يحققان نجاحا فى الإيقاع بمنظمة الجاسوسية المعادية لهما، ويقدم المسلسل مشاهد البطولات عن الجاسوسية فى شكل ممتع ومثير بواسطة الرسوم المتحركة. ومن الحقائق العلمية عن طرق التربية أن السلوك يعد أداة رئيسية لتعلم الأطفال، ومع ممارسة الطفل لسلوك ما لأكثر من مرة يكسبه خبرة، وقد تكون خبرة سلبية أو إيجابية، وبمرور الوقت يتحول من سلوك إلى عادة، ويتعلق بعقل الطفل كحقيقة واقعة وكانطباع مقبول. والمدهش أن المنظمات الدولية الحقوقية التي تقبع داخل هذه الدول العظمى جعلت ودنها من طين، وطمست أعينها عن هذا العبث، الذي يدور داخل حكوماتهم، وما تفعله من عبث بأرواح ومستقبل الأطفال.
أضف تعليق