سعاد سلام تكتب: أكتوبر نصر على الإحباط

نحتفل للعام ‏٤٧ بانتصارات أكتوبر المجيدة حرب العزة والكرامة، التي أدهشت العالم كله بقدرتها على قهر العدو، الذي لا يقهر، بفضل قواتنا المسلحة، رحم الله شهداءنا وأسكنهم فسيح جناته وكل عام ومصر والأمة العربية بخير، لنجعل من نصر أكتوبر أيقونة للنصر على أنفسنا من كل السلبيات، التي تزعجنا في حياتنا ونبدأ صفحة جديدهة لنجعل هذ‏ا النصر هو نصر لنا في كل أمور حياتنا ونبدأ بمراحعة أنفسنا مع الله ومع الغير، ونصلح ما أفسدته الأيام من قطع الأرحام والعفو عما أساء إلينا والتصالح مع الذات قبل الناس ونبدأ نراجع أنفسنا في كل أمور حياتنا ونعامل الناس بالمودة والرحمة ونلتمس لبعضنا البعض الأعزار، ونرحم بعضنا ونسامح ونعفو عن بعضنا لأنها هي السبيل إلى الجنة حتى ننسى انكسارتنا وننتصر عليها؛ لأن وعد الله حق حيث وعد الله المؤمنين في أكثر من موضع في كتابه بالنصر قال الله تعالى -: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْـمُؤْمِنِينَ} [الروم: 47] فإن مع اشتداد ظلمة الليل وتوالي الكروب وتكالب الأعداء وعد الله من اتقاه بأن ينصره على عدوه وتكون معية الله له الخاصة المقتضية للنصر والتأييد حيث قال في حديثه عن عبد الله بن عمرو يقول: قال النبي صلى الله عليه و سلم: (المُسلِمُ مَن سَلمَ المُسلِمونَ مِن لسانِهِ ويدِهِ، والمُهاجِرُ مَن هجرَ ما نَهى اللَّهُ عنهُ) ، رواه البخاري، وعن ابن عمر أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال (( المسلمُ أخو المسلمِ، لا يَظْلِمُه ولا يُسْلِمُه، ومَن كان في حاجةِ أخيه كان اللهُ في حاجتِه، ومَن فرَّجَ عن مسلمٍ كربةً فرَّجَ اللهُ عنه كربةً مِن كُرُبَاتِ يومِ القيامةِ، ومَن ستَرَ مسلمًا ستَرَه اللهُ يومَ القيامةِ) رواه البخاري و مسلم وأيضا عن ابن عباس قال: قال صلى الله عليه و سلم : (( اسْمَحْو يُسْمَحْ لكَ) ، وحديث آخر عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إنَّ اللَّهَ يقولُ يومَ القيامةِ أينَ المُتحابُّونَ بجلالي، اليومَ أظلُّهم في ظلِّي يومَ لا ظلَّ إلَّا ظلِّي)رواه مسلم، وعن ابن مسعود قال: قال صلى الله عليه و سلم: ( حَرُم على النارِ كلُّ هيِّنٍ لينٍ سهلٍ قريبٍ من الناسِ). وعن ابن عمر قال: قال صلى الله عليه و سلم: ( أَفشوا السَّلامَ، و أطعِمُوا الطعامَ، وكونوا إخوانًا كما أمرَكُم اللهُ) والكثير والكثير من الأحاديث النبوية منها أيضا عن أبي أيوب الأنصاري قال: قال صلى الله عليه و سلم: ( أَلا أدُّلُكَ على صدقةٍ يُحبُّ اللهُ موضعَها؟ تُصلحْ بين الناسِ، فإنَّها صدقةٌ يُحبُّ اللهُ موضعَها)، أَخرجه: الأصبهاني، فكل الأحاديث تتحدث عن قيم التسامح والمحبة والسلام بين الناس فاحرصو عليها وهي السبيل إلى الجنة جعلنا وجعلكم الله من أهلها.