بهاء زيتون يكتب: «صباح جديد» .. التعليم بالمقلوب!

بهاء زيتون يكتب: «صباح جديد» .. التعليم بالمقلوب!بهاء زيتون يكتب: «صباح جديد» .. التعليم بالمقلوب!

الرأى1-11-2020 | 11:31

كل يوم يفاجئنا د. طارق شوقى وزير التربية والتعليم بأشياء وأفكار تعليمية.. لأول مرة نسمع عنها.. وآخرها ما أعلنه – مؤخرًا – عن تطبيق نظام التعليم المقلوب بدءًا من العام الدراسى الحالى.
والتعليم المقلوب عبارة عن نظام تعليمى يعتمد على استخدام التقنيات الحديثة والنت فى شرح الدروس، حيث يقوم المعلم فيه بإعداد الدرس عن طريق الوسائط.. على أن يطلع التلاميذ عليه فى منازلهم قبل حضور الدرس فى المدرسة، حيث يخصص وقت الحصة فى المناقشات والتدريبات حول الدرس الذى درسوه التلاميذ «أون لاين» عبر الوسائط فى المنزل.
الفكرة من حيث الشكل رائعة وواعدة وستغير من شكل العملية التدريسية والتعليمية داخل المدارس وستجبر التلاميذ على استذكار الدروس وتجويدها، كما ستعيد التلاميذ إلى المدارس التى هجروها وستقضى على الدروس الخصوصية.. ولكن من حيث التنفيذ أرى أنها ستفشل فى ظل ضعف البنية التحتية «للنت».. ولاسيما فى القرى والنجوع.. غير أن باقات «النت» أسعارها مكلفة على غير القادرين، فضلاً عن كثرة أعطال شبكة المحمول، حيث إن معظمها شبكات هوائية لا تصلح لإدخال «النت».. فالفكرة مكلفة للغاية حيث تتطلب من كل أسرة توفير مقر إلكترونى فى المنزل لأبنائها الطلبة.. وهو ما لايقدر على توفيره كل الأسر.. فضلاً عن عدم توافر المعلم المدرب والمؤهل على هذا النظام.
الحقيقة أن أفكار الوزير فى تطوير التعليم تبدو رائعة من حيث الشكل وتشعرنا كأننا نعيش فى المدينة الفاضلة.. وأن الحياة وردية والدنيا ربيع ولكن على أرض الواقع فهى فاشلة لعدم توافر البنية الأساسية لإنجاحها، وقد سبق للوزير إدخال التكنولوجيا الحديثة كـ «التابلت» فى العملية التعليمية ليحل مكان الكتاب المدرسى.
وما يجعلنا نقلق أن ما يفعله الوزير ليس له مثيل فى أى دولة.. فوجود الكتاب الدراسى أساسى فى فرنسا واليابان وحتى دولة الصين الشهيرة بإنتاج أحدث أنواع «التابلت» لم تستغن عن الكتاب المدرسى ولا عن المعلم.
إننا نطالب بعقد مؤتمر قومى برئاسة الرئيس السيسي وبحضور خبراء التعليم لمناقشة ما يفعله معالى الوزير.. وليقولوا لنا هل نحن نسير فى الطريق الصحيح لتطوير التعليم.. وهل يمكن الاستغناء عن الكتاب المدرسى لأن من الأمور التى تقلقنى أن يكون تطوير التعليم قائمًا على رؤية فردية وليست رؤية جماعية لأصحاب الخبرات.. فقد سبق أن شاهدنا عندما كانت الرؤية فردية من تخبط فى السياسات التعليمية مثل إلغاء السنة السادسة الإبتدائى ثم إعادتها مرة أخرى، مما تسبب فى حدوث الدفعة المزدوجة والسنة الفراغ وغيرها من الكوارث التعليمية.
إننا فى أشد الحاجة لعقد هذا المؤتمر لتطمئن قلبنا وقبل أن نصحو ونجد أنفسنا «قد لبسنا فى حيطة سد».
أضف تعليق