د. هند عبد اللاه : المبيدات «متهم بريء» من أمراض المصريين
د. هند عبد اللاه : المبيدات «متهم بريء» من أمراض المصريين
دار المعارف - ياسمين وهمان
المعمل المركزى لمتبقيات المبيدات (كيوكاب) تم إنشاؤه عام 1995 وكان الهدف الرئيسى لهذا المعمل مراقبة الصادرات والواردات المصرية للتأكد من خلوها من متبقيات المبيدات أو وجودها بالحد المسموح به، وقد لعب هذا المعمل دورًا رئيسيًّا فى تحسين صورة المحاصيل المصرية أمام الأسواق الدولية، وقد تم اختيار المعمل المركزى لمتبقيات المبيدات (كيوكاب) المعمل المرجعى الرئيسى فى إفريقيا عام 2018 كما يعتبر جهة اعتماد دولية من الفيناس بفنلندا لذلك كان لنا هذا الحوار مع د. هند عبد اللاه رئيس المعمل المركزى لمتبقيات المبيدات والعناصر الثقيلة:
متى ظهرت أهمية وجود المعمل المركزى لمتبقيات المبيدات فى مصر؟
ظهرت أهمية وجود مثل هذا النوع من المعامل منذ نهاية ثمانينيات القرن الماضى حيث أظهر العالم أهمية فحص المحاصيل والتأكد من خلوها من المبيدات الضارة بصحة الإنسان والتأثيرات السلبية الخاصة به حيث أثبتت الدراسات العلمية أن التأثيرات السلبية للمبيدات لا تظهر بصورة مباشرة وإنما نتيجة تراكمها فى جسم الإنسان حيث يحدث تراكم فى الأنسجة وتأثيراتها قد تكون مميتة والإفراط فى استخدام المبيدات يؤثر على التربة والمياه والحيوانات وبالتالى تعود تلك الدائرة إلى الإنسان مرة أخرى ويصبح التأثير مضاعفا.
كما أن كل دول العالم وضعت شروطا كثيرة بخصوص واردتها من المحاصيل الزراعية ولابد أن نشير إلى أن تلك القواعد تتغير بمرور الأعوام لتصبح أكثر صرامة حرصا منها على صحة مواطنيها ومن هنا تأتى أهمية المركز فى الحفاظ على صورة صادراتنا بالإضافة إلى المحافظة على صحة المواطن المصرى فالأمر ليس مقتصرا على تحليل متبقيات المبيدات للصادرات فقط وإنما للمحاصيل الخاصة بالسوق المحلى أيضا.
فبداية المعمل كانت فحص المحاصيل فيما يتعلق بمتبقيات المبيدات والعناصر الثقيلة فقط ثم تطور الأمر إلى فتح أقسام جديدة ومختلفة للبحث عن الملوثات فى الأغذية بشكل أوسع مثل العناصر الثقيلة بجدول مندليف والتى تعتبر شديدة الخطورة إذا تم تناولها بنسب غير مسموح بها بالإضافة إلى تحليل المايكرو بيولوجى وتحاليل الهرمونات والمضادات الحيوية بالإضافة إلى السموم الفطرية والتى تكون موجودة فى محاصيل مثل الفول السودانى والمكسرات وكلها مواد لها تأثيرات سلبية إذا تم تناولها بتركيزات عالية بالإضافة إلى القسم الخاص بالبحث عن الملوثات الكيميائية عالية السمية والتى تنتج عن المعاملات الصناعية.
والهدف الأول للمعمل هو مراقبة الصادرات والواردات ورصد العينات وبالتالى حققنا المعادلة الصعبة من الحفاظ على صحة المواطن المصرى فى المقام الأول والحفاظ على التصدير والتوسع فيه، كما أن المعمل لعب دورا أساسيا فى تحسين صورة الصادرات المصرية خاصة بعد اخذ العينات من الحجر الصحى وإجراء الفحص عليها وإعطائها شهادات معتمدة بدلا من سفرها ورفضها فى الخارج.
ما السبب وراء رفض بعض شحنات التصدير خاصة فى بعض دول الخليج؟
من أهم الأسباب انخفاض الوعى لدى بعض المنتجين أو المصدرين والمعمل غير مسئول عن جمع العينة وإنما المزارع أو المصدر هو المسئول عن تقديم العينة إلى المعمل والمعمل يبدأ دوره عند استلامها وبعدها يتم فحص العينة التى تم تقديمها كما أن العينة لا تمثل الا نفسها وأحيانا يقوم المصدر بجمع العينة بطريقة خاطئة فتعطى نتائج مغلوطة، والجهات المسئولة عن جمع العينات هى إدارة الحجر الزراعى أو المصدر نفسه وتلك الأمور تغيرت كثيرا وأصبح المصدر لديه درجة كبيرة من الوعى لأنه يدرك أن التلاعب بالعينة قبل تصديرها ليس فى صالحه فالدولة المستوردة تقوم بإجراء التحليل مرة أخرى وبالتالى سيتم اكتشاف أى خطأ موجود وتعود الشحنة كما هى ومن الممكن أن تتلف فى الطريق بمعنى أنه الخاسر الأكبر فى هذا الامر بالإضافة إلى أن كل دولة لها معايير معينة عند استيراد أى محصول والمعمل يوضح هذا الأمر للمصدرين بمعنى أن هناك عينات تصلح للتصدير فى دول دون غيرها وهو ما نقوم بتوضيحه للمصدر، والاتحاد الأوروبى له معايير خاصة تختلف عن معايير دول الخليج.
اقرأ باقى الحوار فى العدد الورقى من مجلة أكتوبر، حاليا بالأسواق....