إسماعيل منتصر يكتب: حمل كاذب!

إسماعيل منتصر يكتب: حمل كاذب!إسماعيل منتصر يكتب: حمل كاذب!

الرأى3-11-2020 | 11:43

ليس هناك مسلم واحد يوافق على الإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم.. وليس هناك مسلم واحد يوافق على التصريحات التى أطلقها الرئيس الفرنسى ماكرون فى أعقاب الحادث الإرهابى الذى ارتكبه شاب شيشانى مسلم.. حيث قام بذبح مُدرَّس تاريخ فرنسى لأنه أعاد ونشر رسومًا مسيئة على تلاميذه..
ليس هناك مسلم واحد يمكن أن يوافق أو يؤيد ذلك.. لكن (!!!)
إذا عدنا إلى التواريخ نجد أن الحادث الإرهابى الذى شهدته العاصمة الفرنسية وقع يوم 15 أكتوبر الحالى.. وفى نفس اليوم أطلق ماكرون تصريحاته المستفزة التى قال فيها: لن نتخلى عن الرسوم وإن تقهقر البعض.. وأعقبها تصريح آخر قال فيه الحادث يحمل كل بصمات هجوم إرهابى مسلم..
ولا ننسى أن ماكرون ألقى فى مطلع شهر أكتوبر خطابًا (قبل وقوع الحادث الإرهابى) قال فيه إن الإسلام الراديكالى (الإسلام المتطرف) يُشكَّل خطرًا على فرنسا لأنه يطبق قوانينه الخاصة فوق كل القوانين الأخرى.. ويؤدى فى كثير من الأحيان إلى خلق مجتمع مضاد..
المنطق يقول إن رد الفعل كان يجب أن يأتى فى أعقاب هذه الأحداث مباشرة..
كان مفروضًا أن تخرج المظاهرات الغاضبة فى اليوم التالى لتصريحات ماكرون.. وأن تبدأ حملة مقاطعة المنتجات الفرنسية على الفور.. لكن ذلك لم يحدث وإنما انطلقت المظاهرات الغاضبة وحملة المقاطعة بعد حوالى ثمانية أيام.. أو بالتحديد بعد أن أعلنت السعودية عن حملة مقاطعة المنتجات التركية.. أضف لذلك كله أن رائحة الإخوان فاحت بشكل ملحوظ!..
qqq
مظاهرات الغضب المحدودة خرجت فى غزة وتونس وإسطنبول.. أما الدعوة لمقاطعة المنتجات الفرنسية فقد بدأت فى الكويت، لكنها لم تجد استجابة إلا فى الدوحة وغزة وإسطنبول..
وأظن أن الجميع يعرف أن الإخوان لهم تواجد قوى فى الكويت وتونس.. أما غزة والدوحة وإسطنبول فكل منها تبدو وكأنها عاصمة للإخوان!..
وليس خافيًا أن نفس هذه المدن عارضت حملة مقاطعة المنتجات التركية..
ولأن الإخوان جاهزون دائمًا لتقديم خدماتهم إلى أردوغان طلب أردوغان من التنظيم الدولى أن يتدخل وينظم حملة مقاطعة للمنتجات الفرنسية..
من ناحية لأن العداء بين فرنسا وتركيا وصل إلى حد الهاوية.. ومن ناحية لأن تنظيم حملة مقاطعة المنتجات الفرنسية يمكن أن يخفف من تأثير حملة مقاطعة المنتجات التركية ويمكن أن يشوش عليها أيضا!..
والسؤال: هل أردوغان وهل تركيا هى التى تتحرك من أجل الرسوم المسيئة للرسول؟..
سمعت حديثا لياسين أقطاى مستشار الرئيس التركى رجب طيب أردوغان.. يستطيع القارئ أن يتأكد منه ويسمعه بنفسه.. سمعته يقول: تركيا ليست دولة إسلامية.. ولا هى دولة مسيحية.. هى دولة على الحياد!..
وتركيا لا تشتهر فقط ببيوت الدعارة ولكنها طبقا للدستور التركى تمنح المثليين حرية التعبير عن أنفسهم!..
وأكثر من ذلك فقد قام يومًا أحد المثليين بنشر كاريكاتير يصور فيه الرسول وقد ظهرت خلفه السيدة عاشة على صورة طفلة تلعب بالعروسة.. وهو اتهام باطل للرسول بأنه يحب الزواج من الأطفال!..
صحيح أن السلطات التركية حاسبت صاحب الرسوم.. لكن الرصاصة إذا انطلقت يصبح مستحيلا عودتها!..
ويتبقى سؤال أخير: هل يمكن أن تنجح خطة الإخوان وينجح مخطط أردوغان بالنسبة لفرنسا؟!
أظن أن ذلك مستبعد تمامًا فلن يتأثر الاقتصاد الفرنسى بأى حال من الأحوال من مقاطعة غزة والدوحة..
qqq
مرة أخرى وأخيرة.. لا يوجد مسلم واحد يوافق ويؤيد الإساءة للرسول.. لكن لا يمنع ذلك من أن حملة مقاطعة المنتجات الفرنسية يا سادة.. حمل كاذب!..
 
أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2