سعيد صلاح يكتب: مجتمع لا يصفق للعلماء

سعيد صلاح يكتب: مجتمع لا يصفق للعلماءسعيد صلاح يكتب: مجتمع لا يصفق للعلماء

الرأى9-11-2020 | 11:33

رغم أن « التصفيق» يكتسب (سمعة سيئة) فى ثقافتنا العامة وبات يؤخذ على أنه ترجمة للتطبيل أو النفاق أحيانا، إلا أنه فى الحقيقة مظلوم ويجب أن يكون كذلك. فالتصفيق بالضرورة يجب أن يكون عاكسًا لنوع من التقدير والاحترام وجرت العادة أن يكون فى المناسبات العامة الرسمية. انعكاسًا لحجم التقدير الذى يكنّه المصفقون، لهذه الشخصية التى استهدفها التصفيق. وفى الأيام الماضية حضرت احتفالية رسمية لإحدى الوزارات وكان جزءًا من هذه الاحتفالية تكريم بعض الشخصيات المصرية النابهة والتى لمع اسمها ولعبت دورًا مهمًا فى الفترة الأخيرة وكان بين المكرمين شخصيتان، الأولى عالم فضاء يعمل نائبًا لمحافظ المنيا، ولا أعرف ماذا يفعل من هو مثله فى المحليات، أنه الدكتور محمد محمود، شاب فى بداية الأربعينيات، عالم فضاء له اسمه فى الخارج يدير مشروع إعداد دراسات القمر الصناعى «horyou-5» اليابانى وصاحب أول حاسوب مصرى 100% للأقمار الصناعية والمستخدم فى القمر الصناعى المصرى «نورث2». والشخصية الثانية الفنانة الإعلامية إسعاد يونس «صاحبة السعادة» وصاحبة الدور الشهير «زغلول العشماوى» وغيرها من الأدوار الكوميدية فى الدراما المصرية المفارقة التى حدثت خلال التكريم واستوجبت التوقف والتدقيق هى أنه عندما تم تقديم الدكتور محمد محمود والإعلان عن اسمه وتكريمه وسرد إنجازاته ومكانته العلمية.. استغرق ذلك نصف دقيقة ولم يصفق أحد من الحاضرين فى القاعة، رغم قيام الرجل من كرسيه لتحية مكرميه. وبعد لحظات تم تقديم إسعاد يونس والإعلان عن تكريمها لقيامها بالأداء الصوتى فى منتج إعلامى للوزارة والترويج لبعض أنشطتها.. القاعة ضجت بالتصفيق اللافت للنظر. الدلالة والرسالة التى يقولها ما حدث، مع كامل الاحترام والتقدير للفنانة إسعاد يونس، تجعلنا نسأل بغصة.. هل هذا هو تقديرنا كمجتمع للعلماء.. هل هذا هو تقديرنا للعلم، لا أقول إن الفنانة إسعاد لا تستحق التصفيق، بالعكس، لكن لماذا صفقنا لها ولم نصفق للعالم المصرى الشاب الذى أنجز وأبهر العالم رغم صغر سنه فى مجال مهم مثل مجال الفضاء. تتقدم الأمم بقدر تقديرها للعلم والعلماء وتقديمهم فى أوائل الصفوف وتوفير كل سُبل وأشكال الدعم والحفاظ عليهم وعلى عقولهم وأفكارهم التى هى الثروات الحقيقية لأى أمة تريد أن تنهض وتحجز لنفسها مكانا بين الدول الأمم المتقدمة. نؤكد على التقدير الكامل لكل المصريين وكل رموز الوطن وقوته الناعمة ونؤكد على أن ثقافتنا، يجب أن تتغير وتتبدل قائمة اهتماماتنا ويتقدم إلى أوائل الصفوف العلماء فى كل المجالات، فهم منقذو البشرية ولنا فى أزمة «كورونا» عِبرة كبيرة.. استقيموا يرحمكم الله
أضف تعليق