ونستمر معًا فى سرد حكاوى أهم الشوارع وأسباب تسميتها وأهم المعالم فيها قديمًا وحديثًا لتكون زادا لنا ورحلة فى تاريخنا القديم والمعاصر.. وخاصة المناطق التى تشكل جزءا مهما من تاريخ مصر.
الموسكى
من أكبر الأحياء التجارية فى القاهرة الكبرى ومن منا لا يعرف الموسكى، فهو أكبر سوق من الأسواق الشعبية، يرتاده الآلاف يوميًا من أبناء القاهرة بل وأيضًا المحافظات بحثًا عن التسوق والوصول إلى سلع مناسبة لكل الطبقات الاجتماعية وخاصة محدودى الدخل لتوفير احتياجاتهم.
وتزدحم هذه المنطقة يوميًا ولكن يزداد الازدحام حدة فى أيام الخميس والجمعة وكذلك الأعياد وشهر رمضان.. ففيها تجد كل أسرة احتياجاتها وبالسعر المناسب.. من الملابس والنجف ولعب الأطفال والأحذية والأقمشة والمأكولات والأجهزة المنزلية وتجهيزات السبوع لحديثى الولادة.. وغيرها من الطقوس الشعبية المصرية.
أطلق اسم الموسكى على هذا الحى العريق نسبة إلى الأمير عز الدين موسك قريب السلطان صلاح الدين الأيوبى وهو الذى أنشأ القنطرة المعروفة باسم قنطرة الموسكى وبه شارع الأمير موسك متفرع من شارع عبد العزيز تخليدًا لمؤسس هذا الحى.
ومات الأمير عز الدين موسك فى دمشق.. وعندما جاءت الحملة الفرنسية إلى مصر عام 1798، قام جنود الحملة بهدم بيوت الأمراء والهاربين خارج القاهرة ومنها قنطرة الموسكى ومدوا طريقا منها إلى ميدان جامع أزبك وهذا الطريق هو شارع الموسكى حاليًا وفى عهد محمد على باشا تم توسيع أزقة وشوارع المنطقة وتم لأول مرة ترقيم المنازل وتسمية الشوارع وجدد مستشفى الأزبكية وجعلها ملحقا لمدرسة الطب والولادة بالقصر العينى.
ولكثرة النشاط التجارى وازدحام المنطقة بالمصريين والأجانب بدأ محمد على بإنشاء شارع السكة الجديدة وهو شارع الأزهر الآن ووصل إلى جامعة الأزهر حاليًا.. وفى افتتاح قناة السويس دعا الخديو إسماعيل ضيوفه من أمراء وملوك الدول المختلفة إلى زيارة القاهرة ومعالمها لمدة خمسة أيام وكان ضمن برنامج الزيارة حى الموسكى.
تميزت العمارة أو الطابع المعمارى الفرنسى والبلجيكى والتى أنشأت فى عهد الخديو إسماعيل والذى تأثر بالعمارة الأوروبية وخاصة الفرنسية.. ومن هذه المبانى مديرية الشئون الصحية وإدارة الدفاع المدنى والحريق ومبنى هيئة البريد وقسم الشرطة.. وأيضًا عمارة تيرنج وتياترو الخديوى «المسرح القومى حاليًا» ومقر المحكمة المختلطة خلف الأوبرا.
ومن المحال القديمة سمعان وصيدناوى وعمر أفندى والبيت المصرى وداود عدس وغيرها.. ومقهى الفنانين بشارع القلعة وكذلك مقهى التجاريين.
شارع أمير الجيوش
يبدأ من باب الشعرية وينتهى فى شارع المعز لدين الله الفاطمى واسمه يرجع إلى القائد بدر الجمالى والذى لقب برجل الساعة.. دخل مصر عام 1074 ونجح فى إنقاذ الدولة الفاطمية من خطرين، الأول كارثة المجاعة التى أكلت الأخضر واليابس والثانى استفحال نفوذ الأتراك الذين استغلوا ضعف الخليفة الفاطمى وتمكن من القضاء على الأتراك وعين قائد عام للجند ووزيرًا للسيف والقيم ورئيسًا للقضاء وأعاد النظام للعاصمة الفاطمية وأهم إنجازاته بناء سور القاهرة وإعادة تحصينه.
شارع منصور
يربط أحياء المنيرة والسيدة زينب وفم الخليج والفسطاط بميدان التحرير ومن الأماكن المفضلة للملوك والأمراء لقربه من جارن سيتى، وقد بنى الخديو إسماعيل 3 قصور فى هذه المنطقة.
الأول.. لفائقة زوجة مصطفى باشا بن إسماعيل باشا المفتش وهو الآن مقر وزارة التربية والتعليم.
الثانى.. لابنته جميلة التى تزوجها محرم باشا بن كينج شاهين باشا وهو الآن به وزارتا الإسكان والتموين.
الثالث.. لابنته توحيدة زوجة منصور باشا وبه الآن وزارة الإنتاج الحربى.. وهو من الشوارع الهادئة فى الجزء الأول منه من ميدان التحرير أما الجزء الأخير المتجه إلى السيدة زينب أكثر شعبية وضوضاء وبه العديد من المحلات والأسواق.
شارع حسين حجازى
وهو مرتبط بشارع منصور وترجع تسميته إلى لاعب الكرة المشهور حسين حجازى الذى سافر إلى إنجلترا قبل الحرب العالمية الأولى، ورأس وفد مصر فى دورة الألعاب الأوليمبية 1924 فى باريس ولعب لكل من السكة الحديد والأهلى والزمالك واعتزل عام 1931.
شارع الجمهورية
هو شارع إبراهيم باشا وبعد قيام ثورة 1952 وإلغاء الملكية تغير اسمه إلى شارع الجمهورية.. وهو يربط بين ميدان عابدين وميدان رمسيس وميدان الأوبرا ويقع به تمثال إبراهيم باشا القائد العسكرى الشهير ابن محمد على باشا، وهو التمثال الوحيد الذى لم تزله الثورة لكونه واحدا من مؤسسى الجيش المصرى وأحد أهم قادته وله أثر كبير فى تلك المرحلة.
ويقع فى هذا الشارع مسرح الجمهورية وتحول النشاط فى هذا الشارع من ناحية عابدين به العديد من دور النشر المصرية وأيضًا محلات الكهرباء ومن رمسيس محلات بيع العدد والآلات كأهم مركز لتجمع هذه الأنشطة على مستوى الجمهورية.
شارع رشدى
هو شارع الساحة وهى ساحة الحمير وهو اسم شعبى فرض نشاطه على الشارع القديم.. وفى بداية القرن العشرين أصبحت المناطق المحيطة به الأزبكية وعابدين من أجمل المناطق بالقاهرة.. الأمر الذى تغير معه إلى حسين رشدى باشا.. وهو محافظ القاهرة ووكيل وزارة الأوقاف وعمل قاضيًا ثم وزيرًا للمالية فى حكومة بطرس باشا غالى.. ثم وزيرًا للخارجية فى حكومة محمد سعيد باشا ثم رئيس للحكومة عام 1914.
وتظل الشوارع تحمل أسماء لها تاريخ فى عصور مضت ولكن تبقى أعمالًا يجب إلقاء الضوء عليها.. ولنا معكم رحلات فى عالم الشوارع.