إسماعيل منتصر يكتب: الحاج ماكرون!

إسماعيل منتصر يكتب: الحاج ماكرون!إسماعيل منتصر يكتب: الحاج ماكرون!

الرأى9-11-2020 | 11:46

بالمقاييس الصحفية قامت قناة الجزيرة القطرية بعمل سبق صحفى يعتبر بكل المقاييس.. قنبلة!.. استضافت القناة القطرية الرئيس الفرنسي ماكرون وأجرت معه حوارًا مطولاً.. الحوار مع الرئيس الفرنسي أو أي رئيس هو أمر عادى بالنسبة للقنوات الفضائية.. لكن إجراء الحوار مع الرئيس الفرنسي وسط الأجواء المحمومة.. والحملات الشرسة التي أطلقها أردوغان والإخوان، وبالطبع قناة الجزيرة ضد فرنسا وضد الرئيس ماكرون.. والتي وصلت إلى حد المطالبة بمقاطعة المنتجات الفرنسية.. .. إجراء مثل هذا الحوار فى مثل هذه الظروف.. هو قنبلة صحفية بالتأكيد.. وأسأل نفسى وأسأل القراء.. إذا افترضنا.. مجرد افتراض.. أن قامت قناة مصرية أو سعودية أو إماراتية بإجراء هذا الحوار فى مثل هذه الظروف.. أغلب الظن أن قناة الجزيرة نفسها كانت ستقف فى الصفوف الأولى للمنتقدين والمزايدين.. مصر تستفز المسلمين فى العالم كله وتستضيف الرئيس الفرنسى الذى أساء للرسول!.. .. الإمارات تؤكد تحالفها مع الصهيونية وتقف إلى جانب الرئيس الفرنسي المعادي للإسلام.. السعودية أكدت بانحيازها للرئيس الفرنسي أنها لا تصلح لقيادة العالم الإسلامي.. وأن الوقت حان لتدويل الأماكن المقدسة فى السعودية (!!!) أغلب الظن أن قناة الجزيرة ومعها كل قنوات الإخوان كانت ستقوم بترديد هذه الأكاذيب والأقوال المغلوطة. المفارقة أن قناة الجزيرة اتنبح صوتها من مطالبة المسلمين بمقاطعة كل ما هو فرنسي.. فإذا بها تكون أول من يكسر هذه المقاطعة.. وليست هذه هي المشكلة.. المشكلة أن الحوار الذى أجرته قناة الجزيرة مع الرئيس ماكرون.. كان من الواضح أن هدفه الرئيسي هو تجميل صورة ماكرون وتبرير تصريحاته.. وإثبات أنها فهمت خطأ وانتزعت من سياقها.. وشهد شاهد من أهلها كما يقولون!.. المعروف أن «الثلاثي المرح» (أردوغان والإخوان وقناة الجزيرة) يقفون فى خندق واحد.. لكن فيما يبدو أن ما قامت به قناة الجزيرة كان محل انتقاد الإخوان.. على سبيل المثال شن الداعية الإخوانى الهارب وجدى غنيم حملة شعواء ضد قناة الجزيرة لقيامها باستضافة ماكرون.. وقال إن القناة القطرية أعطت للرئيس الفرنسي قبلة الحياة.. وأشار إلى أن قناة الجزيرة خالفت القرآن والسُنّة.. وأكثر من ذلك فقد أطلق الداعية الإخوانى على قناة الجزيرة لقب القناة «المسخرة»!.. قناة الجزيرة لم تكتف فى الواقع باستضافة ماكرون وتجميل صورته.. فبعد أن كانت تقود حملة مقاطعة المنتجات الفرنسية.. اختفت تمامًا من كل برامجها هذه القضية ولم تعد تشير إليها من قريب أو بعيد.. وليس واضحًا أسباب هذا التحول فى موقف القناة القطرية.. وقد يكون السبب حرص القائمين على القناة وحرص قطر على الحفاظ على الاستثمارات القطرية فى فرنسا.. وقد يكون السبب ضغوط مارستها أمريكا لتخفيف حدة الهجوم على الرئيس الفرنسي.. لكن فى النهاية تؤكد قناة الجزيرة أنها قناة التناقضات.. والحقيقة أن التناقضات هي سمة وسلوك «الثلاثي المرح».. أردوغان والإخوان وقناة الجزيرة.. أردوغان – على سبيل المثال – لا يكف عن ترديد الأكاذيب حول تدخله فى شئون الدول العربية.. فيزعم أنه دخل ليبيا بناء على اتفاقات رسمية مع الحكومة الليبية ويزعم أنه موجود فى سوريا تنفيذًا لاتفاق يسمح له بذلك.. ويزعم أنه دخل العراق بموافقة الحكومة العراقية.. لكنه مؤخرًا يناقض نفسه ويفضح نواياه العثمانية بتصريح غريب وعجيب قال فيه إن أي أرض سالت فيها دماء الجنود الأتراك.. هي أرض تركية.. أما الإخوان فهم أساتذة التناقضات.. يهتفون بأعلى صوت.. على القدس رايحين، شهداء بالملايين.. ثم يبعث كبيرهم برسالة إلى «عزيزي بيريز»!.. يحرمون فوائد البنوك.. ويصفون فوائد القروض التي يريدون الحصول عليها من البنك الدولي بأنها رسوم إدارية (!!!) الثلاثي المرح.. أردوغان والإخوان وقناة الجزيرة لا يعرفون المبادئ ولا يتمسكون بالقيم.. وإنما تحركهم مصالحهم.. وليس مستبعدًا أن يحولوا الرئيس الفرنسي ماكرون، من الشيطان ماكرون كما حاولوا تسويقه.. إلى الحاج ماكرون (!!!)
أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2