إسماعيل منتصر يكتب: «خوطر حرة جدا».. ولا الجن الأزرق!..

إسماعيل منتصر يكتب: «خوطر حرة جدا».. ولا الجن الأزرق!..إسماعيل منتصر يكتب: «خوطر حرة جدا».. ولا الجن الأزرق!..

* عاجل11-11-2020 | 19:49

أقام الإخوان الأفراح والليالى الملاح ابتهاجًا بفوز جو بايدن فى سباق انتخابات الرئاسة الأمريكية!.. الحقيقة أن الإخوان يتعاملون مع بايدن باعتباره المرشد العام لجماعة الإخوان فى أمريكا.. أو كأنه رئيس جمهورية الإخوان!.. يتصور الإخوان أن بايدن سيمنح الجماعة قُبلة الحياة ويعيدهم إلى المشهد السياسى فى مصر.. بل ويصور لهم خيالهم أن بايدن سيؤدب مصر والنظام المصرى.. ويجبره على إخراج الإخوان من السجون.. هل يحقق بايدن كل هذه الآمال والأحلام الإخوانية.. أم أنها مجرد امتداد لأحلام اليقظة التى أدمنها الإخوان منذ سبع سنوات؟!.. احسبها بنفسك!.. فى عام 2012 وصل الإخوان إلى الحُكم.. ولم يعد خافيا أن إدارة الرئيس أوباما كان لها دورها المؤثر والفعّال، أولاً فى إسقاط مبارك.. وثانيًا فى دعم ومساندة الإخوان للوصول إلى الحُكم.. وعندما قامت ثورة 30 يونيو ونجح المصريون ونجح الفريق عبد الفتاح السيسي – آنذاك – فى إسقاط محمد مرسى وعزله.. عندما وقعت كل هذه الأحداث التى كان من نتائجها خروج الإخوان من المشهد السياسى.. قامت إدارة أوباما ممثلة فى وزيرة الخارجية هيلارى كلينتون والسفيرة الأمريكية فى القاهرة آن باترسون بممارسة ضغوط قوية على مصر وعلى الرئيس السيسي شخصيًا من أجل إعادة مرسى إلى قصر الاتحادية.. لكن كل هذه الضغوط لم تنجح.. لا مصر تراجعت ولا السيسي أذعن.. مواجهة الضغوط الأمريكية وصلت إلى درجة رفض طلبات السفيرة الأمريكية باترسون الملحة.. لزيارة محمد مرسى فى مكان اعتقاله.. فى هذا التوقيت كانت مصر تعانى من فقر دم سياسى – إن صح التعبير – نتيجة الفوضى التى غرقت فيها مصر بعد أحداث 25 يناير.. ومع ذلك لم تنجح أمريكا ولم تنجح الإدارة الأمريكية بجلالة قدرها فى فرض إرادتها على مصر والمصريين.. فهل تستطيع الإدارة الأمريكية الجديدة أن تنجح فيما فشلت فيه إدارة أوباما؟!.. مصر اليوم أقوى مائة مرة من مصر 2013.. مصر اليوم لم تعد تعانى من العزلة التى كانت تعانى منها فى أعقاب ثورة 30 يونيو.. العكس صحيح.. مصر تربطها علاقات قوية سواء فى المنطقة العربية أو فى إفريقيا أو فى أوروبا.. مصر اليوم أيضا قوة عسكرية لا يستهان بها.. فى نفس الوقت فإن الاقتصاد المصرى والإصلاحات التى شهدها، جعل مصر قادرة على الوقوف على قدميها ومواجهة أى تحديات.. أضف لذلك كله أن العالم تغير وأصبحت هناك قوى عظمى جديدة.. مثل الصين وروسيا.. صحيح أن أمريكا لا تزال هى القوة الأعظم.. لكن ذلك لا ينفى أن الصين أصبح لها تأثير قوى وفعّال فى مجريات الأحداث العالمية.. وكذلك روسيا.. ولم يعد خافيا أن مصر استطاعت أن تبنى جسورًا قوية بينها وبين هذه القوى العالمية الجديدة. كل ذلك يصب فى خانة مصر القوية.. فهل تفشل مصر القوية فيما نجحت فيه مصر الضعيفة؟!!.. مستحيل (!!!) فى نفس الوقت لا يستطيع أحد أن يتجاهل أن مصر أصبحت عنصرًا فاعلاً فى ترتيبات الأوضاع الإقليمية.. ليبيا.. سوريا.. شرق المتوسط.. الصراع العربى الإسرائيلى، كل هذه الملفات أصبح لمصر دورًا فاعلاً ومؤثرًا فيها.. وبالتأكيد لا تستطيع إدارة بايدن أو أي إدارة أمريكية أن تتجاهل هذا الدور المصرى الفعّال والمؤثر. الحقيقة أيضا أن إدارة أوباما التى ساندت ودعمت الإخوان كان تصورها أن الجماعة قادرة على تحقيق الاستقرار سواء فى مصر أو فى دول الربيع العربى، أما وقد حقق الإخوان فشلا منقطع النظير.. فمن المؤكد أن إدارة بايدن ستفكر ألف مرة فى دعم ومساندة جماعة أثبتت فشلا على جميع المستويات.. بايدن المسيحى بالتأكيد ليس مسلما ولا إخوانيا.. فلماذا يغامر ويقامر بدعم ومساندة الإخوان؟!! الإخوان يتصورون أن بايدن سيكون نصير الإسلام والمسلمين.. لمجرد أنه وعد خلال حملته الانتخابية بتعيين مسلمين أمريكيين فى مواقع مختلفة فى الحكومة الأمريكية، كما أنه ينتمى للحزب الديمقراطى الذى دعم ثورات الربيع العربى ودعم وساند الإخوان أيام الرئيس أوباما.. لكن الحقيقة أن وعد بايدن بتعيين مسلمين أمريكيين لا علاقة له بالإخوان وإنما هى محاولة لكسب أصوات مسلمى أمريكا.. أضف لذلك أن بايدن كان على خلاف مع أوباما فيما يتعلق بثورات الربيع العربى!.. وبالمناسبة فإن الجسور بين بايدن وأوباما مقطوعة.. رغم أن الاثنين ينتميان للحزب الديمقراطى، والسبب أن أوباما أيّد هيلارى كلينتون على حساب بايدن خلال انتخابات الحزب الديمقراطى لاختيار مرشح للرئاسة فى عام 2016. أضف لذلك كله أن هناك قضايا كثيرة وأولويات عديدة تواجه بايدن.. أكبر من الإخوان وأهم منهم. على المستوى الداخلى هناك قضية الكورونا وقضية البطالة التى يعانى منها 30 مليون أمريكى، وهناك أيضا قضية انقسام المجتمع الأمريكى والتى بدأت تعبر عن نفسها بصورة تدعو للقلق. أما على المستوى الخارجى فهناك إيران وهناك الصين وهناك الاتحاد الأوروبى الذى يريد بايدن أن يعيده إلى الحظيرة الأمريكية. هناك أيضا تركيا التى يصف بايدن رئيسها بالديكتاتور والتى وعد بمساندة المعارضة التركية ضد أردوغان.. بالإضافة إلى أن بايدن على وجه الخصوص.. غير راضٍ عن تدخل تركيا فى سوريا وعن محاولات أردوغان للتوسع إقليميًا. هل يكون للإخوان أولوية وسط كل هذه القضايا الداخلية والخارجية؟! هل يهتم بايدن بقضية الإخوان وسط كل هذه التحديات؟.. يمكن أن تقول ما تشاء عن بايدن لكن أظن أن أحدًا لم يقل عنه أبدًا أنه غبى وأحمق!.. ثم أنه من المعروف أن بايدن له شخصية سياسية باهتة.. فلم يعرف عنه على امتداد عمله بالسياسة والذى يتجاوز الـ 47 عاما.. لم يعرف عنه أنه اتخذ موقفا حادًا فهو من أنصار إمساك العصا من منتصفها، وأظن أن مثل هذه الشخصية غير قادرة على فرض الإخوان على المشهد السياسى فى مصر.. ويبقى بعد ذلك كله أن إرادة المصريين أقوى من أى ضغوط.. ولا ينفى ذلك أن العلاقات المصرية الأمريكية خسرت نسبيًا بعد خسارة ترامب.. فقد كانت تربطه بالرئيس السيسي "كيمياء خاصة"، كما يقولون.. لكن فى النهاية فإن المصالح الدولية لا تحسب بمثل هذه العلاقات الشخصية. وقد يشوب العلاقات المصرية الأمريكية بعض التوتر مع مجىء جو بايدن.. لكننا فى وضع يسمح لنا باستخدام أوراق كثيرة تجعل المصالح تتصالح!.. وفى النهاية لا بايدن ولا ترامب.. ولا الجن الأزرق يمكن أن يكسر إرادة مصر ويفرض على المصريين إعادة الإخوان للمشهد.. «انس يا عمر» (!!!)
أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2