محمد نجم يكتب: شكرًا.. أحفاد طلعت حرب!
محمد نجم يكتب: شكرًا.. أحفاد طلعت حرب!
يقول المثل الشعبى.. «اللى خلف.. مامتش».. نعم.. فقيادات بنك مصر والعاملون فيه.. هم خير خلف لخير سلف، حيث يحق لهذا البنك الذى يحمل اسم «مصر» ولقياداته والعاملين فيه أن يحملوا لقب «أحفاد طلعت حرب».. الرائد المؤسس للبنك وللاقتصاد المصرى فى عشرينيات القرن الماضى.
لقد بادر بنك مصر – الذى أسسه المصريون – والنادى الذى يحمل اسم «الجد» المؤسس بتكريم شهداء «جيش مصر الأبيض» من الأطباء والممرضين والفنيين.. ضحايا وباء كورونا، فى احتفال مهيب راق ومنظم أقيم بحديقة نادى طلعت حرب بميدان الكيت كات بمحافظة الجيزة، وحضره د. عوض تاج الدين مستشار رئيس الجمهورية للشئون الصحية، ود. محمود المتينى رئيس جامعة عين شمس، والسفير السورى بالقاهرة بسام درويش، وصديقى د. جمال زهران أستاذ العلوم السياسية، ود. نجوى الشافعى وكيل نقابة الأطباء، ود. أسامة عبد الحى أمين عام النقابة، وكان فى استقبالهم المصرفى الكبير محمد الأتربى رئيس مجلس إدارة البنك والنادى ورئيس اتحاد البنوك المصرية وبعض أعضاء مجلس إدارة البنك والنادى وخاصة المهندس طارق على نائب رئيس النادى، وشريف خليل مدير النادى.
ومدى علمى أن هذه أول مبادرة مجتمعية لتكريم شهداء الواجب من جيش مصر الأبيض الذين تقدموا الصفوف فى مواجهة تلك الجائحة المهلكة، وضحوا بأنفسهم لا ينتظرون جزاء ولا شكورا، وإنما هو الواجب الذى أقسموا اليمين على القيام به على خير وجه.
وقد أشار د. عوض تاج الدين إلى ما شهدت به منظمة الصحة العالمية وبعض الجهات الدولية بالأداء المصرى المتميز فى مواجهة هذا الوباء، والذى شبهه البعض بأداء المصريين فى حرب التحرير أكتوبر 1973، حيث تميز ومازال الأداء المصرى بالجدية والإخلاص، وهو ما أدى إلى أننا مازلنا فى مرحلة الأمان – حتى الآن – على الرغم من استمرار الوباء وانتقاله إلى ما يسمى بالموجة الثانية!
ومع ذلك فمازالت مصر قادرة على استيعاب التداعيات المختلفة لهذا الوباء، بما قامت به الجهات المعنية من تحديث وتطوير جميع المستشفيات، خاصة مستشفيات الصدر والحميات، وتحديث المعدات الطبية وأجهزة الرعاية المركزة والجهاز التنفسى.
وهو ما أكد عليه أيضًا د. محمود المتينى رئيس جامعة عين شمس، تلك الجامعة التى كان أداؤها مبهرًا منذ بداية الأزمة وحتى الآن، حيث كانت أول من حولت مستشفياتها إلى مستشفيات عزل (مستشفى العبور) ليساند مستشفى مرسى مطروح التابع لوزارة الصحة فى بداية الجائحة.
وأشار المتينى إلى أن الجامعة تقوم بحملات توعية مستمرة وتوفر العلاج المطلوب لأكثر من 300 ألف مواطن مصرى، هم طلابها وأعضاء هيئة التدريس، والعاملين فيها، بخلاف ما تقدمه من خدمات علاجية لجميع المواطنين المصريين.
ولقد أعجبنى ما قالته د. نجوى الشافعى وكيل نقابة الأطباء وعضو مجلس الشيوخ، عندما تحدثت عن بنك مصر.. قائلة: يكفى هذا البنك أن يحمل اسم مصر.. حتى يتمتع بثقة وحب المصريين، ثم إن رئيس مجلس إدارته ليس هو المصرفى الكبير، ولا رئيس اتحاد البنوك المصرية، وإنما هو «الإنسان» محمد الأتربى.
نعم.. لقد قطعت د. نجوى قول كل خطيب، حيث أوجزت وأنجزت، فلا يختلف أحد على كفاءة محمد الأتربى، ولا على خبراته المصرفية الطويلة والعميقة، ولا على حُسن إدارته لتلك المؤسسة العريقة التى أنشأها المصريون – وقتها – بتبرعاتهم، حيث يتيح لكل العاملين فى البنك بدرجاتهم الوظيفية المختلفة «مساحة» معينة ليؤدى ويبدع ويتحمل المسئولية واكتساب الخبرة..
وكأنه يُعد جيلا جديدا لحمل الراية مستقبلًا.
كل ذلك لا يختلف عليه أحد، بل يلاحظه ويشهد به كل من تعامل مع البنك وقياداته، ولكن فى رأيى أن أهم ما يميز محمد الأتربى «الإنسان» هو حسن الخلق وهدوء الطبع، البشوش دائمًا والقادر على حل أعقد المشكلات بأبسط الكلمات وفى ثوانى معدودات.. وليس من شهد كمن سمع، وقد كنت شاهد عيان، بل شريكا فيما أحكيه.
فشكرًا للإنسان محمد الإتربى وزملائه على مبادرتهم بتكريم شهداء الواجب من جيش مصر الأبيض، وشكرًا لبنك المصريين والذى يحمل الاسم العزيز، الذى سماه به الرائد المؤسس.. طلعت باشا حرب.
حفظ الله مصر وألهم أهلها الرشد والصواب