حورية عبيدة تكتب: «رسالة من السيد «طارئ»

حورية عبيدة تكتب: «رسالة من السيد «طارئ»حورية عبيدة تكتب: «رسالة من السيد «طارئ»

* عاجل25-7-2017 | 20:24

*بعد نحو أسبوعين من أحداث الأقصى الدامية؛ قررت جامعة الدول العربية، عقد اجتماعٍ "طارئ" الأربعاء القادم، ثم تم تأجيله للخميس الذي يليه ليصبح طارئ جدا، وربك يسهل ألا يؤجل فيصير جداً جداً.

ونظراً لفداحة الموقف؛ واستشهاد وجَرح وأْسْر المئات من الفلسطينيين؛ تقرّر أن يكون الاجتماع على أعلى مستوى (على مستوى الوزراء!).

هذا ولم يفتْ الجامعة المُوقّرة أن يشدد أمينها العام أحمد أبو الغيط على أن "القدس خط أحمر، لا يقبل العرب والمسلمون المساس به، وأن إسرائيل تلعب بالنار".

وقد تباينت ردود أفعال المسلمين من العَجم والعرب؛ حول قوة بيان الجامِعة وأمينِها؛ فكانت مواقفهم أشد قوة.

 فقد شوهدت كلمة seen على شاشات هواتفهم بالملايين.. والبعض اقتعد عرش ملك التطنيش، وامتنع الخطباء الأجلاء عن تلويث ألسنتهم ومسامع المصلين بالدعاء على الصهاينة كي ينسوا اسم عدوهم؛ وفي هذا كيدٌ لأعدائنا عظيم ومُهين!! أمّا الشعوب؛ فقد تمسكت بحقها في سوء الظن والاتهام، ووصم كل فريقٍ الآخر بالخيانة وبذر الانقسام، ولله الحمد فقد تناوشوا فقط باللسان لا بالسِّنان.

وشرعَ الإعلام يردد بشماتة واهتمام: أين حماس وقلقاس؟ أين غزة وعزة؟ رغم علمهم أن القطاع مُحاصر في كل مكان (صحرا إن كان أو بستان)، بحراً وجواً وأرضاً، وأن عدونا يمتلك ترسانة حربية هائلة مقابل سلاح الحجارة، وأن عشرات الكيلو مترات تفصل بين غزة والأقصى، والطريق ملغم بكمائن العدو ولجانه التفتيشية، لكن الحق يُقال؛ كان على أهل غزة حفر أنفاق في ثوانٍ (تماماً كالفئران والجرذان!!).

وحين نبهنا إلى أن الأقصى ليس حمساوياً ولا فتحوياً ولا قطرياً؛ وأنه أولى القبلتين وثالث الحرمَين ومَسرى النبي؛ وأنه يخص كل أتباع الرسول الأُميّ؛ فكانت أقوى المواقف من حكومات الأشاوس، فبعد أن استمعوا لبيان الأمين؛ وعلِموا أن إسرائيل "تلعب بالنار".. أدركوا أنها "عَيلة وغِلطت".. يعني المسامح كريم، وبكرة تكْبر وتعقل وتستقيم، وابتهلوا إلى الله ألا تحرق النار أصابع حبايبنا أو حتى أطراف البنان (لأنهم متعودون على السلام "الدافئ").

وهكذا أُثلِجت الصدور، وتوردت الخدود، وأُقيمتْ الأفراح والليالي المِلاح، وطَفِق المُستعربون الجُدد يرقصون ويهتفون وراء الأمين العام: "لا مِساس لا مِساس".

أضف تعليق

إعلان آراك 2