الربيع الرحيمة يكتب: سلسلة فلسفات الحب «1» .. الحب في الفلسفة الصينية

الربيع الرحيمة يكتب: سلسلة فلسفات الحب «1» .. الحب في الفلسفة الصينيةالربيع الرحيمة يكتب: سلسلة فلسفات الحب «1» .. الحب في الفلسفة الصينية

* عاجل25-7-2017 | 20:49

الربيع الرحيمة إسماعيل* أحبك ليس لما أنت عليه ، ولكن لما أكون عليه عندما أكون معك . #روي كروفت ! الحديث عن الحب حديث ذو شجون وغير محدود، و مهما تعددت الفلسفات والتفسيرات يظل الحب ذاك الإحساس الشجي أمر عصي على تفسير واحد أو نهائي. بنظري أن الحب الصافي هو ذاك الذي نعبر فيه عن ذواتنا بلا تحيز أو تقمص أدوار ليست منا في شئ. انظر حولك إلى اقرب اثنين متحابان، سواء في الواقع أو في كتب التاريخ أو حتى في الأدبيات، ثم انظر إلى مدى طبيعية التواصل فيما بينهما، إن كانوا على على عادتهم فقط بلا تمثيل أو ادعاء فذاك هو الحب الحقيقي ، إذ هو تعبير عن الذات أو هو الحرية بكل معانيها . وحتى لا نقع في شرك الأنا و محاولة إخضاع الآخر لنوايانا و إذابته فينا، يجدر بنا فهم و استيعاب ان الحب ؛ حرية . يعتمد الحب في الفلسفة الصينية على جودة الحب و التي تكمن في أربعة جوانب هي كالأعمدة الاربع التي تسند الحب وتقويه ، و بفهمنا لهذه الجوانب الأربع يمكننا إضفاء رونق خاص على علاقاتنا بعيدا عن الاحباطات و التذمر و مشاعر الوحدة و الكراهية و اهتزازا الثقة و ما شابهها : هذه الجوانب الأربع كالتالي : الجانب الأول : "المايتري mayteri" : هو فن تنظيم السعادة لدى الشريك و النية الصادقة لإسعاد الطرف الآخر ، المايتري يكمن في فهم نوايا الشريك و ما يحبه ، فإن كان قارئا مثلا و أهديته كتابا، هذا قمة المايتري . و التفهم في اسعاد الاخر. الجانب الثاني : "الكارونا carona "... بمعنى النية و القدرة على تخفيف المعاناة لدى الشريك ، فربما كلمة واحدة او فعل بسيط يمكن له ان يزيل كل مشاعر الاحباط و السلبية ؛ الكارونا هي ربما الجانب السايكولوجي لدى الشريك في تفهم مساعر الآخر و ايجاد حلول لحالاته . الجانب الثالث : "الموديتا modita" - الفرح : الحب الحقيقي دوما يجلب لنا الفرح ؛ ان كان الفرح شئ لحظي فقط في حب ما ؛ و ليس الصورة الثابتة عن هذا الحب فلا بد من مراجعته . الجانب الرابع و الأخير ..."الأوبيشكا oppeshka" = الإتزان : الاوبيشكا اشبه بتسلق جبل عال و رؤية الشريك بصورة واسعة بدون تحيزات ، هي إلغاء كل الحواجز ، الاوبيشكا تعني الاحساس بالاخر و وضع ذواتنا في مكان الاخر لإدراك مكامن القصور الذاتي فينا ، و محاولة التكامل فيما بيننا . * كاتب المقال: سودانى الجنسية – يدرس بكلية الهندسة قسم الاتصالات – بجامعة جواهر لال نهرو التكنولولجية – بالهند … مهتم بقضــايا الفكر والثقافة. ويسعى لإيقاد شعلة النهضـة فى أمته بسلاح القلم ونور المعـرفة كما يقول فى تعريفه لنفسه.
أضف تعليق