محمد أبو السول
مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء، يؤدى دورا في غاية الأهمية؛ لمواجهة التطرف والجماعات التكفيرية، كما يدعم المهتمين بهذا الشأن والمتابعين له، حتى أن دراساته التى يجريها أفزعت الدواعش أنفسهم.
«أكتوبر» التقت مع الدكتور حسن محمد، مدير مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، للحديث حول عمل المرصد ونشأته والهدف من تأسيسه والمنهج الذى يعتمد عليه، وكيف لشخص طبيعى أن يتحول إلى إرهابي، وما العوامل التى تدفعه لذلك؟، وهنا نص الحوار:
ما الهدف من تأسيس المرصد؟
التصدي لظاهرة الفتاوى التكفيرية وما يتم ترويجه من آراء متطرفة ومتشددة عبر المنصات الإعلامية المختلفة، ومحاولة الوقوف على الأنماط التكفيرية والمتشددة فى المجتمع، وذلك بهدف تقديم آليات محددة وعملية لعلاج ظاهرة التطرف، وإعادة تقديم الصورة الصحيحة للإسلام بعد أن حرفتها وشوهتها جماعات التطرف.
ورسالة المرصد موجهة إلى من؟
يقوم المرصد على تفكيك خطاب الجماعات التكفيرية والإصدارات المرئية والمقروءة والمسموعة لتلك الجماعات بشكل أساسي ومعالجتها والرد عليها وبيان الصورة الصحيحة للمفاهيم والفتاوى، فيما يعمل المرصد بشكل مواز على تحصين الشباب المسلم من الأفكار الهدامة وانتشار فتاوى التطرف والعنف والآراء المتشددة المرتبطة بها.
وكيف يتم تحديد موضوعات الدراسات التى تصدر عن المرصد؟
عن طريق عملية الرصد وتتبع الظاهرة، ومن ثم اقتراح موضوعات للخبراء العاملين بالمرصد لتحديد جوانب التطور فى الظاهرة وبيان مدى استحقاق دراستها وتتبعها، وبذلك تكون الظاهرة هي البوابة الأولى لتحديد الموضوعات.
ما أبرز الدراسات والتقارير التي أصدرها المرصد؟
خلال 6 سنوات منذ تأسيس المرصد، أصدر ما يزيد على 350 تقريرا ودراسة وبيانا وتقدير موقف، كما أصدر المرصد عددا من الموسوعات الرصدية والتحليلية منها «موسوعة الرد على التكفيريين» و«موسوعة الفتاوى التكفيرية»، كما قدم المرصد العديد من الدراسات التي تعتبر نماذج ودلائل تدريبية متنوعة فى مكافحة التطرف والإرهاب ومن أبرزها «الدليل المرجعي لمواجهة التطرف»، كما تناولت دراسات المرصد تحليل الأدوات الإعلامية للجماعات التكفيرية ومن أبرزها دراسة «صحافة الإرهاب» وهي دراسة تحليلية لخطاب تنظيم داعش فى صحيفة النبأ الأسبوعية التي تصدر من التنظيم خلال عام هجري كامل.
كما قدم المرصد العديد من الدراسات المتعلقة بجماعات الإخوان الإرهابية وتنظيمات القاعدة وداعش ومن أبرزها دراسة «جذور العنف عند الإخوان: قراءة فى أدبيات الجماعة، المظلومية عند الإخوان، دراسة تحليلية لمجلة «كـــلمة حـق» الإلكترونية، كما قدم المرصد عددا من الدراسات حول تطور ظاهرة العنف ومن أبرزها «خريطة العنف ضد المساجد فى 10 سنوات، العمليات الإرهابية النسائية خلال 10 سنوات».
كذلك قدم المرصد عددا من التقارير الأخرى منها «استراتيجية القاعدة الجديدة»، و«تنامي نشاط القاعدة فى غرب أفريقيا»، و«تجنيد النساء»، و«الإرهاب العائلي»، على غير ذلك من التقارير التي يصدر بها بيانات بشكل مستمر، كما يصدر عن المرصد تقريرا أسبوعيا للإرهاب، وآخر نصف سنوي يسعى إلى قراءة فى خريطة الأعمال الإرهابية ومناطق انتشارها وأنماط العمليات المنفذة.
تشريح العقل الإرهابى.. مشروع تبناه المرصد، فماذا وجد؟
هدف المشروع زد تشريح العقل الإرهابي لفهم أبعاده ودوافعه ومراحله، ودراسة المؤثرات الداخلية والخارجية الدافعة فى هذا الاتجاه، والسياقات الاجتماعية والاقتصادية والنفسية والسياسية المصاحبة لذلك، إضافة إلى المدركات والمفاهيم المعتقدة والمتداولة فى عقلية المتطرف والتى تؤدى دورها فى دفعه نحو التحول إلى إرهابى ينتظر الفرصة ليوقع القتلى والجرحى، واستهدف المشروع إعداد دليل استرشادى يوضح كيف ينشأ الإرهابى والمراحل العامة التى يمر بها والمسارات التى يقطعها، وصولا إلى تنفيذ العمل الإرهابى وممارسة العنف والعمليات الانتحارية.
وما دور المرصد فى إبطال الفكر الإخوانى الذى يعد ركنا أساسيا فى بناء المنظمات الإرهابية؟
كما ذكرنا سابقا فإن المرصد يقوم بالأساس على تفكيك الفكر المتطرف ورصد الآراء المتشددة والفتاوى التكفيرية، وفي مقدمة الجماعات التي يولي المرصد اهتماما برصدها جماعة الإخوان، لذلك يسعى المرصد على تفكيك خطاب الجماعة ورصد الفتاوى التكفيرية التي تصدر من قياداتها، وتتبع نشاط التنظيم العنيف ورصده بشكل موثق، مع التركيز على الرد على تلك الآراء والفتاوى المنتشرة عبر الأبواق الإعلامية للجماعة، مع العمل على كشف الشائعات التي تصدرها القنوات الإخوانية وصفحاتها على السوشيال ميديا وتصحيحها وتبرئة الدين والشريعة من زيف المغلوطات والانحرافات الفكرية والدينية عند الجماعة.