إسماعيل منتصر يكتب: ماذا لـــو..؟!
إسماعيل منتصر يكتب: ماذا لـــو..؟!
أعرف وأؤمن بأن «لو» تفتح عمل الشيطان.. لكن فى بعض الأحيان يكون استخدامها فى سؤال افتراضى.. وسيلة للوصول
إلى الحقيقة..
ماذا لو لم تكن هناك جماعة الإخوان؟!
ماذا لو أن حسن البنا لم تراوده تلك الأفكار الغريبة والشاذة.. والتى دفعته لإنشاء جماعة الإخوان؟.. ماذا لو أن دعوة حسن البنا لم تحظ بموافقة الذين أسسوا الجماعة؟.. ماذا لو أن حسن البنا فشل فى تنفيذ خططه ومخططاته؟..
ماذا لو..؟!
بداية.. لم تكن كل هذه الدماء البريئة
قد سالت.. الجماعة على امتداد تاريخها قامت بسلسلة من الاغتيالات لعدد غير قليل من الشخصيات.. قضاة.. وسياسيون.. ورؤساء وزارة.. ورؤساء جمهورية.. ثم مئات الشهداء من رجال الشرطة والجيش ومئات الأبرياء المدنيين الذين تصادف وجودهم
فى الأماكن التى قام الإخوان بتفجيرها..
كل هذه الدماء لم تكن لتسيل لو أن جماعة الإخوان لم يكن لها وجود..
الحقيقة أيضا أن العالم كان سينعم بسلام وطمأنينة لو لم يكن هناك وجود لجماعة الإخوان..
العالم كله الآن يعانى من الإرهاب.. ليس فقط مصر ولا الدول العربية وإنما الدول الأوروبية أيضا والدول الإفريقية والآسيوية والأمريكية.. وليس خافيًا أن كل التنظيمات الإرهابية بدون استثناء، كلها ولدت من رحم جماعة الإخوان.. القاعدة وداعش وغيرهما من التنظيمات الإرهابية التى تعتبر أبناء شرعية لجماعة الإخوان هى التى كانت مصدر معاناة لمعظم
دول العالم..
ويدخل فى هذه الافتراضات أيضا الخسارة الهائلة التى مُنىَ بها العالم والتى كانت يمكن أن تساعده على تنفيذ مخططات التنمية بشكل أكبر وأوسع وأكثر فاعلية..
مقاومة الإرهاب أصبحت تتطلب إمكانات هائلة تحتاج إلى ميزانيات ضخمة، أسلحة، تدريب، أجهزة حديثة، إجراءات.. كل ذلك يحتاج ميزانيات ضخمة كان من الممكن توفيرها، واستخدامها فى التنمية ومن ثم فى إسعاد الشعوب ورفاهيتها.. لو لم يكن هناك إرهاب، والإرهاب بكل المقاييس هو جماعة الإخوان وأنجالها!
الحقيقة أيضا أنه لو لم تكن هناك جماعة الإخوان لكانت الدول العربية أقوى وأكثر قدرة على التعبير عن نفسها كقوة عربية إسلامية..
أهم أسباب ضعف الأمم والجماعات هو الانقسام.. وأظن أن جماعة الإخوان هى المسئولة عن هذا الانقسام.. المسلمون فى معظم الدول العربية منقسمون إلى مسلمين وإخوان مسلمين، حدث ذلك ويحدث فى مصر وليبيا وتونس والجزائر والمغرب والسودان.. ودول الخليج.. وحتى فلسطين المحتلة.. قسّمها الإخوان إلى حماس وفتح.. والنتيجة مزيد من الضعف ومزيد من الفرقة..
ولابد بعد ذلك من الاعتراف بأن جماعة الإخوان أفسدت الحياة السياسية.. على وجه الخصوص فى مصر..
أى حياة سياسية ناجحة تعتمد على وجود جناحين.. النظام والمعارضة، والحقيقة أن تسلل الإخوان لصفوف المعارضة أجبر النظام – كل وأى نظام – على اتخاذ إجراءات احترازية خوفا من انتشار هذا السرطان السياسى.. وبالطبع فإن هذه الإجراءات تؤدى إلى فرض قيود إضافية على الحريات.. ولم تكن أى حكومة تحتاج لفرض هذه القيود لولا خوفها من خطر الإخوان!..
qqq
بالحسابات العقلية وبالعقل والمنطق كان مستحيلا أن ينجح حسن البنا فى تكوين جماعته..
هو نفسه لا هو عالِم ولا فقيه ولا حاصل على أى قدر من التعليم الدينى..
جماعته أيضا التى أسست الجماعة كلهم كانوا من البسطاء الجهلاء.. ومع ذلك نجح البنا ونجحت جماعته فى إنشاء الجماعة، والغريب أنها اتسعت بشكل مذهل وانضم إليها من يحمل أعلى الشهادات والدرجات العلمية..
وليس لذلك كله من معنى وتفسير إلا أنه.. القضاء والقدر.
الأوبئة والكوارث والزلازل والفيضانات وغيرها كلها قضاء وقدر.. وكذلك جماعة الإخوان.. قضاء وقدر.. لماذا؟!.. إرادة الله.. وله فى ذلك حِكَم!..