محمد رفعت يكتب: مصطفى محمود.. الحب في"التابوت!

محمد رفعت يكتب: مصطفى محمود.. الحب في"التابوت!محمد رفعت يكتب: مصطفى محمود.. الحب في"التابوت!

الرأى16-11-2020 | 10:28

«لم يخضع قلبى لعملية إجهاض لفشلى فى الزيجة الأولى.. ولم يكن مصيرى الاختباء داخل غرفتى أو منزلى لمرورى بتجربة زوجية كان مقدرا لها النجاح ولكنها فشلت، مثلما يفعل الضعفاء من الرجال فى مثل هذه المواقف.. واجهت الانفصال الأول فى حياتى بدبلوماسية وهدوء لأننى كنت قد توصلت إلى القرار بعد تفكير عميق».. كانت هذه كلمات المفكر الكبير الراحل الدكتور مصطفى محمود عن تجربة الزواج الثانية فى حياته، فقد كانت أكثر أمانيه أن يتمتع بحياة أسرية وزوجية مستقرة.. فى هذه الفترة من عمره.. بعدما أكمل عامه الستين. ولأن الحب الأول فى حياتى قد ذهب ضحية الغيرة، والكلام على لسان مصطفى محمود: فقد ظللت أكثر من ثمانى سنوات صائما عن الزواج، ولكننى بعد تفكير طويل تطلب منى عزلة استمرت لعدة أشهر أفكر فى الأمر وأقرأ كل الكتب السماوية والتفاسير والأحاديث النبوية لأتوصل إلى حقيقة المرأة وكيف يمكن السيطرة عليها.. إلا أننى أوقفت التفكير فى كيفية السيطرة عليها عندما قابلت زينب. قابلتها عام ١٩٨١، تعرفت عليها داخل مجلة صباح الخير أثناء نقاش دار بينها وبين مفيد فوزى وإيهاب وبعض الأصدقاء حول لغز الحياة والموت، وظللت أستمع لها دون تدخل ثم استأذنت منهم جميعا وناقشتها بعد ذلك بنفسى واقتنعت بها وأعجبت بشخصيتها القوية.. كان لها أفكار غير الأفكار التى أقابلها كل يوم. وكان إعجابى بها إعجاباً بأنثى وفكرة.. واستطاعت هى أن تبعد عنى عقدى تجاه النساء وعلى الفور صارحتها بما يحوى قلبى من مشاعر حب تجاهها ولكنى لم أبلغها بأنى أعد لها مفاجأة وهى أننى قررت التقدم لطلب يديها من أسرتها.. دعوت نفسى على العشاء فى بيتها فى ليلة ما.. وبعد العشاء طلبت يدها بمنتهى الرقى والبساطة والهدوء، وكانت مفاجأة بالنسبة لها فلم أخبرها كما ذكرت ولكنها قبلت على الفور وكانت سعيدة جدا رغم فارق السن بيننا، فقد كانت وقتها فى الخامسة والثلاثين من عمرها، بينما كنت أنا فى الستين، ولكنى كنت فى كامل لياقتى وصحتي. وتابع: كنت أنا ثالث زوج لها وكانت هى ثانى زوجة لى، واستمر زواجنا لمدة أربع سنوات فقط، وكان الطلاق لأنها لم تستطع أن تثبت ما قالته واتفقنا عليه بأن نهب حياتنا لله، واكتشفت أنها إنسانة عادية مثلها مثل باقى بنات حواء، كانت امرأة تريد أن تخرجنى من الجنة.. تريد أن تعيش الحياة بما تحويه من نعم وفسح ورحلات للخارج، رغم أننا اتفقنا أنها من المحذوفات من قاموسنا، وقد كانت حياتى قاسية جدا عليها فكيف تعيش معى فى حجرة فوق سطح جامع. لقد كنت أعلق على باب هذه الحجرة لافتة مكتوبا عليها «التابوت» يعنى نعيش فى مقبرة ولهذا لم تتحمل حياتى الميتة!
أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2