أمل إبراهيم تكتب: موسم الحنين

أمل إبراهيم تكتب: موسم الحنينأمل إبراهيم تكتب: موسم الحنين

الرأى26-7-2017 | 15:40

أريد أن أكتب عن أمور كثيرة تدور حولنا هذه الأيام ولكننى مصابة بحالة غريبة تشبه الحنين ،أو الرغبة فى عودة أشياء كثيرة أختفت من حياتنا ووجدت نفسى أعود إلى سماع الراديو الذى هجرته منذ زمن طويل ، وعدت إلى سماع أغانى ربما الأجيال الحالية لاتعرف أسماء مطربيها مثل محرم فؤاد وعبد اللطيف التلبانى وحتى عفاف راضى والثلاثى المرح وأغانى فرقة رضا ، لماذا أختفى هؤلاء ؟

حتى أحداث القدس الملتهبة هذه الأيام أعادت إلى ذاكرتى أن هناك وقت مضى كانت القضية الفلسطينية هى أم القضايا على الساحة حتى أن عبارة أزمة الشرق الأوسط كانت دائما تشير إليها، قبل أن يمتد النزاع والخلاف والحروب إلى أغلب منطقتنا وقبل أن تقاتل كل دولة جارتها وتصبغ الطائفية والعنصرية قرارات حكوماتنا العربية..

من بين أعراض الحنين زيارة محالاتها نووشيكوريل وعمر أفندى والشراء منها تماما كما رأيت "ذات " فى المسلسل وهى تشترى مع أمها أغلب جهاز البيت.

هذه الأم اكن تثير الحزن والشجن فى نفسى بمجرد دخولها أو حتى المرور بجوارها، وأعتقد دائما أننى الزبون الوحيد والزائرة الغريبة والباعة فى الداخل نسيهم الزمن هناك أو سقطوا من ذاكرة الدولة، بضائع مكدسة ولا أحد يشترى، وعندما دخلت أحد فروع عمر أفندى كان الجو حار او خانقا، والباعة يجلسون بدون تكييف أو حتى مرواح، فى قسم "الموبيليا" الأخشاب بعضها تشقق والبائع يقول فى حسرة: "منهم لله الحر أفسد الكثير"والحقيقة أن كثير من الأزمات التى نعيشها ونعاصرها أفسدت حياتنا ولم يكن الحر سبب وحيد وأعود بذاكرتى إلى وقت ليس ببعيد كيف كانت هذه المحلات تزدحم بالزبائن من المصريين والعرب وكأنها مزار للبحث عن منتجات قطنية وجلدية مصرية صميمة .

وأتساءل دوما هل كانت حياتنا فى الماضى أفضل ؟؟

يعود بى الخيال إلى الثمانينات تحديدا ربما لأنها فترة الوعى بالنسبة لى كنت اعتقد وقتها أن عام 2000 لن يأتى إلا وقد عادت القدس كما تقول فيروز، وأن تتحسن أحوالنا وتتطور الحياة حولنا دون أن نمحو كل أثر جميل، أما كم الكوارث التى تحيط بنا فلابد أن يجرفنا الحنين إلى كل ماكان، ومر من هنا وله ذكرى، كانت أفضل مما نحن فيه.

أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2