محمد نجم يكتب: «قنا» الجامعة والمصنع !

محمد نجم يكتب: «قنا» الجامعة والمصنع !محمد نجم يكتب: «قنا» الجامعة والمصنع !

الرأى24-11-2020 | 20:54

ذهبنا إلى محافظة قنا لافتتاح معرض كتب لدار المعارف بجامعة جنوب الوادى، فوقعنا فى غرام تلك الجامعة «الفتية» سريعة النمو بمنشآتها وكلياتها المختلفة والتى بلغت 22 كلية خلال 25 عامًا فقط، ووقّعنا مع رئيسها د. يوسف غرباوى بروتوكول تعاون دائم للطباعة والنشر والتدريب ، ومع أنها حديثة التأسيس، فقد خرج من رَحِمها أربع جامعات شقيقة فى كل من سوهاج والغردقة وأسوان والوادى الجديد. وقد كان اللقاء مع رئيس الجامعة ونوابه طيبًا ومثمرًا، فالدكتور يوسف غرباوى مثقف نهم فى القراءة، لا يترك كتابا جديدا إلا بعد أن ينتهى منه فى «وان شوط»! كذلك نوابه د. أحمد عكاوى ود. محمد أبو الفضل ود. أحمد كمال، وقد تفضل الأخير بإدارة الجلسة التى تحدثت فيها مع أ. سعيد عبده رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار المعارف حول «الثقافة والقوى الناعمة المصرية»، والتى أقيمت بكلية الآداب، وأوضحنا فيها الفارق بين القوى الخشنة للدولة والتى تعتمد على القوات المسلحة والشرطة، وبين القوى الناعمة التى تعتمد على الجذب والإقناع وقوامها الآداب والفنون وبعض الميزات المنفردة مثل الآثار والسياحة والتعليم وشهرة بعض الرموز المصرية.. إلخ، والأهم الثقافة والتى بدايتها ومخرجاتها تعتمد على الكتاب المؤلف والذى يتحول إلى مصنف فنى فى صورة فيلم أو مسرحية أو أغنية، إلخ. وقد تناول سعيد عبده تاريخ دار المعارف ودورها البارز فى هذا المجال، حيث مضى عليها أكثر من 130 عامًا فى خدمة الثقافة المصرية والعربية، بشعارها الأخاذ «خذ المعارف من دار المعارف» ومنتجاتها الأدبية المختلفة وخاصة سلاسل الذخائر، واقرأ والمكتبة الخضراء ونوابغ الفكر العربى.. إلخ، وحاليًا اكتشاف الموهوبين من خلال التعاون مع وزارة الشباب والرياضة فى مسابقة سنوية على مدى السنوات الخمس الماضية، وأيضًا مبادرة «أسرة تقرأ أمة تنهض» والتى من خلالها يتم الذهاب بالكتاب إلى القارئ أينما كان، من خلال المعارض المتنقلة للكتب فى المحافظات والجامعات المصرية. لقد كنا جميعًا سعداء بالإقبال الشديد على المعرض الذى تفضل رئيس الجامعة برعايته وافتتاحه، والذى أثبت صدق مقولة د. محمد عبد الوهاب عميد كلية الآداب بالجامعة، عندما قال فى الندوة التى عقدت بكليته: أن طوابير المواطنين فى القاهرة تنتظم بحثًا عن الزيت والسكر، أما طوابير المواطنين فى قنا فهى تبحث عن الكتب والصحف والمجلات! ومن حسن الحظ أن تصادف وجودنا بالجامعة مع مبادرة «هنجملها» والتى من خلالها تم زراعة أكثر من 1200 شجرة مثمرة فى مزرعة الجامعة، بعد أن تم العام الماضى زراعة 1500 شجرة فى المناطق المحيطة بها لنشر الخضرة فى ربوع المحافظة.  وقد اصطحبنا د. أحمد كمال فى جولة بمنشآت الجامعة المختلفة حيث شهدنا أحدث كلياتها «الآثار» وكذلك المبنى الجديد لكلية الهندسة، والملاعب وحمامات السباحة والتى أقيمت طبقًا للمواصفات الأوليمبية الحديثة. فهنيئًا لمحافظة قنا ومواطنيها بجامعتها التى ساهمت بقدر كبير فى نشر الوعى الثقافى مما أدى إلى تراجع عمليات الثأر والخلافات العنيفة التى كانت تميز مراكز وقرى المحافظة العزيزة! ومن حسن الحظ أيضًا أننا تلقينا دعوة كريمة من الكيميائى محمد الشرنوبى رئيس شركة قنا للورق لزيارة مصنع الشركة بمنطقة قوص والذى ينتج جميع أنواع أوراق الطباعة، كمحاولة لسد احتياجات السوق المحلى بالتعاون مع مصنع أدفو بأسوان. ولكن مازالت احتياجات السوق تصل إلى حوالى 500 ألف طن سنويًا، فيما الإنتاج المحلى من مصنعى قنا وأدفو وبعض الشركات الصغرى لا يزيد على 260 ألف طن، وذلك بسبب المعوقات الكثيرة التى تعانى منها صناعة الورق المصرية لدرجة أن هناك أكثر من 20 شركة لا ترغب فى الانتهاء من عمليات تأسيس مصانعها الجديدة إلا بعد أن «تنصلح» الأحوال، ومنها مثلًا فرض ضريبة قيمة مضافة على مصاصة عصير القصب «مخلفات مصانع السكر» فى حين أن الورق المستورد لا يخضع لهذه الضريبة، والتى لم يأت ذكرها فى القانون وإنما طبقت بفتوى من وزارة المالية! والأهم من ذلك أنه تم تخفيض أسعار الطاقة لصناعات الحديد والسيراميك، ولم تطبق تلك التخفيضات على صناعة الورق.. والغريب أن مصنع أدفو نجح فى إنتاج ورق الصحف «180 ألف طن سنويًا» وأجرت بعض الصحف طبعات عليه وأدخلت عليها تعديلات مختلفة كما طلب المستهلكون له ولكن «حيتان المهنة» وقتها رفضوا التعاون مع الشركة المحلية وأصروا على الاستمرار فى الاستيراد من الخارج، وقد جرت هذه الأحداث من عام 2000 وحتى عام 2005! لقد اخترع البعض «المواصفات» المطلوبة.. لكى يقبل أو يتهرب بها.. حسب الأحوال.. ومن ثم يجب أن تكون الأولوية للمنتجات المصرية فى جميع المناقصات التى تعقد لهذا الغرض وخاصة طباعة الكتب المدرسية! على أي حال.. كانت الزيارة ممتعة بمن التقينا بهم وبما رأيناه من حسن استقبال وكرم ضيافة من أهل قنا التى أصبحت محافظة صناعية بعد احتوائها على مصنع الألومنيوم والسكر ومؤخرًا الورق وغيرها من الصناعات الحديثة. حفظ الله مصر وألهم أهلها الرشد والصواب
أضف تعليق

حظر الأونروا .. الطريق نحو تصفية القضية الفلسطينية

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين