ماجد بدران يكتب: محامى الشعب
ماجد بدران يكتب: محامى الشعب
لقد استطاع المستشار حمادة الصاوى أن يغير نظرة لمجتمع لمنصب النائب العام، فمن خلال مواقفه القانونية والمجتمعية شعر المواطن أن النائب العام هو بالفعل محامى الشعب، وأنه بالفعل يشعر بنبض وضمير المواطنين ورغبتهم فى إرساء العدالة وحماية المجتمع، والأمثلة عديدة على هذه المواقف التى كان هدفها – بجانب تطبيق القانون – حماية المجتمع والحفاظ على الأخلاق والقيم.. ومن هذه الأمثلة قضية الفيرمونت، وقضية المتحرش المغتصب "أ. ب. ز"، وفى قضية دهس سيدتين فى القاهرة الجديدة اعتبر النائب العام أن الجريمة جريمة الأب وقرر حبسه مع الطالب أربعة أيام على ذمة التحقيقات، وفى قضية طفل المرور نجل المستشار، كان التدخل الحاسم للنائب العام بإقرار وتطبيق القانون دون استثناء على المجتمع، ولا ننسى سرعة إحالة قاتلى فتاة المعادى إلى محكمة الجنايات استجابة للرأى العام، وغير ذلك كثير منذ توليه المنصب فى سبتمبر 2019.
ولما تكررت جرائم الأطفال وجه النائب العام أولياء الأمور والإشارة إلى عظم الدور المنوط بهم تجاه رعاية أبنائهم وصونهم من أصدقاء السوء والمخاطر المستحدثة، وخاطب أولياء الأمور: "حافظوا على أبنائكم.. بتفهم وتقريب دون إفراط فى تدليل.. ورقابة بوعى دون تضييق وترهيب".
وفى إطار الدور الذى تضطلع به النيابة العامة فى حماية المجتمع، ومع بداية العام الحالى أنشأ النائب العام مكتب حماية الطفل بإدارة التفتيش القضائى بمكتب النائب العام، ويختص بالإشراف على نيابات الطفل ومتابعة أعمالها ورصد المشاكل التى تعترضها وحلها، ومراجعة القضايا والأحكام المتعلقة بالأطفال، واتخاذ التدابير اللازمة لحماية الطفل، ومتابعة قضايا اختفاء الأطفال أو العثور عليهم وتكليف الشرطة بالبحث والتحرى عن ذويهم.
والتفتيش على دور الملاحظة والتأهيل ومؤسسات ودور الرعاية الاجتماعية والمؤسسات العقابية، ولمكتب حماية الطفل سلطة فى التنسيق والمتابعة مع خط نجدة الطفل والجهات المختصة لتعزيز ودعم حماية الأطفال، وإعداد إحصاء لحجم ظاهرة إجرام الأطفال ودراستها لتطوير منظومة عدالة الأطفال، وإعداد تقرير ربع سنوى يعرض على النائب العام.
وعندما تكررت قضايا الختان، ناشد النائب العام ولاة الأمور للتصدى لهذه الظاهرة، وألا يعرضوا بناتهن لعمليات خطيرة موروثة بعادات وتقاليد بالية، ظاهرها الطهارة والعفة، وباطنها إيذاء وعذاب وإزهاق للأرواح، وأكد أن الطهارة والعفة لا سبيل لهما إلا بحسن رعايتهن وتربيتهن واحتضانهن وتنوير فكرهن، وتوفير الأمان والحماية والسند لهن.
وتسهيلاً على المواطنين اعتمد النائب العام فى سبتمبر الماضى خدمة منظومة العرائض الإلكترونية الموحدة، وذلك فى إطار تفعيل سياسة التحول الرقمى، وتتيح تلك الخدمة لذوى الشأن تقديم عرائضهم وشكاواهم وبلاغاتهم وما يرفق بها من مستندات إلكترونيًا دون الحاجة إلى التوجه لمكتب النائب العام أو أى من مقار النيابات.
كما تكفل الخدمة تسهيل متابعة العرائض المقدمة وما آلت إليه إلكترونيًا عن بُعد برسائل نصية ترسلها النيابة العامة إلى مقدمى العرائض، فضلاً عن توفير خدمة متابعتها مباشرة عبر موقع النيابة العامة الرسمى.
وتعد النيابة العامة شعبة من شعب السلطة القضائية، وتنوب عن المجتمع، وتقوم بتمثيله، بهدف الحفاظ على أمنة والدفاع عنه وصيانة سلامته ومحاربة الجريمة والتحقيق فيها وملاحقة مرتكبيها، وإحالتهم للمحاكم.
كما أنها الجهة التى يعهد إليها بتمثيل الحق العام أمام القضاء، وتختص بتحريك الدعوى العمومية ومتابعة سيرها أمام المحاكم حتى يصدر فيها حُكم قطعى – نهائى غير قابل للطعن – ومتابعة تنفيذه.
وحرصًا من النائب العام على إرساء قيم العدالة وعلاقة أعضاء النيابة العامة بالمواطنين، وجه المستشار حمادة الصاوى نصائح عدة لأعضاء النيابة العامة فى مقدمتها إحسان علاقتهم بالله والتواضع وعدم التعالى مع عموم الناس، قائلاً: "ما أجمل أن تحفظ محضرًا لكيدية البلاغ فيه فترفع بذلك ظلمًا عن شخص، وما أجمل أن نرد حيازة مسلوبة من صاحب الحق فيها على وجه السرعة، وما أجمل أن نحقق قضية قتل ونقدم القاتل فيها على وجه السرعة للقصاص منه".
لقد استحق المستشار حمادة الصاوى بجدارة أن يكون "محامى الشعب"، فقد استطاع أن يوازن بدقة بين تطبيق القانون والملابسات المحيطة بكل قضية، وبين حماية المجتمع وقيمه واستقراره، وحماية الحقوق والوفاء بالالتزامات.. تحية تقدير وإعزاز لمنصب النائب العام وللمستشار حمادة الصاوى.