إسماعيل منتصر يكتب: «خواطر حرة جدا».. التفكير بصوت عال..!

إسماعيل منتصر يكتب: «خواطر حرة جدا».. التفكير بصوت عال..!إسماعيل منتصر يكتب: «خواطر حرة جدا».. التفكير بصوت عال..!

الرأى2-12-2020 | 17:07

هذه مجموعة من الخواطر والأفكار والملاحظات والتأملات.. أرجو أن يتعامل معها القارئ على أنها تفكير بصوت عال.. وكل ما أتمناه أن يسمع القارئ هذا الصوت!.. أبدأ بالحدث الذي شغل مصر كلها على امتداد الأسبوع الماضي.. فوز الأهلي بكأس بطولة الأندية الإفريقية وحصوله على اللقب التاسع لأهم بطولة إفريقية.. الحقيقة إننى لست من هؤلاء الكُتّاب والصحفيين الذين يخفون انتماءاتهم الكروية.. فأنا لا أخفى أبدًا أننى أشجع النادى الأهلى.. بجنون.. وأعتبره وطنا أنتمى له قبل أن يكون ناديا أشجعه!.. كان من الطبيعى أن أشعر بفرحة غامرة بعد فوز الأهلى بالبطولة الإفريقية.. وزاد من حلاوة الفرحة أن الفوز بالبطولة جاء على حساب المنافس التاريخى والتقليدى للأهلى.. نادى الزمالك!.. ثم حدث مالم يكن فى الحسبان!.. بعث لى صديق – سامحه الله – بفيديو لطفل يشجع نادى الزمالك ويرتدى فانلة ناديه وهو يتابع فى التليفزيون مباراة الأهلى والزمالك فى البطولة الإفريقية.. كان الطفل يصرخ ويبكى بحرقة وهو يدعو الله لكى يفوز الزمالك.. رفع الطفل يديه بالدعاء وبدا كأنه يحاول أن يلمس السماء بيديه لكى يستجيب الله لدعائه.. كان المشهد يجسد حالة طفل انكسر قلبه!.. وأقسم بالله أن الدموع طفرت من عينى وأنا أتابع هذا المشهد المؤلم.. فلا شىء يؤلمنى ويبكينى أكثر من طفل يبكى.. فما بالك بطفل يبكى وقلبه مكسور؟!.. وأقسم بالله أيضا أننى تمنيت أن يكون الأمر بيدى فأمنح الزمالك هذه البطولة وأرضى بهزيمة الأهلى من أجل ألا أرى دموع هذا الطفل!.. سألت نفسى: لماذا تصرف الطفل بهذه الطريقة.. لماذا لم يكن قادرًا على تحمل هزيمة الفريق الذى يشجعه؟.. لماذا شعر بكل هذا الحزن والأسى وخيبة الأمل؟!.. أظن أننا جميعا مسئولون عن هذه الجريمة.. أقصد المجتمع كله الذى زرع فى نفوس الأطفال روح التعصب والكراهية.. ولم يعلمهم أن الروح الرياضية فوز وهزيمة.. خسارة ومكسب.. لعن الله الذين زرعوا فى نفوس المصريين روح التعصب وعلى رأسهم.. اللى بالى بالك!..

***

نشرت اسمى فى الصحف والمجلات مئات المرات بل آلاف المرات.. كتبت مئات الأخبار والتحقيقات الصحفية.. نشرت مئات المقالات والتعليقات الصحفية.. وتحت كل منها اسمى.. فى كل مرة أرى فيها اسمى أشعر بفرحة غامرة.. لكنها ليست مثل فرحة المرة الأولى التى نشر فيها اسمى تحت أول عمل صحفى ينشر لى.. كان ذلك فى عام 1975 وكنت أيامها صحفى تحت التمرين فى جريدة تابعة لمؤسسة التعاون اسمها السياسى المصرى.. قدمت التحقيق الصحفى الذى طلبه منى الأستاذ عبدالقادر السعدنى مدير التحرير فى ذلك الحين.. ولم أعرف إن كان سينشر أم سيؤجل نشره فلم يكن من حقى كصحفى تحت التمرين أن أسأل!.. استيقظت بعد الفجر يوم صدور العدد الجديد من الصحيفة التى أتدرب بها.. وجلست فى الشرفة أنتظر قدوم بائع الجرائد.. أظن أننى كنت أول زبائنه فى هذا اليوم.. اختطفت الصحيفة من يد البائع وأسرعت عائدًا إلى منزلى ورحت أقلب فى صفحات الجريدة.. صرخت من الفرحة وأنا أرى اسمى منشورًا فى الصفحة الثالثة تحت تحقيق عنوانه.. العقول الإلكترونية فى إجازة!.. أصابتنى فرحة هستيرية ورحت أدور حول نفسى.. أرقص وأصفق وأردد اسمى بصوت عال!.. اكتشفت بعد ذلك أن فرحة أول مرة تختلف عن فرحة أى مرة.. ليس فقط فى عالم الصحافة وإنما فى العالم كله.. وتذكرت فرحة أول مرة أركب فيها الطائرة.. وأول مرة يقع نظرى فيها على البحر.. وأول مرة أدخل فيها السينما.. الاستثناء الوحيد كان رؤية الكعبة المشرفة!.. زرت الكعبة عدة مرات معتمرًا وحاجا لبيت الله.. ولا أنسى مشاعرى فى أول مرة يقع فيها نظرى على الكعبة.. لكننى اكتشفت بعد ذلك أن كل مرة زرت فيها الكعبة كانت بالنسبة لى.. أول مرة!..

***

سمعت حوارا إذاعيا بين مذيع ومذيعة.. قال المذيع لزميلته: أنا ضربت طبق فول النهاردة الصبح حاجة جامدة آخر حاجة (!!!) ردت عليه المذيعة قائلة: أنا بقى اتغديت امبارح طاجن بامية متقولش لعدوك عليه (!!!) ماذا جرى للذوق العام.. لماذا انحدر بهذا الشكل؟!.. هل هذا هو التطور الذى تحدثنا عنه الأجيال الجديدة؟! الدنيا تغيرت بالتأكيد.. لكن ليس كل تغيير يعنى التطور.. وإلا لماذا اختفت واندثرت حضارات عظيمة وممالك أسطورية؟!

***

الموسيقى حلال أم حرام؟!.. شغلنى هذا السؤال طويلا.. فأنا أعشق الموسيقى بكل أنواعها.. الشرقية والغربية.. أم كلثوم وبيتهوفن عبد الحليم وشوبان.. بليغ حمدى وتشايكوفسكى.. السنباطى وفردى!.. وفى نفس الوقت أخاف أن أغضب الله بسماع الموسيقى!.. بحثت فى كتب الفقه فوجدت من يحرم الموسيقى ويطلق عليها اسم مزامير الشيطان.. ووجدت من يبيح الموسيقى بشرط ألا يستخدم فيها إلا الدف.. ووجدت من يقول إن ضرب الدف مباح فقط فى الأعياد وأعراس الزواج.. ووجدت من يقول إن ضرب الدف محرما على الرجال ومباح فقط للنساء!.. وزادت حيرتى فقررت اللجوء إلى نصيحة النبى صلى الله عليه وسلم.. استفتى قلبك ولو أفتوك.. قلت لنفسى إن الذين يحرمون الموسيقى يقولون إنها تلهى الإنسان عن ذكر الله.. ويستند أصحاب هذا الرأى إلى أن الموسيقى تسبب للإنسان متعة.. وهذه المتعة هى التى تلهيه عن ذكر الله.. وتثير غرائزه.. قلت لنفسى.. ولكن حياة الإنسان مليئة بالمتعة.. الأكل متعة.. الشراب متعة.. الجنس متعة.. النوم متعة.. الجلوس وسط الطبيعة متعة.. القراءة متعة.. الرياضة متعة.. ركوب الخيل متعة.. الحديث مع الآخرين متعة.. فهل كل هذه المتع حرام لأنها بالطبع تلهى الإنسان أحيانا عن ذكر الله.. أظن أن كل هذه المتع حلال.. فلماذا الموسيقى وحدها؟!.. ثم مسألة إثارة الغرائز.. أليس غريبا أن نقول أن الدف حلال.. وباقى الآلات الموسيقية حرام.. مع أن الإنسان لا يرقص إلا على دقات الدف باعتبارها المسئولة عن الإيقاع لأى مقطوعة موسيقية.. استفتيت نفسى فاسترحت إلى أن الموسيقى حلال.. وأرجو أن يكون استنتاجى صحيا.. لأننى لا أتخيل العالم بدون موسيقى.. والله أعلم!..

***

أتابع باهتمام برنامج "الحكاية" الذى يقدمه الإعلامى الشهير عمرو أديب.. الحقيقة أننى أعتبر البرنامج أفضل برامج "التوك شو".. وأعتبر عمرو أديب أذكى وأشطر إعلامى مصرى وعربى.. من بين الفقرات الثابتة للبرنامج.. الفقرة التى يستضيف فيها السيدة جيجى لكى تقدم للمشاهدين وصفات لبعض الأطعمة وطرق إعدادها.. بعد الحلقة الأخيرة التى قدمتها السيدة جيجى بالاشتراك مع الأستاذ عمرو أديب.. سمعت انتقادات كثيرة من سيدات تربطنى بهن علاقات القرابة والزمالة.. قالت السيدات إن جيجى تقدم وصفات غالية وباهظة الثمن وأن معظم المواد التى تستخدمها غير معروفة بالنسبة للمصريين.. وكأنها تقدم فقرتها لسكان الفيلات والقصور وليس للسيدة المصرية البسيطة أو التى تنتمى للطبقة الوسطى.. تصادف أننى تابعت الحلقة الأخيرة.. وسمعت السيدة جيجى تقول موجهة حديثها للأستاذ عمرو أديب.. كنت أنوى أن أقدم طريقة عمل صنف غريب من الأطعمة.. لكن "مامى" قالت لى: لا تعرضى هذا الصنف لأن عمرو لا يحبه (!!!) مع كامل احترامى للسيدة جيجى ولعلاقة الصداقة التى تربط بين زوجها وبين الأستاذ عمرو أديب.. أقول لها: إن المفترض أنها تقدم وصفات الأطعمة لكل المصريين وليس للأستاذ عمرو أديب وحده.. ملاحظة أخيرة أهمس بها فى أُذن السيدة جيجى.. الماكرونة التى يعرفها المصريون اسمها ماكرونة وليس "باستا" (!!!)
أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2