الصحف السعودية تنتقد مطالبة قطر وإيران (تدويل) الإشراف على الحج
الصحف السعودية تنتقد مطالبة قطر وإيران (تدويل) الإشراف على الحج
انتقدت صحيفتا (الرياض) و(اليوم) السعوديتان الصادرتان اليوم - الثلاثاء - بشدة مطالبة كل من قطر وإيران بتدويل الإشراف على مراسم وشؤون الحج، واصفة ذلك بأنه بمثابة (تسييس) لشعيرة الحج المقدسة.
فتحت عنوان (تسيسس الحج) تساءلت صحيفة (الرياض) ـ في افتتاحيتها ـ لماذا تدعو إيران وقطر إلى تسييس الحج؟ ما هي الفوائد التي من الممكن أن تنجم عن فعل كهذا؟ هل ذلك في صالح الأمة الإسلامية، أم هو طرح يأتي ضمن مصالح بالغة الضيق تخدم من طرحه دون سواه؟.
وأجابت الصحيفة بقولها:" إن من يطرح هذا الطرح يعمل في العلن لا الخفاء من خلال محاولاته الجادة لتفريق كلمة الأمة التي تعد موسم الحج شاهداً على اجتماعها ووحدة صفها، وإن المولى عز وجل أمرنا أن يكون الحج - كما بقية العبادات - خالصاً لوجهه الكريم دون إفساده بالأعمال الدنيوية ومنها (الجدال) الذي هو بند رئيس لإيران كما رأينا في سنوات سابقة، وتهدف إلى شق الصف الإسلامي، وتحاول إفساد موسم الحج على المسلمين من أجل نشر أفكار ومعتقدات هي بعيدة كل البعد عن هذه الشعيرة العظيمة.
وأسهبت الصحيفة بالقول " إيران بسياساتها المنحرفة شوكة في ظهر الأمة الإسلامية، تريد أن تفرق كلمة المسلمين، وتعمل جاهدة لتحقيق تلك الفرقة، وهذا ليس بادعاء، إنما هو حقيقة مؤلمة أن تقوم دولة تعد نفسها إسلامية، وهي تعمل على إحداث شرخ في الجسد الإسلامي من أجل مصالحها وحدها دون غيرها، والمؤسف أيضاً أن تنهج دولة شقيقة النهج الإيراني، فعلى الرغم من نفيها إلا أن قطر تسير في الركب الإيراني متتبعة خطاها، معتقدة أن ذلك في مصلحتها، متناسية أن إيران لا عهد لها".
وفي ذات السياق جاءت افتتاحية صحيفة (اليوم) تحت عنوان (بيان المنامة..وتسييس الحج (المرفوض)، وقالت" إن الدوحة لم تقابل بيان المنامة الصادر عن الدول الأربع الداعية إلى مكافحة الإرهاب، إلا باستخفاف واضح، إذ ادعت أن تلك المتطلبات هي إملاءات مرفوضة رغم علمها يقينا بأن العلاقة مفصومة بينها وبين أي إملاءن لأنها مناداة صريحة بوقف دعم ظاهرة الإرهاب بأية صورة من صور الدعم".
وأضافت" وهو استخفاف لم يكن مستبعدا من حكام قطر، الذين ما زالوا يغردون خارج السرب الخليجي والعربي والإسلامي والدولي، برفض الإذعان لمتطلبات عقلانية من شأنها احتواء ظاهرة الإرهاب والتخلص منها".
وتابعت الصحيفة " يبدو واضحا للعيان أن الدوحة تريد السباحة ضد التيار من خلال مواقفها الخاطئة من الأزمة ومن خلال مواقفها حيال موسم الحج، فقد نادت بتدويل هذا الموسم، وهو تسييس مرفوض بكل تفاصيله وجزئياته ولا مبرر له على الإطلاق، فالمملكة كانت وما زالت حريصة على خدمة الحرمين الشريفين وخدمة ضيوف الرحمن، ولا يمكن ربط الخلافات السياسية بين المملكة وقطر بتسييس فريضة الحج".
وتطرقت الصحيفة إلى أن فكرة (التسييس) ليست جديدة في حد ذاتها فقد أيدتها الدوحة منذ أعلنها الخميني ومن جاء بعده، وهو تأييد يعني فيما يعنيه أن ساسة قطر ما زالوا يسيرون في ركب السياسة الإيرانية المعادية لدول المنطقة والمعادية لكل الأساليب والخطط المرسومة لاحتواء ظاهرة الإرهاب واحتواء مموليها وداعميها بكل أشكال التمويل والدعم، والدوحة بهذا التدويل وبرفضها لفكرة الحوار المطروحة من قبل الدول الأربع الداعية إلى مكافحة الإرهاب تواصل بإصرار الإعلان عن مسيرتها الخاطئة التي لا تريد الرجوع عنها.
وخلصت الصحيفة بالقول " إن استمرار الدوحة على ركوب موجة التعنت وممارسة الازدواجية في اتخاذ قراراتها السياسية سوف يؤدي الى مزيد من عزلتها ليس من قبل الدول الأربع الداعية إلى مكافحة الإرهاب فحسب ، بل من سائر دول العالم، فركوب تلك الموجة يعني أن الدوحة مصممة على دعم الإرهابيين ومدهم بكل الأسباب التي تتيح لهم ممارسة عملياتهم الإجرامية في كل مكان، وهو أمر مرفوض من دول العالم كافة دون استثناء".