ماجد بدران يكتب: مخاوف استخدام اللقاح

ماجد بدران يكتب: مخاوف استخدام اللقاحماجد بدران يكتب: مخاوف استخدام اللقاح  

الرأى4-12-2020 | 14:42

مع قرب الإعلان عن اعتماد لقاح مضاد لفيروس كورونا نهاية الشهر الحالى سيطرت وانتشرت المخاوف من استخدامه، موجات من الشائعات انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعى تهاجم استخدام اللقاح، وأنه مرتبط لمخططات لزرع شرائح إلكترونية داخل أجسامنا، وهذه الشرائح يمكن تتبعها وأن بيل جيتس يقف وراء كل ذلك وبالطبع لا يوجد دليل يؤيد هذه المزاعم التى نفتها مؤسسة بيل وميليندا جيتس. ومزاعم بأن اللقاح سيعيد هندسة شفرتنا الجينية، وأن لقاح شركتا فايزر وبيونتيك يغير فى الحمض النووى. بينما أكد عدد من العلماء أن اللقاح لن يغير فى الحمض النووى البشرى، ويبدو أن من ينشرون هذه المزاعم لا يعرفون شيئًا من علم الوراثة، فاللقاح يحتوى على جزء من المادة الوراثية للفيروس RNA "الحمض النووى الريبى". ويوضح البروفيسور جيفرى ألموند بجامعة أوكسفورد أن "حقن الشخص بالحمض النووى الريبى للفيروس لا يؤثر على الحمض النووى للخلية البشرية". كما ذكر المتحدث باسم شركة فايزر أندرو ويدجر أن اللقاح الذى تنتجه الشركة "لا يغير تسلسل الحمض النووى لجسم الإنسان، إنه فقط يمد الجسم بتعليمات لبناء المناعة". وأكدت الشركة أنها لم تسجل أى أعراض جانبية خطيرة نتجت عن استخدام اللقاح خلال التجارب السريرية. ويبدو أن جزءًا من سوء الفهم ينبع من نوع اللقاح الذى يجرى تطويره، إذ أن لقاح فايزر بيونتيك يستخدم تكنولوجيا "مرسال الحمض النووى الريبى" لإنتاج بروتين مماثل لذلك الموجود على سطح فيروس كورونا، عندئذ يتعرف جهاز المناعة عليه، وينتج الأجسام المضادة له، وإذا كانت هذه تكنولوجيا جديدة لا يعنى أن نتخوف منها، خاصة وأن دراسات عديدة أجريت على البشر لإنتاج لقاحات بهذه الطريقة خلال السنوات القليلة الماضية. وهناك مزاعم أخرى تخص سلامة اللقاح، وبسبب نقص المعلومات ذات المصداقية، ووجود طلب قوى للحصول على المعلومات، تندفع المعلومات المضللة لملء الفراغ، وللأسف تجد صدى وبالتالى تنخفض الثقة فى اللقاحات. ولا شك أن هناك آثار جانبية للعديد من اللقاحات، لكن غالبيتها ليست مخيفة بقدر ما يروج المناهضون للقاحات. وعلى غرار كل اللقاحات يمكن للقاح كورونا أن يسبب أعراضًا قصيرة المدى، مثل ألم فى موضع الوخزة وارتفاع درجة الحرارة وآلام العضلات والصداع والشعور بالإرهاق، وهى نفس الآثار الجانبية التى يصاب بها الكثير ممن يحصلون على لقاح الأنفلونزا السنوى. وغالبًا ما تكون هذه الآثار خفيفة وتزول بعد يومين على الأكثر، ويمكن تخفيفها عن طريق تناول الباراسيتامول أو الأيبو بروفين. وتخضع اللقاحات الجديدة لاختبارات سلامة مشددة قبل أن يوصى باستخدامها على نطاق واسع. ففى المرحلتين الأولى والثانية من التجارب السريرية، يتم اختبار اللقاحات على عدد صغير من المتطوعين للتحقق من سلامتها وتحديد الجرعة السليمة. وفى المرحلة الثالثة يجرى اختبارها على آلاف الأشخاص للوقوف على فعاليتها، ويتم مراقبة المجموعة التى تلقت اللقاح، والمجموعة التى تلقت لقاحًا وهميًا تحسبًا لأى ردود فعل سلبية أو آثار جانبية، وتستمر عملية مراقبة السلامة حتى بعد حصول اللقاح على الترخيص. ويخشى العلماء أن يتم ربط وفاة أى شخص أخذ اللقاح بمسألة المضاعفات، فى حين أن الناس يموتون بمرض "كوفيد19" الناجم عن فيروس كورونا وبغيره، والمقصود أن شخصًا سيتوقى بسبب مرض فى القلب، لكن بما أنه أخذ لقاح كورونا قبل فترة قصيرة، فإن أهله ومعارفه ربما يعتبرون الأمر ناجمًا عن اللقاح، وهذا الأمر يدعو للمبادرة بالتصدى لمثل هذه الحملات المضللة. فى النهاية نؤكد أن اللقاح يحمى من العدوى ويمنع انتشار الفيروس ويقوم بذلك بأمان.. وقد عمل العلماء على لقاحات الفيروسات التاجية من قبل، لذلك فهم لم يبدأوا من الصفر مع "كوفيد19". لكن مصدر القلق من الفيروسات التاجية أن الاستجابة المناعية تتلاشى بسرعة، بحيث يمكن أن يصاب الشخص مرة ثانية فى العام القادم، وإذا كان اللقاح قادرًا على توفير الحماية لمدة عام فقط، فسيظل الفيروس معنا لبعض الوقت.
أضف تعليق

تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2