يحيى هاشم يكتب: فخ مواقع التواصل الاجتماعي
يحيى هاشم يكتب: فخ مواقع التواصل الاجتماعي
نستخدم جميعا مواقع التواصل الاجتماعي التي فرضت نفسها على حياتنا بشكل لايمكن الاستغناء عنه و أصبحت كل معلوماتنا الشخصية و كافة تفاصيل حياتنا موجودة في هذا العالم الالكتروني الذي استطاع ان يجتذب الملايين من المستخدمين نظرا لأن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي مجاني و سهل الاستخدام للجميع .
و تستفيد أجهزة الاستخبارات و جمع المعلومات لأعداء الوطن من كل هذه التفاصيل و الاخبار التى ننشرها يوميا على مواقع التواصل الاجتماعي و التي نشعر بأنها معلومات لا قيمة لها في حين أن الطرف الاخر ينتظرها و يتلقفها ليتمكن من معرفة الكثير من التفاصيل عن حياتنا و يستنتج توجهات الراي العام في المجتمع ليستكمل مخططه في تغييب الوعي و رسم الصور الذهنية الخاطئة حتى يخلق حاجز بين المواطن و بين اجهزة الدولة المختلفة ليعيق خطط التنمية في شتى المجالات .
كما تعتمد هذه الجهات المعادية لنا على تصدير العديد من الالعاب و الروابط الالكترونية التي تكون بمثابة الفخ الذي نقع فيه بارادتنا و دون قصد و دون أن نشعر باننا نسهل لهم مهمتهم في معرفة كل ما يريدون الوصول اليه من معلومات .
و يجعلوننا نسهم في نشر شعارات خاصة ببعض المواقع و القنوات المعادية لمصر من خلال روابط تجتذب الناس مثل ماذا تقول عنك مواقع الاخبار او من هو شبيهك من المشاهير حول العالم او ما هي الوظيفة التي تناسبك في المستقبل و العديد و العديد من هذه الروابط المفخخة التي تجعل مستخدمها دون أن يدرك يوافق على شروط الرابط التي تظهر امامه و التي تسمح للجهة صاحبة الرابط بالحصول على العديد من المعلومات و البيانات من حسابه الشخصي .
لقد تطورت آليات هدم و تفكيك المجتمعات بشكل سريع و من أخطرها هي مواقع التواصل الاجتماعي التي تصل الى معظم الناس و يمكن من خلالها صناعة رأي عام زائف لا علاقة له بالواقع من ان اجل رسم صورة ذهنية معينة تخدم اهداف اعداء الوطن ليتمكنوا من السيطرة على العقول و توجيهها كيفما يشائوا لنشر اليأس و الاحباط في نفوس الناس و كسر جسر الثقة بين المواطنين و اجهزة الدولة و توجيه الناس في المجتمع الى التصرفات السلبية التي تسهم في هدم و تفكيك المجتمع .
لن نستطيع ان نعيش بمعزل عن التكنولوجيا الحديثة و لن نتمكن من السيطرة على عقول كل من يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي و لكننا نستطيع ان ننشر الوعي بكيفية الاستخدام الآمن لمواقع التواصل الاجتماعي لاننا نتعامل مع عالم سيبراني مجهول لا نعرف من هو الطرف الاخر الذي نتعامل معه و ما هي أهدافة لذا علينا ان نتحرى الدقة جيدا في الدخول على المواقع و الروابط و الالعاب و التطبيقات الالكترونية التي نستخدمها حتى نضمن أمان المعلومات و البيانات الخاصة بنا و التي ينتظرها أعداء الوطن.
ان فخ مواقع التواصل الاجتماعي اصبح في غاية الخطورة و عدم اهتمامنا بتوجيه الرأي العام لهذه الخطورة بشكل مكثف سوف يعرض المجتمع المصري للعديد من المشكلات التي لا نريد أن ننخرط فيها لانها تشتت تركيزنا عن اهدافنا الرئيسية و هي حماية الوطن و المشاركة في التنمية التي سوف تنعكس ثمارها على حياتنا جميعا كمصريين .
علينا ان نتحمل جميعا المسؤلية المجتمعية تجاه بلدنا الحبيبة مصر و ندرك أن المتغيرات العالمية السريعة التي يتقن اعداء مصر استخدامها فهي تحتاج منا جميعا الى المزيد من الوعي و المعرفة لنكون يدا واحدة في وجه كل من يتصور انه يستطيع أن يخترق هذا المجتمع لاننا جميعا لن نسمح له بذلك و سنظل مدافعين عن هذا الوطن حتى آخر يوم لنا في هذه الدنيا .