إسماعيل منتصر يكتب: مولانا الخواجة!
إسماعيل منتصر يكتب: مولانا الخواجة!
بعد أن هدأت الضجة المثارة بسبب أحداث الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم.. وبدون مناسبة واضحة.. ارتدى الرئيس التركى رجب طيب أردوغان ثياب مولانا الإمام الأكبر شيخ مشايخ الإسلام.. وراح يدعو المسلمين فى كل أنحاء العالم للتوحد والوقوف صفا واحدا فى مواجهة الغرب.
وطالب أردوغان المسلمين فى كل أنحاء العالم بالتعاون فى المجال الاقتصادى والتجارى..
وأكد مولانا أن التعاون فى المجالات الاقتصادية والتجارية يجعل المسلمين قادرين على زيادة دعمهم للأشقاء الفلسطينيين.
وطالب أردوغان المسلمين بالتوحد للنضال ضد معاداة الإسلام وكراهية المسلمين المقيمين فى الغرب.. كما دعا المسلمين لمكافحة العنصرية الثقافية فى الغرب والتى انتشرت كالوباء..
وفى نهاية حديثه لمسلمى العالم طالب أردوغان بتشجيع وتسهيل التجارة بين الدول الإسلامية حتى لا تتعرض صادرات هذه الدول للخسارة..
هل يمكن أن نصدق أردوغان؟
هل يمكن أن نصدق أن أردوغان تَهمُّه أحوال الإسلام والمسلمين؟
لن أتحدث عن علاقات الزواج العرفى بين إسرائيل وتركيا.. ولن أتحدث عن دماء المسلمين التى تراق فى ليبيا وسوريا والعراق على أيدى جنود أردوغان.. ولن أتحدث عن انتشار الدعارة والشذوذ تحت رعاية مولانا.. لن أتحدث عن ذلك كله.. لكننى فقط أتساءل: كيف نصدق أردوغان وهو فى نفس الوقت الذى يدعو فيه المسلمين للوقوف ضد الغرب.. فى نفس الوقت يبعث للغرب برسائل الشوق والغرام والهيام؟!
لم يعد خافيا أن دول الاتحاد الأوروبى تجهز لتطبيق عقوبات اقتصادية على تركيا بسبب سياسات أردوغان فى ليبيا وفى شرق المتوسط.. ولم يعد خافيا أن رؤساء دول الاتحاد الأوروبى الذين من المقرر أن يجتمعوا يوم 24 ديسمبر.. سيقومون بفرض عقوبات اقتصادية على تركيا.. ستؤدى إلى انهيار الاقتصاد التركى الذى يواجه بالفعل تحديات خطيرة ومشاكل عديدة..
وليس هناك شك فى أن أردوغان يشعر بالرعب من هذه العقوبات التى يمكن أن تؤدى إلى سقوطه..
من أجل ذلك بعث أردوغان برسالة لدول الاتحاد الأوروبى يذكرهم فيها بوعدهم بضم تركيا للاتحاد الأوروبى..
كان أردوغان إلى وقت قريب يعامل أوروبا بصلف وغرور.. ويحاول أن يفرض عليها الأمر الواقع.. لكن مع اقتراب انعقاد القمة الأوروبية.. وبعد أن أصبح واضحا أن الدول الأوروبية جادة فى مواجهة الاستفزازات التركية.. بدأ أردوغان يتراجع وتغيرت لهجته الحادة التى كان يتعامل بها مع دول الاتحاد الأوروبى إلى لهجة رقيقة يحاول أردوغان أن يتودد من خلالها لأوروبا..
الغريب أن أردوغان يحاول إيهام الدول الأوروبية بأن العلاقات التركية الأوروبية سمن على عسل وأن كل ما حدث من خلافات لا تعدو كونها زوبعة فى فنجان سببها سوء فهم لحقيقة الدور التركى فى ليبيا.. وحقيقة الدوافع التى جعلت تركيا تتمسك بحقوقها فى شرق المتوسط..
وفى إطار محاولات أردوغان للتودد لأوروبا يؤكد الرئيس التركى على حرص بلاده على القيم الغربية.. والتى تؤهل تركيا للانضمام للاتحاد الأوروبى..
وبالطبع فإن أهم ملامح هذه القيم هى حرية الشواذ..
أردوغان يحاول إقناع الدول الإسلامية بأنه مولانا فضيلة الإمام الأكبر الذى يتصدى للغرب من أجل الإسلام والمسلمين.. وفى نفس الوقت يحاول إقناع الغرب بأن بلاده جزء من هذا الغرب..
أردوغان يحاول أن يخدع الدول الإسلامية من خلال ارتداءه زى مولانا ويحاول إقناع الغرب من خلال ارتداءه البرنيطة!.
أردوغان يحاول أن يكون بهلوان!..
أردوغان يحاول أن يتودد إلى أوروبا لكنه بالطبع يعلم أن محاولاته قد تبوء بالفشل.. ولذلك يحاول إنقاذ نفسه أو بمعنى أدق إنقاذ الاقتصاد التركى من خلال دعوة المسلمين للتوحد.. فيتحدث عن تعاون اقتصادى تجارى.. يخدم تركيا بالطبع وينقذ منتجاتها من المقاطعة!..
أردوغان فى مأزق حقيقى يتصور أن خروجه من هذا المأزق.. إما بالضحك على أوروبا وإما بخداع الدول الإسلامية..
أردوغان يذكرنا بالقصة الشهيرة.. دكتور جيكل ومستر هايد.. فهو يتقمص شخصية مولانا وفى نفس الوقت يعيش شخصية الخواجة..
أردوغان أو مولانا الخواجة لن ينجح.. ببساطة لأن صاحب بالين كداب!..
يا صاحب البالين.. يا مولانا الخواجة.. طريقك مسدود يا ولدى (!!!).