سماح عطية تكتب: عندما تبكي الروح

سماح عطية تكتب: عندما تبكي الروحسماح عطية تكتب: عندما تبكي الروح

الرأى10-12-2020 | 10:46

دار المعارف لاتزال تبحث  عن ثقب تخرج منه..عن متنفس للحياة.. عن أمل لتعيش مرة أخرى.. كيفما تريد.. وقتما تريد.. وأينما تريد.. وحسبما تريد.. تنظر بعين منكسرة في كل مكان داخل سجنها فلا تجد مخرجا لنفسها سوى الانتظار في هذا الشقاء.. مثل عصفور ضعيف يرتجف قلبه الصغير ويلتصق ريشه القصير بجسده داخل محبسه.. مغلولة الأيدي والرقبة.. حتى أنها لا تستطيع أن تتحرك داخل سجنها المظلم.. فالقيود حديدية صلبة لا تستطيع قواها المنهكة وطاقتها المستنفذة تحطيم هذه القيود.. والتي أصبحت تتعايش معها وكأنهما أصبحا نسيجاً واحداً.. كل ما تفعله هو المسموح لمثل من في وضعها.. وهو الخيال.. تارة تستدعي الأحزان.. وتارة تحلم بخروجها من القفص.. وتارة ترى نفسها في نعيم المستقبل.. وتارة ترى نفسها في ماضٍ بعيد لم تمر بكل ما مرت به.. وتتخيل أن كل ما هي فيه مجرد كابوس سوف ينتهي عندما تستيقظ من نومها. وياله من كابوس وخيال قاسٍ عندما تستدعي الأحزان بالأفعال والأحداث الماضية التي عاشتها وتعيشها.. خيالٍ عالق بذهنها وكأنه مرض خبيث لا يفارقها.. ولا يشفي منه عقلها.. يؤرقها آلامه من وقت لآخر عندما يتم استدعاء ما يحمله من حزن وأسى رغماً عنه وعنها.. ماضٍ تبكي فيه الروح بعد أن جفت دموع العين. سنوات تمرّ أمام عينيها في وقت يمرّ ثقيلاً طويلاً موحشاً موجعاً.. تفكر وتندم على استمرارها في  قتل روحها طيلة هذا الوقت.. تندم وتندم وتندم.. حتى تقل طاقتها وتهن صحتها.. ويصيبها هبوط حاد في الرغبة الإنسانية للحياة؛ في العيش أو التعايش.. تحتاج لصدمات كهربائية لتحيا من جديد لكي يعمل قلبها.. لكي تتنفس.. وتنبض بالحياة.. لكي تصبح هي نفسها.. لكي تبعث للحياة من جديد.. تتذوق طعم الحرية.. وترتشف قطرات النجاح والتفوق والوجود والكينونة. تحتاج لحب حقيقي.. لمشاعر صادقة.. وبشرٍ بقلب ملائكة.. ودنيا خالية من التلوث العاطفي.. تحتاج لضوءٍ صافٍ يتحرك وتذهب وراءه غير مبالية بما خلفته وراء ظهرها.. ولا تنظر للخلف.. كل همّها أن تلحق بالأمل.. بضوء الشمس الصافية في يوم من الأيام.. تتضرع إلى الله أن يمنحها الوقت لتحقيق  ذاك الأمل.. وينعم عليها  بنسيان كل هذا الألم....!
أضف تعليق

حظر الأونروا .. الطريق نحو تصفية القضية الفلسطينية

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2