إسلام كمال يكتب: الحانوكا.. خطورة هذا العيد الصهيونى!

إسلام كمال يكتب: الحانوكا.. خطورة هذا العيد الصهيونى!إسلام كمال يكتب: الحانوكا.. خطورة هذا العيد الصهيونى!

الرأى13-12-2020 | 12:05

الجدل المثار خلال الساعات الأخيرة، حول خلفيات الفيس بوك الصهيونية، جعلنى أصر على الكتابة من جديد في ملف الأعياد والمناسبات الصهيونية المفتعلة لتخليق تراث يهودى وصهيونى غير حقيقي بأهداف مختلفة، أغلبها تدور حول فلك منح الكيان الإسرائيلي بدولته ومجتمعه، بعد حقيقي بزوايا مختلفة ! القصة الأساسية الآن، ما يسمى بعيد الحانوكا، أو التجديد أو التدشين أو الأنوار، لكن ياما في الجراب ياحاوى، كما يقولون، في ملف الأعياد والمناسبات اللايهودية لكنها صهيونية، وكان من الصادم بالنسبة لى أن يدافع عنها بعض المتخصصين، ويعتبرون الحانوكا وأشباهه من المناسبات الصهيونية لا اليهودية، أعياد يهودية حقيقية ويدافعون عنها بأسانيد غير قوية، خاصة أن اليهود والصهاينة والإسرائيليين اعترفوا جميعا أن الحانوكا ليس له سند تناخى، وظهر بشكل ما فقط في العصر التلمودى، أى بعد العهد القديم بعدة قرون. المفارقة، أن هناك أعياد يهودية حقيقية إختفت تماما، ولا يتم الاحتفال بها الآن، إلا في مناسبات ضيقة جدا، ولا تنال أى تقدير الآن، لأن الصهيونية بكل ألوانها لم تهتم بها، لأنها لا تحمل أى إسقاطات يستخدمونها في دعاياهم. وفي المقابل، هناك مناسبات تم إختلاقها كليا، وأصبحت من المناسبات اليهودية بل والعالمية المهمة جدا، ذات بعد دينى وسياسي واجتماعي واقتصادي، وفي مقدمة هذه الأمثلة، عيد الحانوكا، الذي جعله البيت الأبيض مناسبة رسمية مهمة جدا، وكل رئيس أمريكى لا يفوت طقس إشعال شموع شمعدان الحانوكيا، بل وتحول مع الوقت إلى طقس مهم من طقوس الكريسماس في المجتمعات الأجنبية عموما لا الغربية فقط. وستندهشون لو عرفتم، أن كل قصة عيد الحانوكا مختلقة لعدة أسباب سياسية واجتماعية واقتصادية، حيث ألفها حاخامات وقيادات الصهيونية ليكون لهم عيدا قريبا من عيد الكريسماس، يحتفلون فيه بطقوس مشابهة للكريسماس، من الأنوار والأضواء وألعاب الأطفال. وكان مهما طبعا أن تكون الخلفية صهيونية معقدة، تتركز على الثوابت الصهيونية، والتى تتعلق بفلسطين والأقصي..وبالفعل كانت القصة تعتمد على فكرة إعادة بناء الهيكل الثانى، رغم إنه لا يوجد نص دينى ولا تاريخى يتحدث عن هذه الوقائع الملفقة، والتى تدور حول أن هذا العيد مرتبط بما يسمونه في مصطلحاتهم الصهيونية بالثورة المكابية، التى تغلبت على الاحتلال السلوقي، وطهروا أطلال الهيكل من  المحتلين، رغم أن الجيش السلوقي كان ضخما، والمكابيون أو الحشمونائيون كان عددهم صغير وضعاف وبدون أية خبرة عسكرية، لكنهم انتصروا وفق الرواية الصهيونية، وحرروا الهيكل وبدأوا في بناء الثانى! هذه الأحداث الملفقة يعتبرونها دافعا حقيقيا لبعث الروح اليهودية الصهيونية من جديد، وكانت أساس دعوتهم لما هو قريب من فكرة الجهاد الإسلامي لتبرير احتلال فلسطين، وإقناع الشباب اليهودى حول العالم بالتجاوب معهم، لحشدهم لتشكيل الميلشيات الصهيونية في فلسطين لإقامة كيانهم، والذي أساسه إقامة الهيكل الثالث. والمثير أن كلمة "مكابي" التى ينسبون لها مناسبة العيد الصهيوني  الأهم والأشهر، غير معلومة النسب بشكل أو آخر، في المصادر اليهودية، حتى قال بعض المفسرين أنها إختصارا، لدعاء موسي الاحتفالى عليه السلام، "من مثلك بين الألهة ياربي"، وهناك نقاش مطول حول هذه النقطة، لكن الأساس في موضوعنا هو أن هذا العيد ليس يهوديا حقيقيا بل صهيونيا مختلقا، وهى مجرد كذبة صغيرة من الأكاذيب الصهيونية، التى يصدقها الكثيرون، ولها صدى عالمى الآن، لما فيها دول عربية تحتفل به عن جهل مخزى، وأتمنى أن يعى البعض حقيقة الموقف!
أضف تعليق