إسماعيل منتصر يكتب: «خوطر حرة جدا».. تعالى معى إلى المستقبل!

إسماعيل منتصر يكتب: «خوطر حرة جدا».. تعالى معى إلى المستقبل!إسماعيل منتصر يكتب: «خوطر حرة جدا».. تعالى معى إلى المستقبل!

الرأى16-12-2020 | 19:39

فى عام 1988 سافرت إلى الولايات المتحدة لتغطية الانتخابات الرئاسية التى فاز بها المرشح الجمهورى جورج بوش (الأب) على منافسه الديمقراطى دوكاكس..

استغرقت المهمة شهرا كاملا زرت خلالها ست ولايات.. وعندما انتهت الانتخابات كان أمامنا خمسة أيام نقضيها كإجازة قبل العودة للقاهرة..

خيّرونا بين السفر إلى مدينة نيويورك أو زيارة ديزنى لاند فى مدينة أورلاندوا بولاية فلوريدا فلم نتردد فى اختيار ديزنى لاند!

قضينا أربعة أيام ممتعة وكنا نمنى النفس بيوم خامس.. لكن المسئولين قاموا باصطحابنا إلى مكان آخر غير ديزنى لاند، عرفنا أن اسمه "ايبكوت سنتر".. وفى هذا المكان قضينا يوما بأكمله رأينا خلاله العجب.. رأينا المستقبل!..

أنشأت الحكومة الأمريكية هذا المكان كمجمع ترفيهى تختلف فلسفته ويختلف أسلوبه عن ديزنى لاند..

أقيم هذا المجمع فوق قطعة من الأرض تبلغ مساحتها 300 فدان.. وقد تم تقسيم هذا المجمع إلى ثلاثة أقسام رئيسية.. قسم المعالم السياحية ويضم نماذج دقيقة جدًا وضخمة لأشهر المعالم السياحية فى العالم.. وقسم المعرض الدائم الذى تعرض من خلاله عدد من الدول.. تم اختيارها بعناية.. أهم منتجاتها السياحية، أما القسم الثالث فهو عبارة عن مكان يضم ثمانية أجنحة ويطلق عليه اسم.. عالم المستقبل!..

فى هذا القسم قضيت ساعات كأننى أعيش فى عالم مسحور!..

رأيت مخترعات غريبة وعجيبة ومنها سفن فضاء.. ودخلت حجرات مزودة بأنظمة تكنولوجية تصيبك بالذهول.. منها على سبيل المثال حجرة واسعة مرسوم على أرضيتها دوائر.. تقف داخل واحدة منها فترى نفسك فى مرآة وقد ارتديت زى طيار.. فإذا انتقلت إلى دائرة أخرى وجدت نفسك بحارا.. وهكذا ترى نفسك بزى مختلف فى كل دائرة تقف عليها.. طيار، بحار، راعى بقر، رائد فضاء، إلى آخر هذه الأزياء الشهيرة..

مرت على هذه الزيارة أكثر من ثلاثين عاما.. ولا أعرف إن كان هذا المكان يقدم نفس العروض والمخترعات أم أنه تم تحديثها..

فى تقديرى أنه تم بالفعل تحديثها وإلا كان هذا المكان قد تحول من مكان لزيارة المستقبل إلى مكان لزيارة التاريخ!..

وليس ذلك غريبا فقد تطور العلم وتطورت المخترعات بشكل مذهل لا يصدق خلال هذه الفترة..

وعلى سبيل المثال فلم يكن العالم يعرف عندما زرت هذا المجمع الترفيهى مخترعات مثل.. السيارة الكهربائية وطائرات الدرون (التى تطير بلا طيار) وأجهزة الآيباد والسماعات اللاسلكية وساعة آبل الذكية التى تتابع دقيقة بدقيقة الحالة الصحية لمستخدميها..

العالم بالفعل تغير.. وما كان مستقبلا قبل ثلاثين عاما أصبح ماضى.. وليس من قبيل المبالغة أن نقول إن معظم المخترعات التى عرفها العالم فى السنوات الأخيرة.. يمكن أن تعرض بعد سنوات قليلة فى متاحف الآثار!..

ويقودنا ذلك كله إلى سؤال منطقى: كيف سيكون شكل المستقبل؟!..

لكن عن أى مستقل نتكلم؟!

العلماء يؤكدون أن العالم بعد مائة عام من اليوم سيكون مختلفا تمام الاختلاف عن عالمنا..

على سبيل المثال يؤكد العلماء أن السيارات الخاصة (الكهربائية) ستقود نفسها بدون تدخل السائق، كما ستكون هناك سيارات قادرة على التحليق حول المدن!..

العلماء يؤكدون أيضا أن أجهزة الروبوت (الإنسان الآلى) ستحل محل الإنسان فى أى عمل بحيث يتفرغ الإنسان للراحة والاستجمام!..

العلماء يؤكدون أيضا أن أدمغة وعقول البشر ستكون مرتبطة بشكل مباشر بأجهزة الكمبيوتر.. وفى إطار هذا المستقبل ستختفى العملات النقدية واللغات ويحل محلها تكنولوجيا التخاطب بين البشر (!!!)..

لكن هل يمكن أن نتخيل شكل المستقبل الأبعد من ذلك.. هل يمكن أن نتخيل مثلا شكل هذا المستقبل فى عام 3000؟!!..

العلماء يقولون إنه سيكون من الصعب توقع شكل هذا المستقبل البعيد.. لكن مع ذلك يؤكد العلماء أن سكان الأرض قد يكونون عبارة عن جيوش من الروبوتات وأن المدن ستتمكن من تنظيف نفسها وأن الإنسان سيكون قادرًا على السفر عبر مصاعد فضائية إلى الكواكب الأخرى!..

هل يمكن أن يستمر هذا التطور إلى ما لا نهاية؟!..

يقول الله فى كتابه العزيز: "حَتَّى إِذَا أَخَذَتْ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ".

سبحان الله العظيم..

أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2