حسين خيري يكتب: القوة المعيار الوحيد لدى الغرب

حسين خيري يكتب: القوة المعيار الوحيد لدى الغربحسين خيري يكتب: القوة المعيار الوحيد لدى الغرب

الرأى18-12-2020 | 17:28

تعود نشأة كراهية الغرب للإسلام إلى عدة أسباب، أهمها تسويق المؤرخين البيزنطنيين للعالم الغربى فكرة أن تمدد رقعة الدين الإسلامى وليدة غضب إلهى على أهل الغرب لابتعاد العديد منهم عن دينهم، وهذا حسب آراء بعض المفكرين، ويرون أن جوار البيزنطيين للدولة الإسلامية جعلهم يقدمون مفاهيم مغلوطة عن الدين الإسلامى للغرب منها أنه دين دموى وأهله يتعاملون بقسوة. واستمروا فى تأصيل هذه الفكرة فى أذهان الغربيين، ونجحوا فى إفراز حالة نفسية عامة كارهة للإسلام والمسلمين، وجاء بعد ذلك ولعبت الصهونية دورا كبيرا فى تجذر تلك الفكرة باستخدام أكثر من وسيلة. وعبر عصور ماضية اتبع رواد بارزون فى الغرب منهجية كراهية الإسلام فى مخاطبة شعوبهم، ويسجل تاريخ الغرب وقائع كثيرة تحض على مهاجمة المسلمين والتهجم على رسولهم الأمين، وتتجلى فى أفضل إصدارات الغرب خلال العصر الحديث الصورة القميئة للعداء عن الإسلام، وهو كتاب «صدام الحضارات» لصمويل هنتنجتون. ويزداد العداء للإسلام لدى اليمين الغربى خاصة بعد انتشار الدين الإسلامى وزيادة نسبة الالتحاق به فى أمريكا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا، وأكدت تلك النتيجة أكثر من دراسة أجرتها معاهد بحثية فى أوروبا. وكان أبرز الصدمات الغربية للمسلمين فى العصر الحالى ما جاء بعد حادث 11 سبتمبر فى 2001، الذى زاد من مخاوف بعض الساسة الغربيين من انتشار الأقليات الإسلامية فى العالم الغربي، ويقول الدكتور عبد الوهاب المسيرى أنه كان من المأمول تشكيل تفاعل بين الحضارة الإسلامية المتمثلة فى الأقليات الإسلامية والحضارة الغربية كما حدث فى الأندلس. واستطرد قائلا للأسف لم يتحقق هذا التفاهم وزادت حدة التوتر، ويرى المسيرى أن الغرب يعتقد أنه الأقوى ومن حقه إداراة كل الحضارات والكيانات المحيطة به، وطبقا لرؤيته إن جيوش أوروبا قسمت العالم كله ونهبت ثرواته ومنه العالم الإسلامي، ولذا لايقبل الغرب قيام كيانات إسلامية أو عربية يمكن أن تقاوم أفكاره وأساليبه، وفى هذا السياق نفهم سبب العداء الغربى للإسلام. ويستكمل المسيرى رؤيته ويقول اعتقاد الغرب بأن القوة المعيار الوحيد للحوار هو اعتقاد خاطئ، ولا بد من الاحتكام إلى منظومة أخلاقية وإنسانية للتفاهم ولإمكانية تأسيس أرضية مشتركة للتعايش بين الطرفين فى استقرار. ولكى يتم التوصل إلى هذه الأرضية يجب قبول الآخر، ويرى المسيرى ضرورة توجيه رسائل نقدية قوية للغرب ليدرك مدى تأثير الطرف الآخر. ومصطلح الإسلاموفوبيا استعمله علماء الاجتماع الفرنسيين لوصف معاداة بعض القادة الفرنسيين للمجتمعات المسلمة فى زمن الاحتلال، ورفض التعامل معهم يرجع مصدره إلى التوجه العنصرى لديهم، وثانيا إلى توجههم الثقافى والنفسى الناشء من كثرة ترديد الخطاب المشوه للإسلام فى آذان الغربيين عبر العصور السابقة. وأرى أن القصد من تكرار نشر الرسوم المسيئة للرسول فى الدنمارك وفرنسا فى مناسبات إسلامية، يرجع إلى سبب ظاهرى وهو كراهية الإسلام عند البعض، وسبب ثانى خفى وغير واضح وهو محاولة تأجيج مشاعر المسلمين وإشعال نار الفتنة الطائفية، وخاصة فى بلادهم حتى يثيروا مشاعر مواطن مسلم غربى متطرف ليرتكب جريمة ويصيب أحد فاعليها، وأخير يستفيد منها أعداء الإسلام ويروجون لها بشكل كبير، لكى يستمروا فى رفع شعار الإسلاموفوبيا.
أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2