كتب: احمد عاطف
كل فمتو ثانية إنطلاقة جديدة .. هذا هو حال البحث العلمي والتقدم التكنولوجي في الدول المتقدمة، فمن إكتشاف لآخر ومن إختراع للذي يليه في خطي ثابتة نحو تذليل كل العقبات وتخفيف الآلام عن البشرية .
في تقرير مثير نشرته جريدة "الجارديان" البريطانية عن تقنية هي إمتداد أصيل لتكنولوجيا النانو الدقيقة، استطاع العلماء إختراع تقنية " نانونية " جديدة أطلقوا عليها إختصارا (TNT) ، وهي عبارة عن رقاقة صغيرة في حجم العملة المعدنية يمكنها بناء خلايا الجلد المحترقة أو التالفة ، كما يمكنها إعادة تكوين أجهزة وأعضاء بالجسم .
وأشاد العلماء بتلك الإنفراجة العلمية المذهلة التي من شأنها أيضا شفاء الجروح الخطيرة بلمسة واحدة علي لوحة تحكم صغيرة ، وذلك من أجل برمجة خلايا الجلد التالفة لتوليد أي نوع من الخلايا الضرورية للإجراءات الطبية ، كما أثبتت التجارب المخبرية فعالية التقنية المستحدثة في إستعادة وظيفة الأوعية الدموية التي وقع بها ضرر بالغ ، وذلك في غضون ثانية واحدة .
وتعمل التقنية الواعدة بوضع الرقاقة النانونية الصغيرة علي المنطقة التالفة من أنسجة الجلد بصفة عامة أو تلك المكونة لأي عضو بالجسم ، ويتم خلالها تمرير تيار كهربي ضعيف ثم إطلاق الحمض النووي (DNA) إلي الخلايا الجلدية المستهدفة حتي تصبح كتلة محددة كأي جزء من الجسد مثل الشرايين أو حتي أجهزة حيوية مثل القلب .
وتأكيدا علي أهمية تلك الطفرة العلمية والتكنولوجية الواعدة ، قال دكتور " تشاندن سين " من جامعة أوهايو الأمريكية : إنة وبلمسة واحدة بات فى إستطاعتنا الحصول علي خلايا بشرية خاصة بأي عضو ، ووعد الباحثون الأمريكيون بتقديم حلول لأولئك المرضي الذين يحتاجون إلي جراحات ترميمية معقدة أو حتي للحيلولة دون حدوث شيخوخة مبكرة لبعض أجهزة الجسم .
وفي نهاية تقرير الجريدة البريطانية ذائعة الصيت حملت آخر تصريحات الدكتور " سين " نبرة ثقة ممزوجة بتفاؤل كبير عندما أضاف قائلا : هذة هي البداية . المزيد في المستقبل ، فعن طريق إستخدام تكنولوجيا النانو فى المجال الطبى بمفهومها المعروف بإسم " العلاج الجيني " ، ومع التطورات المستحدثة والمتعلقة بكيفية تسليم الحمض النووي إلي الجسم بأسلوب فائق الدقة ، أصبح بإمكاننا إستبدال الأعضاء المصابة او المعرضة للخطر ، وقد تيقنا من أن الجلد هو أرض خصبة يمكنا من خلالة إنماء أي جهاز بالجسم لا يعمل علي نحو جيد .
جدير بالذكر أن الباحثين القائمين علي التقنية الجديدة أكدوا أن التجارب علي البشر ستبدأ بعد عام واحد من الآن.