ماهر فهمى يكتب: موسى صبرى: إنى أغرق

ماهر فهمى يكتب: موسى صبرى: إنى أغرقماهر فهمى يكتب: موسى صبرى: إنى أغرق

* عاجل10-8-2017 | 23:53

وكنت أفضل فى الصيف قضاء يوم إجازة نهاية الأسبوع فى المعمورة.. وكان موسى صبرى يعمل نفس الشىء.. وكنت أمر عليه فى الشاليه.. وفى كل مرة كان يشكوا لى من عدم قدرته على التمتع بالماء لأنه لا يعرف العوم ونفس الشكوى كانت لأنيس منصور وكان يقضى بعض الأيام أيضًا فى المعمورة.. فأقترحت عليهما أن أعلمهما العوم.. فكان رد موسى كيف نقوم بهذا والبلد فى حزن بسبب نكسة يونيو قلت: طلبة الكلية الحربية والكليات العسكرية قفزة الثقة أساس لدخولهم والتحاقهم بهذه الكليات.. فقال موسى: الناس تقول البلد فى استعداد لمحو آثار النكسة.. ونحن ذاهبون نلعب فى الماء.. قلت تعلم السباحة ليست لعب.. فالعار كل العار هو أمية السباحة ووافق موسى وأنيس وقد حققت إنجازا بجمع أنيس وموسى مع بعضهما فى مكان واحد.

وأتيت بتصريح من وزارة التربية والتعليم بالموافقة على تعليمهم بحمام الوزارة المواجه لحديقة الأندلس بجوار كوبرى قصر النيل.. واتفقت مع مدربى ومدرب الأهلى ومنتخب مصر فى السباحة الطويلة عبد الباقى حسنين على القيام بتعليمهما.. وإنضم إليهما أحمد زين.. وأقوم أنا كسباح بدور البيان العملى للشرح.

وكنت أذهب مع موسى فى سيارته الخاصة النصر السماوى 1300 ونقابل أنيس وأحمد زين بالحمام.. وبدأت الكلام قائلًا أنكم ستتعلمون فى المنطقة غير العميقة.. وستقفون على أرجلكم فيها والماء يصل إلى وسطكم.. لأدخل الاطمئنان إلى قلوبهم.

فنزل من السلم موسى وأحمد زين.. أما أنيس فرأسه وألف سيف لا ينزل حتى لا يغرق.. وقلت له: انظر موسى وأحمد زين واقفين على أرض الحمام أمامك.. ومع أول سلمة خرج وجرى.. وقررت المحاولة وعندما وصلنا السلمة الأولى.. دفعته بيدى إلى الماء.. فصرخ: أنا غرقت.. أنا غرقت.. فقلت له ما أنت واقف على الأرض أهه.

ثم بدأنا فى التعليم الطفو.. ثم حركات اليد وبعدها حركات الأرجل.. والجميع تجاوب وسبح 20 متر بعرض الحمام دون أخذ أى نفس.. فكان لابد من مرحلة تعليم تنظيم التنفس.. وقمنا فكان لابد من مرحلة تعليم تنظيم التنفس.. وقمنا بالشرح وقمت بأدائه أمامهم وتجاوب موسى وأحمد زين.. وسبحا عرضين 40 متر رايح جاى.. أما أنيس فأخذ يفلسف الحركة.. ويقول كيف أأخذ النفس بالجنب.. كده جسمى يسقط.. وركب رأسه وأضرب عن تعلم النفس.. واكتفى بسباحة 20 متر ويرفع رأسه كلما أحتاج للتنفس.. وهنا أخذ قراره بأن يأخذ موسى وأحمد زين للسباحة بالمنطقة العميقة.. وكان قد أنضم للجوقة عادل حسين وهو شيوعى معتقل سابق.. ولكنه قلب 180 درجة وربى ذقنه.. وأصبح متطرف.. وأدعى أنه يعرف السباحة واكتفينا بأن نتركه بعض الوقت حتى يبدل ملابسه.. وسبح أحمد زين كأنه سباح قديم.. أما موسى فأصيب بفوبيا وبدأ يبقلل وغرق فنزلت وعبد الباقى وأنقذناه.. وأجرينا له الخطوات الواجبة فى مثل هذه الحالات.. ونحن مشغولين مع موسى.. وجدنا أحد يبقلل فنزلت بسرعة لأنقذه وفوجئت أنه عادل حسين.. ولا أعرف لماذا خاطر..

وكنت أعود مع موسى فقال لى: ماذا حدث فأنا سبحت فى المنطقة غير العميقة.. قلت أصابك الخوف فجأة.. وكان سببا فى هذا.. فقال كفاية كدة.. ووصلنا الأخبار فذهب إلى مكتبه.. وذهبت إلى صالة التحرير أقوم بعملى فى مساعدة نائب رئيس التحرير السهران.

ووافقوا على أن يكتبوا عن التجربة فى صفحتين بآخر ساعة.. ولم يذكر موسى حكاية الغرق.. وقال أضعف الإيمان أصبحت أسبح بالقرب من الشاطئ.. وهذا يكفى.. أما أحمد زين فأصبح يمارس السباحة يوميًا بطول الحمام عدة مرات وأنيس قال: مدربى حمام الوزارة أعطونى خشبة وكأنها عظمة فى فم كلب أمسكها وأقوم بحركات الأرجل ولم أتعلم.. وكتب 5 مقالات فى مواقف بالأهرام يسخر منى ومن عبد الباقى لفشلنا فى تعليمه.

وكتبت أنا معهم فى آخر ساعة عن التجربة.. ونفيت أن أنيس لم يتعلم السباحة ولكنه رفض التنفس.. ورفض استكمال تعليمه.. وهكذا الفكر قب وعام.. ولم يخلو الأمر من كثير من الكلام.

وكان لى مع آخر ساعة تعامل ومن قبل تولى أنيس رئاسة تحريرها.. ولكن أنيس طلب منى أن أكتب صفحة "تعال معى للأندية".. لا يكتب عن نجوم الرياضة ولكن عن كل نجوم المجتمع من سياسيين وأدباء ومثقفين وفنانين التى تزخر بهم الأندية.. ويكون أقرب لأخبار الناس فى الأخبار اليومية.. وكنت أكتب أكثر من 50 خبرًا أسبوعيًا أخبار شخصية وسريعة.. كل خبر سطرين.

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2