بسلاح الهجمات الإلكترونية.. نشوب الحرب «الأرخص» بين إسرائيل وإيران !

بسلاح الهجمات الإلكترونية.. نشوب الحرب «الأرخص» بين إسرائيل وإيران !بسلاح الهجمات الإلكترونية.. نشوب الحرب «الأرخص» بين إسرائيل وإيران !

عرب وعالم25-12-2020 | 22:38

دار المعارف _ سمرشافعي بدأت الحرب السيبرانية بين إسرائيل وإيران، بهجمات سرية تقيد ضد مجهول بالرغم من أن الفاعل كان معروفًا للطرفين، أما الآن فتغيرت الأوضاع وأزيلت الأقنعة. ويأتى هذا فى الوقت الذى أصبحت تلك الهجمات، كما ذكر موقع «إسرائيل ديفنيس» الإسرائيلى، الأرخص فى التكلفة ماديًا وإنسانيًا، فهى لا تحتاج للتضحية بالمزيد من الأرواح البشرية لكلا الجانبين. لهذا أصبح لإيران وإسرائيل القدرة على تحقيق إنجازات اقتصادية واستخباراتية وسياسية وفكرية وعسكرية بشكل جيد ودون أن يدرك الطرف الآخر أحيانًا أنه يتعرض للهجوم، وحتى إنها تتم دون الكشف عن هوية المهاجم غالبًا. وبحسب موقع ديفنيس، تعمل إسرائيل وإيران الآن على تطوير أدواتهما الهجومية التى لا تسمح بجمع المعلومات الاستخبارية وتعطيل أنظمة المعلومات فحسب، بل تعطيل أنظمة إلكترونية دقيقة، وتدمير البنى التحتية الوطنية الحيوية مثل أنظمة التحكم والتشغيل للموانئ والسدود  ومصادر الطاقة والصحة والنقل وغير ذلك. وأشار الموقع الإسرائيلى أيضًا، إلى وجود احتمال بأن إيران لا تعمل فقط على تطوير أدوات الهجوم الإلكترونى، ولكنها ستتعاون الفترة القادمة لتنمية تلك القدرات مع كل من الصين وكوريا الشمالية، بل إنها ستشارك على الأقل بعض قدراتها الإلكترونية مع المنظمات التى تعمل بالوكالة فى هذا المجال، مثل حزب الله وحماس والحوثيين فى اليمن. لذلك ستستمر قدرات الهجوم السيبرانى لكلا الجانبين فى التطور والتقدم بشكل كبير ومنتظم، وشهد العام الحالى 2020 تطورًا فى الهجمات السيبرانية بين الجانبين، فكان أول هجوم سيبرانى قامت به إيران ضد إسرائيل وبشكل علنى فى يوم ٢٤ أبريل الماضى، حيث هاجمت البنية التحتية للصرف الصحى والمياه فى إسرائيل، ونتج عن الهجوم شل نظام المياه وربما الإضرار بالمواطنين عن طريق تغيير توازن المواد الكيميائية فى الماء، مثل الإفراط فى خلط الكلور. ويُنظر إلى هذا الهجوم الآن فى إسرائيل على أنه نقطة تحول فى الحرب الإلكترونية بين البلدين، وعلى الرغم من أن الهجوم لم يتسبب فى أضرار كبيرة لإسرائيل، إلا أنه كان بالنسبة لإسرائيل تجاوزًا للخط الأحمر، حيث أشار الهجوم على البنية التحتية للمياه إلى أن إيران تعتبر استخدام الأسلحة السيبرانية ضد السكان المدنيين ممارسة مشروعة، وبالتالى يمكن اعتبارها عملاً حربيًا. لم تنتظر إسرائيل كثيرًا للرد على الهجوم الإيرانى عليها، ففى ٩ مايو الماضى كان رد إسرائيل الفورى من خلال هجوم تم من خلاله إغلاق نظام كمبيوتر ينظم حركة السفن والبضائع فى ميناء الشهيد رجائى الرئيسى فى مدينة بندر عباس الإيرانية، وأدى الإغلاق إلى شل حركة الميناء لعدة أيام وإلحاق أضرار اقتصادية وخيمة كانت بمثابة ضربة موجعة لإيران وسببا فى اهتزاز صورتها بين دول الشرق الأوسط. ونسبت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية – آنذاك – الهجوم إلى إسرائيل، وأكدت أنه لم يكن هجومًا متكافئًا مع ما فعلته إيران من قبل، حيث تسبب فى ضرر أكبر بكثير، وكان هذا يهدف إلى إظهار التفوق الأمنى والتكنولوجى على إيران وردعها عن تنفيذ المزيد من الهجمات بهذا الأسلوب. بعد ذلك، بدأت سلسلة من الحوادث والتفجيرات غير العادية فى مراكز مختلفة فى إيران، بما فى ذلك المصانع ومنشآت الأسلحة والقواعد العسكرية، من بينها انفجار عنيف وقع فى 26 يونيو الماضى، فى منطقة يُزعم أنها أجريت فيها تجارب على أنظمة أسلحة مرتبطة بالمشروع النووى الإيرانى، بالقرب من موقع لإنتاج الصواريخ، وأدى الانفجار أيضًا إلى انقطاع التيار الكهربائى فى بلدة شيراز. وبعد الحادث بأربعة أيام فقط، وقع انفجار آخر فى منشأة لإنتاج الصواريخ فى منطقة تستخدم على ما يبدو كموقع للذخيرة، حيث يتم إنتاج الوقود لمجموعة صواريخ الحرس الثورى، حينها أيضًا، نفت إسرائيل أى صلة لها بالحادثة. كما وقع فى 2 يوليو الماضى، انفجار فى منشأة لتخصيب اليورانيوم كانت تحتوى على أجهزة طرد مركزى متطورة، وقدرت مصادر فى الغرب أن الانفجار نتج عن هجوم إلكترونى إسرائيلى وأنه قد يؤدى إلى تأخير أشهر بل سنوات فى البرنامج النووى الإيرانى. وعندما سأل وزير الدفاع الإسرائيلى «بن جانتس» عن الهجوم، قال: «ليس كل حدث يحدث فى إيران مرتبطًا بنا بالضرورة .. فكل هذه الأنظمة معقدة ولست متأكدًا من أنهم يعرفون دائمًا كيفية صيانتها». وأضاف: «نعمل على كل الجبهات لتقليل احتمالية أن تصبح إيران دولة نووية وسنواصل القيام بذلك لحماية أمننا»، وهكذا لم تشمل  التصريحات إنكارًا صريحًا لتورط إسرائيل فى الحادث. وإلى جانب الانفجارات الغامضة فى مناطق تتعلق بالمنشآت الأمنية الإيرانية، شهدت إيران حوادث مختلفة من الانفجارات وانقطاع التيار الكهربائى فى مناطق مختلفة من البلاد. ومن خلال رد إسرائيل على الأحداث الأخيرة فى إيران، يمكن الاستنتاج أنها تميل إلى عدم الرد على أى محاولة تنسب إليها هجومًا إلكترونيًا ضد البرنامج النووى الإيرانى أو المواقع الأمنية فى إيران، وأنها عادة ما تحافظ على الغموض حول هذه القضية. ومن ناحية أخرى، عندما يتعلق الأمر بإلحاق الضرر بالبنية التحتية المدنية لها، يبدو أن إسرائيل تعمل وفق مبدأ «العين بالعين»، وتوضيح أنه إذا قصفت إيران بنيتها التحتية المدنية أولاً، فسيكون الجزاء من جنس العمل. وكما جاء فى موقع جلوباس الإسرائيلى، فإن القفزة المفاجئة التى حدثت هذا العام للقدرات الإيرانية السيبرانية تنبع من التدريب الصينى. على الناحية الأخرى، هناك جهود كبيرة تبذلها كل من إسرائيل والولايات المتحدة فى هذه الحرب السيبرانية للحد من محاولات الصين لتوثيق علاقاتها بروسيا وإيران وسوريا فى نقاط استراتيجية واحدة تنسب لها فى المنطقة (بموجب خطة التوسع العالمى للصين التى تسمى «طريق الحرير» أو «الحزام الواحد»).
أضف تعليق

تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2