يأكلون مع الذئب..ويبكون مع الراعي، ذاك حال البلدان المدبّرة للإرهاب و طواغيته، دول وكيانات تدفع الغث والنفيس غاية إغتيال الطفلة "ماجي مؤمن" أصغر شهداء البطرسية، و راعي الأغنام التونسي "عقبة ذيبي" في خاتمة مجازر جبال منطقة حاسي لفريد. حقاً..الإرهاب لا دين له ولا أوطان، لكن له مآرب أخرى؛ لوجستية كانت أو سياسية و إقتصادية، بغية تهزيل و إضعاف الدولة المستهدفة عسكرياً و إخفاق إنماءها.. كل هذه المخططات تتعرض لها الدول بنسب متفاوتة، أخرها دولة تونس المقدّر سكانها بـ11 مليون نسمة فقط لا غير، لكن موقعها الجعرافي في شمال أفريقيا ويحدها شمالاً وشرقاً البحر المتوسط، و في الجنوب الشرقي لحدودها تقع ليبيا، ومن غربها دولة الجزائر، كل ذلك شَرع منها في مخيلة الإرهابيين مرمى النظر. فقد طالعتنا الصحف التونسية في الأيام الدابرة، ذبح راعي الأغنام " عقبة ذيبي" و سبقه نحر الأخوين راعيي الأغنام خليفة ومبروك السلطاني، تلك الحدود المحاذية لجبال القصرين الجزائرية يعتصم بها منذ 9 أعوام، جماعات إرهابية من تنظيم عقبة بن نافع التابع لتنظيم القاعدة، وخلايا جند الخلافة التابعة لتنظيم داعش. فبأي ذنب ذُبح ذاك الذي يرعى الغنم في سفح الجبال!!..أكأبتني الحادثة، مِن أي شئ خُلق ذاك القادر على ذبح أو تفجير إنساناً؟! هل يشعر بتأوُهه وأنينه؟.. و فيما يتدبر الذبيح.. أتشغله آلامه الآنية أم وجع فراق الأحبّه..ومن سيرعاهم؟!..يقيناً كل ذلك إجتاحهم.. لكن هل باغتت ذات التساؤلات ذهن الرئيس التونسي قيس بن سعيد المدعوم من جماعة النهضة الإخوانية؟!، وإذا كان.. فلما لم يصنفها جماعة إرهابية؟!..إذن لم تداهمه. وكأن شهر ديسمبر هو موسم الإرهاب، فقد ذكرني ذبح الراعي المسلم قبل أيام، بفجيعة قتل مصليين ظهر الجمعة بمسجد الروضة في شمال سيناء، قبل 3 سنوات، و استشهد من الأبرياء 305.. كبدهم 27 طفلا.. وأيضا نكبة تفجير مصليين البطرسية يوم الأحد 11 ديسمبر قبل 4 سنوات و كان من بينهم سِدرة المُنتهى الطفلة "ماجي مؤمن".. و اختزل الشاعر حين قال: ليس للإرهاب دين أو كتاب.. هو فيما بان لي شِرعة غاب..وله أتباع في تفكيرهم.. كل شئ ممكن إلا الصواب..مَن مضى في نهجهم أو فعلهم.. خاسر ما حظه إلا السراب..أي فكر هو هذا فكرهم.. غير قتل النفس من غير احتساب.