دارالمعارف _ هبة محمد
بعد مخــاض عسيـر دخلــت
اليمن مرحلة جديدة مع تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة د. معين عبد الملك والتى جاءت تنفيذا لـ «اتفاق الرياض» الذي رعته السعودية فى 5 نوفمبر 2019 وحرصت على تنفيذ شقيه السياسي والعسكري من خلال ترميم كافة الخلافات بين كل الأطراف وذلك لمواجهة كافة التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية الراهنة.
وفى إطار الترحيب العربي والدولي بالحكومة اليمنية والإشادة بجهود السعودية، قال أحمد أبو الغيط، الأمين العام للجامعة العربية إن تشكيل الحكومة اليمنية الجديدة تمثل خطوة مهمة نحو تحقيق الحل الشامل للأزمة اليمنية. معربا عن تقديره للجهود السعودية المتواصلة لجلب الأطراف إلى طاولة المفاوضات، ولكافة الجهود العربية والدولية المخلصة التي تسعى لردم الفجوة بين مواقف الأطراف اليمنية المختلفة.
وأكد أبو الغيط على أهمية البناء على هذه الخطوة، والعمل بصورة حثيثة ومتواصلة على إنهاء الصراع المسلح وتسوية الأزمة، وتغليب مصلحة الشعب اليمني.
فيما أعرب السفير أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، عن ترحيب مصر بما تم الإعلان عنه من تشكيل حكومة كفاءات سياسية يمنية تنفيذًا لبنود اتفاق الرياض، وذلك فى أعقاب الانتهاء من ترتيبات الشق العسكري منه، وبما يُمثله ذلك من خطوة مهمة فى سبيل التوصل لتسوية سياسية شاملة للأزمة اليمنية.
وثمّن المتحدث باسم وزارة الخارجية جهود
السعودية فى رعاية تنفيذ اتفاق الرياض ومواصلة دعم جهود الحل السياسي للأزمة اليمنية، كما أشاد بحرص الأطراف اليمنية، مُمثلة فى الحكومة اليمنية الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي، علـــــــى إعلاء مصلحة اليمــــــن وتحقيــق تطلعات شعبه الشقيق نحو إنهاء الأزمة الممتـــــدة فى البلاد سعيًا لاستعادة الأمن والاستقرار وتحقيق التنمية المنشودة.
كما اعتبر المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن جريفيث، إن تشكيل الحكومة اليمنية خطوة محورية نحو حل سياسي دائم للصراع. مرحبا بالتطورات الإيجابية فى تنفيذ اتفاق الرياض بما فى ذلك تشكيل الحكومة الجديدة.
وأكد العميد الركن ثابت حسين صالح، الباحث اليمنى والمحلل السياسي والعسكري أن التحديات الماثلة أمام الحكومة الجديدة كبيرة جدا، منها ما هو عاجل مثل توفير المرتبات لموظفى الدولة والخدمات الضرورية الأساسية وإنقاذ العملة المحلية ومعالجة مشكلة الارتفاع الجنوني لأسعار المواد الغذائية وإعادة السيطرة على الموارد المحلية والمساعدات الخارجية ومكافحة الفساد والإرهاب والفوضى.
ولفت إلى أن زيارة خمسة من وزراء الحكومة الجديدة لمصر بعد تأدية اليمين الدستورية أمام الرئيس عبدربه منصور هادي للتأكيد على أهمية دور الدبلوماسية المصرية فى حل الأزمة اليمنية وتوطيد سبل التعاون المشترك بين البلدين فى كافة المجالات .
واعتبر أن تشكيل الحكومة الجديدة وفقا لاتفاق الرياض الموقع فى 5 نوفمبر 2019 بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة اليمنية من شأنه أن يساهم فى إعادة الاستقرار للجنوب وتوحيد الجهود للحرب لتحرير الشمال من الحوثيين واستعادة الشرعية فى صنعاء.
ومن جهته أكد د. نجيب إبراهيم سليمان، المحلل السياسي اليمنى أن تشكيل الحكومة اليمنية جاء بعد مخاض عسير خاصة انه لم يكن من السهل التوصل إلى هذا الإنجاز المثمر دون الجهود التي بذلتها الشرعية والمجلس الانتقالى الجنوبى التفاوضى تحت رعاية القيادة السعودية والتى بذلت جهود مضنية من أجل إنهاء كافة الخلافات بين الأطراف اليمنية وذلك على مدار الأشهر الماضية وصولا إلى فصل القوات فى أبين وإعادة نشرها وانتهاء بإعلان الحكومة، وهو الأمر الذي يعترف به القادة اليمنيون.
ويرى أن الجنوب المحرر هو كل المساحة الجغرافية التي يقف عليها التحالف بينما الشمال يحدث فيه تمددا للحوثي وكل ذلك يعود إلى اختطاف القرار من قبل عناصر الإخوان الذي وجهوا الإمكانيات العسكرية الحربية إلى الجنوب المحرر وتركوا مجال أوسع للسيطرة الحوثية فى الشمال، معتبرا أن إعلان الحكومة شكل ضربة قاصمة لاحتكار القرار السياسي والعسكري لإخوان اليمن ولأطراف التدخلات لتأجيج الوضع من قبل تركيا وقطر وإيران.