إبراهيم رضوان يكتب: على شاطئ الدمام

غير مصنف1-1-2021 | 13:34

بعيدا عن كورونا، وما تشيعه من جو إكتئابي، فقد قضيت سنوات طويلة في جريدة اليوم السعودية على ساحل مدينة الدمام، وهناك مر شبابي كله ، وهناك تعلمت كل شئ عن المهنة، تشبعت منها، وهناك أكتشفني رئيس تحرير نابه إسمه محمد الوعيل قال لي "أنت شيطان الصحافة"، وبرغم الراتب القليل إلا إنني كنت أعمل ليل نهار بحب، ولم أبخل عن أحد بمعلومة، صحيح أن الذين ساعدتهم لم يعودوا يسألون عني ولكنها سنة الحياة، ولكني راضي بما فعلته حتى إنني ساهمت برفع سقف الحرية في هذه الصحيفة بما كنت أفعله وتحريضي للشباب السعوديين على إقتحام مناطق جديدة في الخبر وكتابته.

مر بي ناس كثيرون، عتيق الخماس نائب رئيس التحرير الرجل الطيب ، عبد الروءف الغزال ،سجدي الروقي، وأخص بالذكر حسين العوامي أجدع وأول شيعي تعرفت عليه ، وعبد العزيز البدر أول رئيس لي بقسم المحليات ومازلنا أصدقاء حتى اللحظة.

من هؤلاء الذين لا يمكن أن أنساهم الزميل العزيز أحمد العبكي، صديقي ومديري في الطبعة الثانية، ثلاث سنوات قضيناها سويا في الطبعة الثانية قبل أن أقرر العودة نهائيا، كنت أنتظر قدومه يوميا مثل الطفل الذي ينتظر قدوم أمه وقت الخروج من المدرسة، إبداعنا كان يتفجر في الطبعة الثانية وإكتشاف أخطاء الطبعة الأولى وتصحيحها، كان إنسانيا لأبعد حد، الجدعنة عنده لا تعرف زمان ولا مكان ولا لون، كان صاحب مروءة عالية، وحس صحفي لا يباري، ومع أنه كان من ذي الأوزان الثقيله إلا أنه كان أخف دم، وإبن نكته.

لم أسمعه يوما يذم في زميل، أو يحفر لسقوط زميل، كان صحافيا من الطراز الأول، كان دوما يفاجئني بساندوتشات الكباب، كم أفتقدك الآن يا صديقي وأفتقد العمل معك.

صديقي الصحفي النابه أحمد العبكي للأسف جريدة اليوم تخلت عنه، تخلت عن هذه الموهبة المتفجرة، وبدلا من ترقيته يتم الإستغناء عنه، يبدو أن الطيبين لا يوجد لهم مكان في هذا العالم، بينما يتم الإبقاء على أنصاف ومعدومي المواهب.. ولأن العبكي موهوب فقد خطفته صحيفة الإقتصادية، وسيخطفه أي عمل آخر بما يملكه من مواهب لا تتوافر عند الكثيرين.

ندعو الله أن تمر جائحة كورونا بسلام حيث توقفت كثير من الأنشطة، وتقلصت الوظائف في بلدان كثيرة.. ولكنه عام جديد والخير قادم إنشاء الله.

    أضف تعليق

    تسوق مع جوميا

    الاكثر قراءة

    إعلان آراك 2