مهمتهم تجنيد «الذئاب المنفردة» وتنفيذ مرحلة القتل المباشر.. سماسرة داعش في قلب القاهرة

مهمتهم تجنيد «الذئاب المنفردة» وتنفيذ مرحلة القتل المباشر.. سماسرة داعش في قلب القاهرةمهمتهم تجنيد «الذئاب المنفردة» وتنفيذ مرحلة القتل المباشر.. سماسرة داعش في قلب القاهرة

* عاجل16-8-2017 | 14:38

كتب: عمرو فاروق

عمليات استقطاب وتجنيد العناصر الجديدة فى صفوف التنظيمات التكفيرية، هى أخطر التحركات التى تواجه الأجهزة الأمنية، إذ إنها تمثل الدعم الإستراتيجى واللوجيستي، لتلك التنظيمات، وقبلة الحياة لاستمرارها لأطول فترة ممكنة، فعلى مدار الأيام الماضية كشفت أجهزة الأمن عن قيام مجموعة من الكوادر الإرهابية، بإعداد معسكر تنظيمى لاستقبال العناصر المستقطبة حديثا لصفوفهم بصحراء الإسماعيلية، وإخضاعهم لبرامج إعداد بدنى وتدريب عسكرى على استخدام الأسلحة النارية مختلفة الأنواع، وتصنيع العبوات المتفجرة، وإصقالهم بدورات لتأهيل العناصر الانتحارية، تمهيدا للدفع بهم لمواصلة نشاطهم العدائى بصفوف التنظيم.

معسكرات استقبال

بناء على معلومات أكدتها بعض المصادر، فإن"داعش" شرع فى تأسيس عدة معسكرات لاستقبال هذه العناصر الشبابية الجديدة، ومن هم فى مرحلة عمرية صغيرة، عن طريق الوسطاء أو السماسرة الذين يتقاضون مبالغ مالية كبيرة جراء تجنيد هذه العناصر، وانتقائهم بعناية شديدة من قلب التيارات السلفية، وبقايا حركة "حازمون" التى أسسها حازم صلاح أبو إسماعيل فى ظل حكم جماعة الإخوان وقبل سقوطهم فى 30 يونيو2013، ومن خلال شبكة الإنترنت، ومواقع التواصل الاجتماعي، بهدف إخضاعهم لعمليات تدريب ممنهج ومنظم على أيدى عناصر محترفة وليس مجموعة هواة.

وأشارت المصادر إلى أن السماسرة الإرهابيين المتجولين حالياً، تمكنوا من استقطاب عناصر فى بداية مرحلة الشباب، متأسين بما حدث فى تسعينيات القرن الماضي، من تمكن الجماعة الإسلامية وتنظيمات الجهاد من استقطاب العناصر الشبابية، الذين لم يتخطوا العشرين عاماً لسهولة التأثير على أفكارهم وصبغهم بالفكرة الداعشية، دون الدخول فى حالة السجال أو الاعتراض لعدم قدرتهم على التمييز بين حقائق الأمور، أو تعمقهم فى الفكرة الإسلامية بشكل عام.

أسماء حركية

ويستخدم سماسرة الإرهاب، أسماء حركية، للهروب من تعقب الأجهزة الأمنية، ووفقا للمعلومات، فإن هؤلاء السماسرة أو وكلاءهم، يتمتعون بصفات معينة، من القدرة على التأثير والإقناع، وامتلاك لغة عربية سليمة، والاعتماد على خطاب دينى يختلف عن الخطاب الرسمى الذى تقدمه الدولة عبر الأزهر والأوقاف، أو الخطاب الذى تقدمه الجماعات الإسلامية، والتركيز على مفاهيم تتمحور حول القتل والاغتيال وهدم المؤسسات.

استقطاب الأطفال

وتعتبر فكرة التجنيد المبكر مستمدة فى الأساس من فكر جماعة الإخوان، حول استقطاب الأطفال، وتشكيل لجان خاصة لتجنيد من هم فى المرحلة الثانوية والإعدادية من التعليم الأساسى النظامي، وهى المرحلة التى تطلق عليها مرحلة ما قبل العام الجامعي، إضافة إلى اللجان الخاصة باستقطاب طلاب الجامعات.

كما أن خلايا التنظيم الإرهابى داخل القاهرة، بدأت فى تطوير الفكرة، معتمدة فى منهجها على فكرة مشروع "أشبال الخلافة"، الذى أسسه داعش فى سوريا والعراق، لخلق كوادر شبابية يمكن التأثير عليها، ويسهل استخدامها وفق نظرية "الذئاب المنفردة"، التى لاترتبط بتنظيم وخلاياه العنقودية، لكنها تنفذ أجندة التنظيم بدقة نظراً لسهولة استقبالهم للتعليمات، وانبهارهم بفكرة الجهاد والاستشهاد.

السماسرة

وأن انتشار ظاهرة "السماسرة الدواعش"، كان سبباً رئيسياً فى تزكية الشباب وتهريبهم إلى سوريا والعراق وليبيا، وإلحاقهم بمعسكرات التدريب، وتأهيلهم على التعامل مع السلاح والمتفجرات، الأمر الذى يفتح الباب لمعرفة طريقة تجنيد واستقطاب العناصر الجديدة، وهو ما كشفته مصادر خاصة، من أن تنظيم بيت المقدس، لديه داخل القاهرة، مجموعة من "السماسرة" المتجولين بين التيارات الإسلامية المتعددة، لاسيما أنصار التيار السلفي، والجماعة الإسلامية، وتنحصر وظيفتهم فى استقطاب وتجنيد الأشخاص والعناصر الجديدة، نظراً لامتلاكهم العقلية الإقناعية والقدرة فى التأثير على أفكار وعقول الأشخاص وفقاً للرؤية الجهادية الداعشية.

وصرحت مصادر أمنية، بأن الأجهزة الأمنية فى القاهرة، اتبعت نظرية جديدة في ملاحقة العناصرالتكفيرية، أطلقت عليها مسمى "صاعق الذباب"، وهى عملية يتم من خلالها كشف العناصر التى تلعب دور الوسطاء، أو الوكلاء في مراحل التجنيد والاستقطاب، بحيث يتم استهداف الخلية بأكملها من خلاله، ومعرفة الشبكة التي يتعامل معها داخل مصر وخارجها.

وثيقة التجنيد

وأفادت المصادر أن الخلايا الإرهابية داخل القاهرة، تعتمد بشكل مباشر في طريقة تجنيد وصناعة عناصرها على وثيقة "الذئاب المنفردة جند الله الأخفياء الأنقياء"، ووثيقة "أروع اللفتات في فنون الاغتيالات"، وتدخل الوثيقتان في إستراتيجية التدريب والتجهيز العسكري للتنظيمات الجهادية، لكسب أفراد، ومحاولة ادخال مصر في مرحلة شوكة النكاية والإنهاك، وفقا لمباديء كتاب "إدارة التوحش"، والذي يعتبر دستور "داعش"، في القتل والإجرام.

كما أن الوثيقتين تمثلان المرحلة الثانية في العمل الجهادي، حيث تخاطب معتنقي الفكر الجهادي سواء كانوا تنظيميين أم غير تنظيميين، ويسبقها نشر الفكر الجهادي والمقولات الجهادية بين الشباب وطوائف الشعب، لكسب أتباع ينفّذون تلك التعليمات سواء كان بطريقة لا مركزية فردية أم بطريقة مركزية، وأن خطورة تلك الوثيقة تأتى من انتشارها بالفعل بين معتنقي الفكر الجهادي.

واعتمدت الوثيقة الجهادية في صياغتها لصناعة "الذئاب المنفردة" على التأثير في أفكار عناصر الخلايا وفق أسلوب مستوح من الفكرة الجهادية القديمة وهى "مؤمن آل فرعون"، فتقوم بتنفيذ عملية واحدة وتختفى، ويكون العمل فردياً، وغالباً ما يكون فردا واحدا يمثل الخلية، أو عددا لا يزيد على خمسة لا يُعرفون بأسماء صحيحة، ويتعاملون بأسماء حركية، وإذا ما نفذوا عملياتهم جمدوا وسكنوا كما كانوا من قبل.

أضف تعليق

تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2