قنا – محمد فتحي
لم تكد مدينة فرشوط الواقعة شمال قنا والتي تُعد العاصمة التجارية لها أن تلتقط أنفسها عقب إجراء المصالحة الثأرية بين عائلتي " السحالوة والمخالفة " والتي استمرت علي مدار أعوام وراح ضحيتها 12 شخصا وأصيب أخرون من طرفي الخصومة، حتى استيقظ أهالي فرشوط علي أصوات طلقات الرصاص على أثر اندلاع اشتباكات مُسلحة بين عائلتي "الغلالبة وأبو دراع " لتبدأ حلقة جديدة من مسلسل نزيف الدم في قنا.
الاشتباكات المُسلحة بين " الغلالبة وأبو دراع " والتي اندلعت الجمعة الماضي 11 أغسطس الجاري خلفت قتيلين موظف وعامل من خارج العائلين وأصابت شاب وطفلة.
تحدث "أهالي فرشوط " لـ" دار المعارف " وأوضحوا أن تجدد الخلافات الثأرية في مدينتهم يوقف الحياة التجارية بها، والتي كانت قد بدأت تتحرك قليلا، ومع تجدد الخلافات تتوقف الحركة التجارية في فرشوط بل والحياة بأثرها نظرا لترصد أطراف الخصومات الثأرية ببعضهم البعض، والخوف كل الخوف من اتساع نطاق تلك الخلافات ودخول أطراف أخري بها خاصة بعد تحول مدينة فرشوط إلي ساحة للمشاجرات المُسلحة بين الحين والآخر وهو ما قد يودي بحياة أبرياء لا طائل لهم من تجدد تلك المشاجرات سوي فقد حياتهم وإزهاق أرواحهم .
ويُضيف " أحمد منصور " أحد أبناء فرشوط حركة البيع والشراء توقفت تماما وتوقف توافد المواطنين من المراكز المجاورة للبيع والشراء علي إثر تجدد الاشتباكات بين " الغلالبة و أبو دراع " مطالبا بضرورة إيجاد حلول لوقف تلك الخلافات من خلال تدخل العقلاء وكبار العائلات بمركز فرشوط والمراكز المجاورمتسائلا : أين دور العُمد وأعضاء مجلس النواب ولجنة المصالحات الثأرية لحل تلك الأزمة ؟ خاصة مع اقتراب العام الدراسي الجديد .
وجدير بالذكر أن قرية "كوم هتيم"، التابعة لمركز "أبو تشت" بمحافظة قنا، شهدت خلال الأيام القليلة الماضية، تجدد لأعمال الثأر بين عائلتى "الطوايل" و"الغنايم"، وتجاوز الضحايا منذ اندلاع الثأر بين العائلتين إلى 14 قتيلًا (6 من الطوايل و8 من الغنايم)، سقط منهم 7 قتلى في يوم واحد، ومازال مسلسل الثأر ينتصر حلقات أخرى يراق فيها الدم على مذبح الجهل والعصبيات .
وفى تصريحات إعلامية علق د. سيد عوض، رئيس قسم الاجتماع بجامعة جنوب الوادي، قائلا إن القانون قد يكون السبب وراء زيادة حالات الخلافات الثأرية بين العائلات في الصعيد.
وأضاف عوض، خلال مداخلة هاتفية في برنامج «مساء دي إم سي»، مع الإعلامية إيمان الحصري، أن القانون الذي تسير عليه الدولة يختلف تمامًا عن العادات والتقاليد في محافظات وقرى الصعيد، مؤكدًا أنه يجب أن يخضع القانون للعادات والتقاليد مثل الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أن كل ولاية لها قانون بعينه.