دار المعارف
أكد أسامة المجدوب، سفير مصر لدى الصين، أن العلاقات المصرية الصينية مرشحة دائما لمزيد من التطور على المستوى الثنائى أو فى مختلف المحافل الدولية، مشيرا إلى أن دعوة الرئيس الصينى شى جين بينغ، للرئيس السيسى للمشاركة فى قمة البريكس، تعكس متانة العلاقات.
ووصف المجدوب، فى تصريحات صحفية، اليوم الجمعة، العلاقات المصرية الصينية بأنها علاقات قديمة وممتدة وراسخة، مشيرا إلى انها شهدت مؤخرا تطورا هائلا بعد رفعها فى عام 2014 لمستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة.
وألقى السفير الضوء على آخر الاستعدادات الخاصة بالزيارة المنتظرة التى سيقوم بها الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى الصين فى مطلع الشهر المقبل، للمشاركة فى فعاليات الحوار الاستراتيجى حول تنمية الأسواق الناشئة والدول النامية، الذى سيقام على المستوى الرئاسى على هامش قمة مجموعة "البريكس" التى تضم 5 دول ذات الاقتصاديات الأسرع نموا فى العالم وهى "الهند والبرازيل والصين وروسيا، وجنوب إفريقيا"، وتستضيفها الصين فى مدينة شيامن، إلى جانب الترتيبات الجارية لمشاركة مصر فى فعاليات الدورة الثالثة لـ "معرض الصين- الدول العربية" فى الفترة من 6 الى 9 سبتمبر فى مدينة ينتشوان فى منطقة نينغشيا ذاتية الحكم، الذى ستشارك فيه كضيف شرف.
وقال المجدوب إن السفارة فى بكين تنسق منذ فترة مع جميع الجهات المعنية فى الصين ومصر للترتيب والإعداد الجيد لمشاركة الرئيس فى حوار "البريكس" مع الدول النامية والاقتصاديات الناشئة على مستوى القمة، سواء من حيث الترتيبات الإجرائية او الموضوعية للمشاركة فى هذا الحدث المهم.
وأشار السفير إلى أن مصر تشارك فى معرض الصين - الدول العربية فى دورته الثالثة كضيف شرف، حيث تعتبر بكين هذا المعرض أيقونة التعاون الصينى- العربى، وفى القلب منه مصر.
وأوضح أنه تم تشكيل لجنة وطنية فى مصر من الوزارات والهيئات ذات الصلة كافة، لوضع ترتيبات المشاركة المصرية التجارية والثقافية والسياحية، كما شكلت السفارة لجنة متابعة مصغرة تضم ايضا المكاتب الفنية التابعة للسفارة، التجارى والسياحى والثقافى والاعلامى، مشيرا الى أن المعروضات المصرية وصلت بالفعل الى موقع المعرض.
وردا على سؤال بشأن ما إذا كان سيتم توقيع اتفاقيات بين البلدين خلال هذين الحدثين المهمين، قال السفير أسامة المجدوب: "لا بد لأى اتفاقية يتم توقيعها أن تمر بمراحل فنية وإجرائية عديدة قبل ان تطرح للتوقيع، ونحن نتابع مع مختلف الوزارات فى مصر لاتخاذ الترتيبات اللازمة فى حالة وجود اتفاقيات جاهزة للتوقيع".
وأشار إلى أنه سبق بالفعل توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين عبر السنوات القليلة الماضية، ويقاس حجم العلاقات ليس بكم ما تم توقيعه من اتفاقيات بل الأهم هو معدل التنفيذ، والدولة المصرية بكافة مؤسساتها تولى اهتماما كبيرا لتذليل كافة العقبات وخلق البيئة الاقتصادية والسياسية المواتية التى تسهم فى زيادة معدلات تنفيذ ما يتم إبرامه من اتفاقات.
وتناول السفير فى حديثه علاقة التعاون والشراكة التى تربط بين مصر والصين، قائلا إن الصين حققت طفرة صناعية وتكنولوجية هائلة تطرح فرصا غير محدودة للتوسع فى مجالات التعاون، وهناك بالفعل تعاون فى مجال السكك الحديدية وقد تم منذ ايّام توقيع عقد القطار الكهربائى "السلام - العاصمة الإدارية - العاشر" مع شركة افيك الصينية باستثمارات 1.2 مليار دولار امريكى على امتداد 66 كم تضم 11 محطة، وهناك تعاون متواصل فى مجالات التكنولوجيا سواء فى مجال الاتصالات او المعدات الطبية او صناعة السيارات والعديد من المجالات الاخرى. مضيفا :"لا أبالغ فى القول ان المجالات الممكنة للتعاون بين مصر والصين لا حدود لها".
وحول الدور المطلوب من الصين بالنسبة لقضايا الشرق الأوسط ، أشار السفير المجدوب الى أنه منذ تبوء الرئيس شى سدة الحكم تبنى مقاربة استراتيجية تقوم على الانخراط الإيجابى فى القضايا الدولية الشائكة، ومحاولة توظيف ثقل الصين الاقتصادى للمساهمة فى حل النزاعات سلميا.
ولفت المجدوب النظر الى المبادرة ذات الأربع نقاط التى طرحها الرئيس الصينى للتسوية السياسية للصراع الفلسطينى الاسرائيلى، والتى تم إطلاع الرئيس الفلسطينى محمود عباس على تفاصيلها أثناء زيارته للصين منذ أسابيع قليلة، حيث تدعو إلى تعزيز حل الدولتين على أساس حدود 1967 مع القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطينية جديدة، ودعم مفهوم "الأمن المشترك والشامل والتعاونى والمستدام" الذى ينهى فورا بناء المستوطنات الإسرائيلية، ويتخذ تدابير فورية لمنع العنف ضد المدنيين، ويدعو إلى الاستئناف المبكر لمحادثات السلام، وتنسيق الجهود الدولية لوضع "تدابير لتعزيز السلام تستتبع مشاركة مشتركة فى وقت مبكر"، وأخيرا تعزيز السلام من خلال التنمية والتعاون بين الفلسطينيين وإسرائيل.
وقال إن طرح الصين للمبادرة هو تطور يمثل نقلة نوعية هائلة فى رؤية الصين لمكانتها فى العالم ليس فقط كعملاق اقتصادى، ولكن كقوة دولية كبرى تتحمل المسؤولية.