خبراء فى السياسة والاقتصاد يجيبون: إلى أين يتجه العالم بعد كورونا؟

خبراء فى السياسة والاقتصاد يجيبون: إلى أين يتجه العالم بعد كورونا؟خبراء فى السياسة والاقتصاد يجيبون: إلى أين يتجه العالم بعد كورونا؟

غير مصنف7-1-2021 | 15:04

مدير معهد "بروكينجز": لن ينقذنا سوى العلم وسيكون التعافى النهائى بدون "قيادة" آن مارى سلوتر: الوباء حقق بالفعل الفصل الدراماتيكى بين اقتصاد الأغنياء والفقراء محبوبانى: الكفاءة تنتقل الآن من الغرب "المتراخى" إلى الشرق "الأكثر يقظة" شيفشنكر: الأداء السيئ للمنظمات جعل العالم أقل قابلية لمواجهة المستقبل دار  المعارف - روضة فؤاد بعد مرور عام على ظهور فيروس كورونا الذى أعاد تشكيل العلاقات بين دول العالم، وحصد حياة قرابة مليونى شخص وأصاب عشرات الملايين، وعطل أعتى الاقتصادات، وغيّر نتائج الانتخابات في العديد من الدول الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة، هل يمكن تصور العالم فى مرحلة ما بعد كورونا؟ ومع تسابق كبرى الشركات والدول على تصنيع أفضل اللقاحات، وبدء عملية التلقيح بالفعل فى العديد من دول العالم، يبدو التساؤل أكثر جدوى فى هذا التوقيت، وقد قام العديد من الخبراء المتخصصين فى المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية بتقديم الإجابة لمجلة "فوريس بوليسى" الأمريكية، وكان السؤال الذى وجهته المجلة إليهم: ما هى توقعاتك لشكل العالم بعد انتهاء الوباء؟ حان الوقت للبحث عن قيادة: "جون الين" مدير معهد "بروكينجز" الأمريكى للبحث، قال إن فئة قليلة من العالم ستخرج فائزة من هذه الأزمة الصحية العالمية، ليس لأن المرض كان خارج السيطرة، ولكن لأن معظم الدول فشلت فى ممارسة القيادة والانضباط الذاتى حتى يتم التوصل إلى لقاحات، مضيفًا أن الوباء كشف نقاط ضعف النظام الدولى، مثل سوء تجهيز أنظمة الصحة العالمية، وللأسف، بدلًا من أن تقوم الدول ببناء تحالف عالمى متجدد لمكافحة هذا الوباء، اعتمدت كثير من الدول على سياسات انعزالية فى مواجهته، وكانت الولايات المتحدة الأمريكية أوضح مثال لذلك. ويرى الخبير الأمريكى أنه فى النهاية سوف ينقذنا العلم، ولكن لن يكون هناك أمل فى اتخاذ إجراءات منسقة ضد الوباء، وسيكون التعافى النهائى بدون قيادة. بذور الثورة: قالت "آن مارى سلوتر" الرئيسة التنفيذية لمركز أبحاث "أمريكا الجديدة" والمحللة السياسية، إن الوباء أظهر أن الولايات المتحدة ليست لاعبًا لا غنى عنه فى الشئون العالمية، خاصة بعد انسحاب إدارة ترامب من منظمة الصحة العالمية، ورفضها الانضمام إلى تحالف "كوفاكس" الذى يضم 172 دولة لتوزيع اللقاحات. وفى نفس الوقت، أثبتت المنظمات والجامعات والشركات الأمريكية المدنية أنها لا غنى عنها فى النظام العالمى، فعلى سبيل المثال، ساعدت مؤسسة "بيل وميليندا جيتس" فى تحالف توزيع اللقاحات. وأشارت سلوتر إلى أن الوباء حقق بالفعل الفصل الدراماتيكى بين اقتصاد الأغنياء والفقراء، ففى الوقت الذى تسبب فيه فيروس كورونا فى كارثة على أصحاب الأجور المنخفضة والشركات الصغيرة، ارتفعت أصول وثروات الأغنياء، وهذه الفجوات تزرع بذور الثورة. العصر الآسيوى: بدأ "كيشور محبوبانى" زميل معهد أبحاث آسيا بجامعة سنغافورة الوطنية حديثه بالقول "الأرقام لا تكذب"، فأرقام الإصابات والوفيات فى آسيا أقل بكثير مقارنة بأوروبا والولايات المتحدة، مضيفًا "يمكننا أن نقارن معدل الوفيات فى دول آسيا مقارنة بالولايات المتحدة وأوروبا، فمعدل الوفيات فى فيتنام 0.4 لكل مليون شخص، الصين 3،0 سنغافورة 5،0 كوريا الجنوبية 10،0 بينما نجد دولًا مثل بلجيكا1,446، إسبانيا 979، بريطانيا 877 والولايات المتحدة 840. ورأى محبوبانى أن الكفاءة انتقلت من الغرب إلى الشرق، وأن الدول الغربية عُرفت باحترامها للعلم والعقلانية، ولكن هذا لم يعد موجودًا، مشيرًا إلى أن الموجة الثانية من الوباء حدثت بسبب التراخى، فقد افترض الغرب أنه سينجح فى معركة كورونا، من خلال خبرتهم وتجاربهم السابقة مع أوبئة مثل سارس، ولكن مجتمعات شرق وجنوب آسيا أدركوا أنهم يجب أن يكونوا صارمين ويقظين، وضرب مثلًا بكل من فيتنام وتايلاند، ورأى أن أداء الحكومة ساعد فى وضع كورونا تحت السيطرة، مما سيساعدهم على التعاون اقتصاديًا بشكل أسرع. العولمة تتغير بسرعة: قالت "لورى جاريت" الكاتبة العلمية بمجلة فورين بوليسى إن فيروس كورونا لن يختفى قريبًا، وأنه سيستمر فى تغيير طبيعة العولمة والتصنيع، وأشارت جاريت إلى أن التحول الأسرع إلى الروبوتات والذكاء الاصطناعى سيساعد فى عزل القوى العاملة ضد الصدمات الوبائية فى المستقبل، مضيفة أن الشركات والحكومات ستبتعد عن العلاقات طويلة الأمد والصفقات التجارية فى مواجهة العولمة، فى استجابة سريعة لتفشى المرض فى المستقبل. المستبدون فى حال أسوأ: قال "ستيفن إم والت" أستاذ العلاقات الدولية فى كلية "هارفارد كينيدى" إن تفشى كورونا أدى إلى تسريع تحول القوة من الغرب إلى الشرق، ووضع قيودًا إضافية على العولمة، مما أدى إلى عالم أقل انفتاحًا، مشيرًا إلى أن الوباء لم يضع حدًا للجغرافيا السياسية أو الخصومات الوطنية. وأشار والت إلى أن الأنظمة المستبدة تتعرض لضغوط كبيرة بعد سوء التعامل مع الوباء، مؤكدًا أن تعافى الصين واستمرار معاناة أوروبا لا يمكن أن يبرر الحكم الاستبدادى. العالم ينقسم إلى فقاعات: قال "شيفشنكر مينون" زميل مركز بروكينجز ومستشار الأمن القومى لرئيس الوزراء الهندى، إن الفشل كان السمة الرئيسية لتعامل العالم مع وباء كورونا، حيث فشلت دول العالم فى العمل معًا، وإحياء فكرة التعددية، وفشلت حكومات العالم فى تقوية روابط الثقة بين المواطنين والدول، وبدلًا من ذلك، وضعت ضوابط أكثر إحكامًا، وتفرغت لممارسة المراقبة والسلطوية، مضيفًا أن كثير من الدول المتقدمة والديمقراطية فشلت فى الحفاظ على حياة مواطنيها وصحتهم. وأشار مينون إلى أن الوباء أدى إلى تسريع المحاولات الخاصة بتفتيت الاقتصاد العالمى إلى فقاعات الاعتماد الذاتى، وهى المحاولات التى لا أتوقع لها النجاح، ولكنها تؤدى إلى مزيد من إفقار الشعوب عن طريق تحديد النمو. وتوقع مستشار الأمن القومى أن يزداد التوتر بين القوى الكبرى، وخاصة بين الصين والولايات المتحدة، والهند والصين، وختم حديثه بالقول إن الأداء السيىء لقادة العالم والمنظمات الدولية جعل العالم أقل قابلية فى مواجهة المستقبل، والتعامل مع القضايا العابرة للحدود، والتى سوف تؤثر علينا جميعًا مثل التغيير المناخى، الأوبئة المستقبلية، الأمن الالكترونى، الأمن البحرى والإرهاب الدولى.
    أضف تعليق

    سيل ادعاءات لإنقاذ رقاب المجرمين.. أكاذيب السفاح

    #
    مقال رئيس التحرير
    محــــــــمد أمين
    إعلان آراك 2