"وول ستريت جورنال": اشتباك روسيا وأمريكا في مجلس الأمن حول سوريا

"وول ستريت جورنال": اشتباك روسيا وأمريكا في مجلس الأمن حول سوريا"وول ستريت جورنال": اشتباك روسيا وأمريكا في مجلس الأمن حول سوريا

عرب وعالم1-3-2017 | 11:46

وكالات اشتبكت روسيا والولايات المتحدة علنا في مجلس الأمن على قرار بفرض عقوبات على سوريا، الأمر الذي يشير إلى أن واشنطن وموسكو لا تتفقان في وجهات النظر على بعض أكبر الأزمات الأمنية في العالم، وفقا لصحيفة /وول ستريت جورنال/ الأمريكية. وذكرت الصحيفة على موقعها الالكتروني اليوم –الأربعاء- أن الولايات المتحدة اتهمت روسيا بالتغطية على النظام في سوريا في مسألة استخدامها لأسلحة كيماوية، بينما اتهمت روسيا الولايات المتحدة بأنها تختلق الذرائع الكاذبة لفرض عقوبات في محاولة لإسقاط الحكومة السورية. وقالت الصحيفة إن التوتر المتبادل بين الجانبين يشير الى التوترات بين روسيا والإدارات الأمريكية السابقة، مما يقدم نافذة على الانقسامات العميقة التي لا تزال قائمة حتى مع تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، بتحسين العلاقات بين البلدين. وتتمسك السفيرة الأمريكية الجديدة لدى الأمم المتحدة نيكي هالي، بالسياسات الأمريكية الأساسية عندما يتعلق الأمر بالخلافات مع روسيا على أوكرانيا وسوريا. ففي مناسبتين سابقتين، في أوائل فبراير والأسبوع الماضي، هاجمت هالي روسيا في مجلس الأمن لما وصفته "بالأعمال العدوانية" ودورها في "زعزعة الاستقرار" في أوكرانيا. وصعدت هالي من مواجهتها ضد روسيا والصين أمس الثلاثاء قائلة إنهما يتخذان موقفا لا يمكن الدفاع عنه بوضع حماية الرئيس السوري بشار نظام الأسد قبل الأمن العالمي. وأضافت "أنه يوم حزين في مجلس الأمن عندما تبدأ الدول الأعضاء في تقديم أعذار للدول الأعضاء الأخرى التي تقتل شعوبها، معتبرة أن ما وصل للعالم هو أن حلفاء روسيا والصين "سيكونون محميين حتى لو قتلوا شعوبهم". ورحب حلفاء الولايات المتحدة بتعليقاتها، إذ كانوا يخشون من أن حتى أصغر التحولات في السياسة الأمريكية تجاه روسيا سيكون لها تأثير كبير على قضايا مثل سوريا وأوروبا، ومكافحة الإرهاب وإيران. وتلمح تلك المواجهات إلى انخفاض احتمالية التقارب المبكر بين موسكو وواشنطن. كما تصدت الولايات المتحدة لتأكيد الروس بأن هناك قمة يجري التخطيط لها بين ترامب وبوتين وسط تساؤلات متزايدة في واشنطن حول الاتصالات بين المقربين من الرئيس الأمريكي والكرملين. وقد صرح نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف بأن التحضيرات العملية بدأت لعقد اجتماع بين الزعيمين، لكنه أضاف أنه "لا يوجد اتفاق حتى الآن فيما يتعلق بالوقت والمكان"، حسبما ذكرت وكالات الأنباء الروسية. ورد مسؤول كبير في الولايات المتحدة على هذه المزاعم قائلا إنه ليس هناك أى استعدادات. وعقدت الآمال في موسكو عند انتخاب ترامب بأن الإدارة الأمريكية ستتحرك لإلغاء العقوبات التي فرضت بعد أن ضمت الحكومة الروسية شبه جزيرة القرم عام 2014، وبعد أن قدمت الدعم للانفصاليين في شرق أوكرانيا. وقال بوتين في مذكرة تهنئة انه يأمل أن تعمل روسيا والولايات المتحدة على قدم المساواة عقب سنوات من العلاقات المتوترة مع البيت الأبيض أثناء الإدارة السابقة. ويتمتع ترامب، الذي عبر عن إعجابه ببوتين، بتغطية إعلامية إيجابية للغاية على التلفزيون الروسي الحكومي. ولكن في الأيام الأخيرة، خفف المسئولون الروس من تلك التوقعات.

وقال رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف أمس الثلاثاء أن بلاده في حاجة إلى أن تكون مستعدة لاستمرار فرض العقوبات. مضيفا أنه "يجب أن نستعد لحقيقة أننا سوف نعيش في ظل العقوبات إلى أجل غير مسمى." فيما خفف المعلقون المؤيدون للكرملين أيضا من مدحهم لترامب، بعد اشتعال الجدل في واشنطن حول سياسة روسيا. فقد بدأت لجان الاستخبارات في مجلسي النواب والشيوخ الأمريكيين تحقيقات حول التدخل الروسي المزعوم في الانتخابات الرئاسية عام 2016، الأمر الذي نفاه الكرملين. وكان التصويت في مجلس الأمن الليلة الماضية على مشروع قرار لتحميل نظام الرئيس الأسد المسؤولية عن هجمات بالأسلحة الكيمياوية ضد المدنيين. وتؤكد التحقيقات التابعة للامم المتحدة أن النظام السوري استخدم غاز الكلور ضد المدنيين في ثلاثة حوادث على الأقل. ودعا مشروع القرار الذي صاغته فرنسا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، إلى فرض عقوبات على 11 شخصية سوريا و 10 كيانات مرتبطة بالحكومة لعلاقتهم بإنتاج وتسليم الأسلحة الكيمياوية. كما دعا الى حظر جميع الدول من بيع الأسلحة أو المعدات، مثل طائرات الهليكوبتر، التي يمكن أن تساعد في إيصال الأسلحة الكيمياوية. وصوت تسعة أعضاء في المجلس لصالح القرار، ولكن تم حجبه باستخدام روسيا والصين حق النقض (الفيتو) ضده. فيما صوتت بوليفيا ضد القرار، وامتنعت مصر وإثيوبيا وكازاخستان عن التصويت. وقالت روسيا إنها قد صوت ضد القرار، وهذا هو الفيتو السابع لها خلال خمس سنوات لصالح سوريا، لما تعتبره روسيا بأنه حيلة غربية لإسقاط نظام الرئيس الأسد وذريعة لفرض عقوبات على سوريا.

أضف تعليق