ماهر فهمى يكتب: ناصر لسعد: حتعمل فىَّ إيه؟
ماهر فهمى يكتب: ناصر لسعد: حتعمل فىَّ إيه؟
أما صلاح الشاهد فهو صديق من نوع خاص.. مكنى من أن أعيش معه وداخله.. والذين يعرفونه بهيئته التى تذكرك ببشوات قبل الثورة.. وهو من بلاط العصر الملكى.. وكان واجبا سؤاله كيف احتفظ بك جمال عبد الناصر.. فابتسم وقال اسمع يا ماهر أجيب عل.ى سؤالك ولكن أرجوك لا تنشرها لأنه سيأتى اليوم المناسب.. أول ماقامت الثورة قاموا بالتحقيق معى.. وتمسكت بالصمت وعدم الإجابة على أى سؤال.. فلما ضغطوا على لم ينجحوا.. فقالول لى: لماذا هذا الصمت.. فقال أنا وظيفتى أمين ومعناها لا أرى لا أسمع لا أتكلم.. فلما عرف جمال عبد الناصر بإجابتى هذه.. قال لهم يبقى فى وظيفته، ويلحق برجالى فقد ضمن أن هذا الرجل صندوق مغلق.. وهو خير أمان لأسرار الدولة..
وكنت أزوره فى مكتبه بقصر حدائق القبة.. أو بقصر عابدين.. فحيثما يتواجد الرئيس يوجد صلاح الشاهد.. ولقربى منه اكتشفت إنسانيته.. فيستقبل كل من له مظلمة أو شكوى أو محتاج مساعدة.. ومنهم رجل كان يقف على باب قصر عابدين يلبس ملابس رثة يريد مقابلته.. وهو داخل نادى عليه الرجل فتوقف وسأله عن حاله.. فسرد الرجل مظلوميته فطمأنه وأصطحبه معه.. وحل له مشكلته بعلاقاته الواسعة.. ولا أنسى عندما جاءته 3 سيدات من كبار العائلات الذين وقعوا تحت طائلة الإصلاح الزراعى ثم التأميم وحالهم لا يسر عدو أو حبيب.. فطلب منهم أن يكتبوا التماس للرئيس عبد الناصر.. وشرح للرئيس حالتهم.. فما كان من عبد الناصر إلا أن قرر لكل منهن معاش شهرى.
وكنت أنا وتوأمى فايز الزمر أحب اثنين إلى قلبه.. فأنا وفايز مثل الديوك برغم الارتباط الوثيق إلا أنه معى كناقر ونقير.. وهو كان يحب هذه اللعبة بيننا.. لدرجة أننا كنا نذهب إليه فى بيته فى أى ساعة.. لدرجة أننا فى يوم الساعة الثالثة صباحا وكان شم النسيم وعلمنا أن المدرب العام رغيب الحديدى أهداه فسيخ من نبروه.. فذهبنا إليه وأيقظوه من النوم.. فجاء مفزوعا وقال مقر الاتحاد العوامة اتحرق.. فضحكنا وقلنا عاوزين فسيخ.. فقال يا ملاعين.. وأتى لنا بالفسيخ فضحكنا.. فما كان منه إلا أن ضحك.
ويلعب القدر دوره فى أن أحضر يوم إعفاءه من منصبه ككبير الأمناء.. حيث رن التليفون وجاء العامل فى المنزل يقول له الرياسة ياباشا.. فقال قل له فى الحمام.. وبعد وقت عاد التليفون يرن وقال العامل الأستاذ فوزى عبد الحافظ.. قل له فى الحمام.. ولم يرد على التليفونات وكان ذلك بعد أن عمل مع الرئيس السادات.. وكعادته كان أمينا.. وعين السفير حسن كامل كبيرا للأمناء ثم رئيس الديوان رئيس الجمهورية.. وحسن كامل كان صديقا لى.. وهو الذى أشركنى فى نادى الصداقة المصرية اليونانية بجاردن سيتى.. وكانت سهرتنا اليومية به مع الفريق سعد الدين متولى كبير الياوران أيام عبد الناصر..
وعلى ذكر سعد الدين متولى الإنسان الذى تحب أن تصاحبه.. وفى يوم وأنا فى مكتب صلاح الشاهد.. دخل سعد.. وداعبنى كما تعود وجلس وشرب القهوة.. وإذا بصلاح الشاهد يفاجأ سعد متولى بسؤال.. هو لما كنا فى يوغسلافيا وكنا فى الطريق مشيا للقاء مع تيتو.. وأخر الرئيس خطوته ثم همس لك.. وضحكتما.. كان بيقولك إيه.. قال: ده يا صلاح قصة.. ماهر انت طول عمرك أمين وما أقوله الآن غير قابل للنشر.. قال له مجلة أمريكية وضعت صورتى على مقال افتتاحى.. وقالت إن سعد متولى يقود إنقلاب ضد عبد الناصر.. وأظن إنها كانت النيويورك تايمز أو النيوز ويك.. فهو ضحك وقال لى حتعمل فىَّ إيه يا سعد.. فرددت أنت فى القلب ياريس وضحكنا..
وفى يوم فى مكتب صلاح الشاهد بقصر القبة.. وجدت أمامى الرئيس عبد الناصر.. وهزنى.. بريق عينيه.. وهو يقول من ضيفك ياصلاح فقد منى له.. وهنا بعد أن سلم علىَّ قائلا لماذا أنت مضطرب يا ابنى.. قلت من فرحتى برؤياك.. تسمح ياريس أقول حاجة.. قال قل.. قلت له أنت أمرت بحل اتحاد السباحة الطويلة وضمه لاتحاد السباحة.. فأهملت السباحة الطويلة ونحن أبطال العالم فيها لأنها أصبحت لعبة من 5 لعبات أوليمبية والاتحاد الدولى لها أغلبه من المصريين.. وقلت المطلوب لنعيد أمجادنا أن تأمر حضرتك بعودة الاتحاد المصرى للسباحة الطويلة.. فقال: صلاح كلم وزير الشباب وخليه يدرس ماقاله هذا الشاب..
وتولى صلاح الشاهد رئاسة نادى الترسانة.. وكان الترسانة فى عهده حظه وكعبه عالى على الأهلى.. وكان أصدقاءه من بموز النادى الأهلى كمال حافظ وكيل النادى وأحمد زكى وكيل الأهلى أيضا وصديقه حسن شحاته ودائما الزيارة ليلا فى بيت صلاح الشاهد.. وقبل مباراة الترسانة يقول لهم مصطفى رياض مع كل هدف يجرى فى مواجهة المنصة ويعمل علامة النصر.. والشاهد يضحك.. وطبعا الأهداف بدانات الشاذلى وتفوق فى هذه المباراة محمود حسن وفريق الترسانة كان يضم إبراهيم الخليل والذى كان بطلا لمصر فى السباحة.. ونزل لاختبارات الكرة بالأهلى .. وكان حلمى أبو المعاطى هو المسئول عن الاختبار.. وبعد اختبار بسيط قال لإبراهيم خليك فى السباحة أحسن.. فذهب إلى الترسانة فأصبح من القوة الضاربة لنادى الأهلى.
وبعد أن تولى الرئيس السادات أعدنا على مسامعه طلب إعادة اتحاد السباحة الطويلة للوجود.. وفى يوم وجدت تليفون من صلاح بك.. ماهر مبروك صدر قرار بتشكيل اتحاد السباحة الطويلة.. وبدأت سكرتيرا عاما لمنطقة القاهرة وفى شهور قليلة أصبحت سكرتيرا عاما لاتحاد السباحة الطويلة.. وهذا القرار كان فى أواخر عهد الرئيس ناصر. وبدأت أمجادنا فى بطولة العالم كابرى - نابولى تعود..