سارة حامد تكتب: ماما أمريكا.. والثيوقراطية الحاكمة

سارة حامد تكتب: ماما أمريكا.. والثيوقراطية الحاكمةسارة حامد

الرأى24-1-2021 | 07:49

في ليلة إعتلاء الرئيس الأمريكي جو بايدن للعرش، حكايات ومشاهد تمزج الثيوقراطية بالديمقراطية أو الدين بالسياسة.. تلك القاعدة التي تزدريها أمريكا لكنها تُستثنى إذا اقترفت. فحين تشريع الدستور الأمريكي عام 1787 مانع المُشرع إقرار الديانة المسيحية كدين رسمي للولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن سياسات البيت الأبيض سَاست بغير ذلك. الدولة المدنيّة، لم تبرح محفلاً إنتخابياً إلا و لاح مرشحوها بالأناجيل لغَنم مساندة الطوائف المسيحية خاصة عشيرة اليمين المتدين اللائي يظنوا أن مُناصرة إسرائيل فرضاً دينياً، منصوص عليه في العهد القديم، ولا مضرّة إن كان ذلك مغنماً و موثقاً غليظ لتوجيه تصويت اليهود الأمريكي أيضا. دونالد ترامب لم يكن إستثنائيا حين إستثمر المسيحيين الإنجيليين لإكتساب مصادقتهم ومؤازرتهم في الإنتخابات الأمريكية.. فمراسم تنصيب غالبية الرؤساء كذلك تحض على إدماج الدين بالسياسة وهو السيناريو الذي تكهّن به السياسي الأمريكي صامويل هنتنجتون، في كتابه "صراع الحضارات": بات حتمياً نظراً للتغيير الذي تتسارع خطواته على أساس المعادلات الدينية بين الكاثوليك والانجيليين. الكاثوليكي الثانِ، بعد جون كينيدي، وَطِئ بالأمس القريب البيت الأبيض، شرع مهامه السياسية بوضع أنامله على إنجيل بلغ سُمكه ١٢ سنتمتر، ويُعد إرثاً عن عائلته يَفِيء إلى ١٨٩٣.. "بايدن" مِن ذا الحين برح صلاته في كنيسة ويلمنجتون بولاية ديلاوير، لان مراسم تتويج رؤساء الدولة العلمانية، يُستهل بإقامة قداس ديني في كنيسة سان جون القريبة من البيت الأبيض، بيد أن هذا التقليد بدأ في عهد الرئيس فرانكلين روزفلت عام 1933، وخاتمة تلك المراسم تكن بحفل راقص على شرف الرئيس الجديد وزوجته، وذاك التقليد ابتدأه الرئيس جيمس ماديسون سنة 1801. ومنذ تولي الرئيس الـ40 للولايات المتحدة الأمريكية رونالد ريغان مُضياً إلى الرئيس دونالد ترامب بلوغاً بالرئيس السادس والأربعين جو بايدن، معظم تلك الفترات الرئاسية توثق طائلة الإنجيليين ونفوذهم في إمامة الانتخابات الامريكية، غير أن الجمهوريين يُغدقون للدين إكثراثاً خلاف الديمقراطيين؛ لذا داوم جورج دبليو بوش في الصلاة بصحبة والدته باحدى كنائس ولاية تكساس قبيل رئاسته الـ43 للأمريكيين، ذا السبب أيضا دفع ترامب لحمل الكتاب المقدس في محافل عِدة، كمظهر للتدين السياسي، وهو ما أضرم مشاعر غير المسيحيين، و تَهمه رئيس أساقفة الكنيسة الأسقفية، مايكل كاري، بأنه استخدم مبنى الكنيسة و الإنجيل المقدس لأغراض حزبية سياسية.

أضف تعليق

حظر الأونروا .. الطريق نحو تصفية القضية الفلسطينية

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2