الإخوان يعتدون على أصحاب مبادرة «المراجعات الفكرية» داخل سجن الفيوم العمومي

الإخوان يعتدون على أصحاب مبادرة «المراجعات الفكرية» داخل سجن الفيوم العموميالإخوان يعتدون على أصحاب مبادرة «المراجعات الفكرية» داخل سجن الفيوم العمومي

* عاجل30-8-2017 | 19:06

كتب: عمرو فاروق كشف مصادر خاصة من داخل سحن الفيوم العمومي، أن عناصر جماعة الإخوان المسلمين، قاموا بالاعتداء على العناصر الداعية لمبادرة "المراجعات الفكرية"، داخل السجون المصرية، وفي مقدمتهم الشاب عمرو عبد الحافظ الذي قدم بحثا نقديا لسياسات الجماعة خلال السنوات الأخيرة، تحت عنوان "المواقف السياسية لجماعة الإخوان". وأشارت المصادر إلى أن البحث الذي طرحه عبد الحافظ يعد ورقة أولى للمراجعات الفكرية داخل السجون، وهو ما رفضته قيادات الإخوان، واعتبروه تجريحا في ثوابت التنظيم ومسيرته السياسية خلال المرحلة الأخيرة، ومن ثم تمت محاصرته من قبل قيادات الإخوان وقاموا بالاعتداء عليه بالضرب، حتي تكون رسالة لمن تحدثه نفسه عن المراجعات، أو فتح مساحات تفاهمية مع الأجهزة الأمنية داخل السجون. وأوضحت المصادر، أن عمرو عبد الحافظ توجه إلى رئيس مباحث سجن الفيوم العمومي، وحرر محضرا بواقعة الإعتداء، لاجراء تحقيق موسع حول الواقعة والمشاركين فيها، ومحاولات التضييق التي تتم عليه وعلى العناصر المشاركة معه في كتابة المراجعات النقدية والفكرية لمسرة الجماعة، والتي شرع في كتابتها أخيرا، مع الشاب حمزة محسن،الذي أعد بحث تحت مسمى "الصدمة .. بقلم متساقط على طريق الدعوة"، قدم فيه الأسباب الحقيقية وراء انحراف الإخوان عن الطريق الصحيح. وأكدت المصادر، أن إدارة سجن الفيوم اتخذت قرار بعزل العناصر الداعية للمراجعات الفكرية، وقامت بوضعهم في الحبس الانفرادي، حتي لا يتم التحرش بهم من قبل عناصر الإخوان، ولحين الانتهاء من التحقيقات التي تجريها بصدد واقعة الاعتداء على الشاب عمرو عبد الحافظ. وأضافت المصادر، أن عمرو عبد الحافظ سرب منشورا من داخل سجن الفيوم، أشار فيه قائلا: "المراجعات الفكرية مصطلح متهم عند الإخوان فهو يعني بالنسبة لهم التراجع والتخلي عن الثوابت، وهو متهم أكثر إذا قام بها سجين، بهذا المنطق يصبح تغيير الإخوان لرأي البنا في رفض تعدد الأحزاب تراجعا وتخليا عن الثوابت، ويصبح كتابا سيد قطب؛ الظلال والمعالم متهمين لأنهما صدرا عن سجين في ظروف غير طبيعية، ويصبح كتاب (دعاة لا قضاة) متهما كذلك لأنه كُتب داخل السجن، ويصبح مؤلفه حسن الهضيبي المرشد الثاني للإخوان مجروحا لأنه استجاب لضغط الظروف، معايير الإخوان في الحكم على الأمور مختلة، لذا يرفضون ويقبلون على غير بصيرة، يرفضون الشيء وضده ويقبلون الأمر وعكسه؛ بحسب المصدر،فإن كان منهم قبلوه على أية حال، وإن كان من غيرهم رفضوه في كل حال". وأوضح عبد الحافظ في رسالته المسربة من داخل سجن الفيوم العمومي: "بعض الإخوان يتفقون معي كليا أو جزئيا فيما أطرح من آراء حول جماعتهم، يعلنون اتفاقهم هذا ما دمت أقوله من داخل الجماعة، فلما أعلنت خروجي منها باتوا يهاجمون نفس الأفكار التي قبلوها مني بالأمس، وبعضهم يقبلها ما دامت في إطار النصح للجماعة باعتبارها أمل الأمة، فلما أعلنت أنني أرى الجماعة جزءا من المشكلة لا جزءا من الحل؛ اتخذوا موقعهم مع الرافضين، أصابهم داء التعصب، يتمحورون حول الجماعة وكأنها غاية وليست مجرد وسيلة، لن يستطيع إنسان التنظيم العبور إلى المستقبل ما دام يفكر بهذه الطريقة، لقد أصبح التنظيم قيدا حول عقول أبنائه، حتى أولئك القليل الذين يرجى خيرهم يوما". كانت مصادر كشفت أن مجموعة من شباب الجماعة داخل سجن الفيوم العمومي، انتهوا خلال الأيام الماضية، من سلسة من النقاشات والتقييمات الخاصة بأداء الجماعة، تمحورت في شكل ورش للنقد الذاتي، تم فيها مراجعة مواقف الجماعة السياسية منذ أحداث 25 يناير(كانون الثاني) 2011 وحتى اللحظة الراهنة. وأن قطاع الأمن الوطني، قام باستدعاء عدد من هذه العناصر لمناقشتهم، ومعرفة مدى جدوى هذه الورش والنقاشات، وهل ستخرج منتجاً فكرياً، يرقى أن يكون على غرار المراجعات الفكرية التي قدمتها الجماعة الإسلامية وتنظيمات الجهاد في نهاية التسعينيات من القرن الماضي، وأن شباب الإخوان بسجن الفيوم العمومي، قسموا ورش المراجعات التي سمحت لهم الأجهزة الأمنية بإقامتها إلى محورين رئيسين، الأول محور المواقف السياسية للجماعة، والثاني محور المنطلقات الفكرية التي يتبناها التنظيم منذ تأسيسه عام 1928 ، وأن شباب الإخوان في سجن الفيوم العمومي، اتجهوا في خطين متوازيين: الأول تدوين نتائج هذه المناقشات والتي تعد بداية للمراجعات، في كتابين تم إنجاز أحدهما بعنوان "الصدمة .. بقلم متساقط على طريق الدعوة"، وقام بتدوينه الشاب حمزة محسن، والثاني في طريقهم للانتهاء من تدوينه، تحت عنوان: "المواقف السياسية لجماعة الإخوان"، من إعداد عمرو عبد الحافظ، وأن الاتجاه الثاني، هو نشر هذه الأفكار بين السجناء السياسيين بسجن الفيوم العمومي، حتى تشكل بمرور الوقت رأياً عاماً بين السجناء يؤيد نتائج هذه المناقشات والمطارحات الفكرية، وبهدف تصحيح الأفكار التي تتسبب في نشوب الصراع بين الجماعة والنظام الحالي، وتقديم نموذج يقتدي به شباب الإخوان في مختلف السجون المصرية .
أضف تعليق