أمل إبراهيم تكتب: «كينيا والأكياس البلاستيك»

أمل إبراهيم تكتب: «كينيا والأكياس البلاستيك»أمل إبراهيم تكتب: «كينيا والأكياس البلاستيك»

*سلايد رئيسى7-9-2017 | 15:34

من الأخبار الغريبة التى قرأتها هذا الأسبوع خبر يقول "4 سنوات سجن و40 ألف دولار غرامة لاستخدام كيس بلاستيكي في كينيا" وتفاصيل الخبر تؤكد أنه القانون الأكثر قسوة للحد من تلوث البيئة. كينيا دولة أفريقية وغالبا نحن لدينا أعتقاد أن أغلب دول القارة السمراء دول فقيرة وليس من بين أهتماماتها الحفاظ على البيئة . ولكن لأهمية الموضوع بدأت البحث عن تفاصيل أكثر وعن أسباب المنع فى 40 دولة حول العالم لديها حظر كلى أو جزئى للأكياس البلاستيكية من بينها بنجلاديش التى فرضت حظراً تاماً على جميع أكياس البلاستيك عام 2002 بعدما تبين أنها السبب الرئيسي لزيادة الآثار المدمرة للفيضانات التي حدثت عامي 1988 و1998 وأغرقت ثلثي البلاد، اذ سدت الأكياس التى يتم رميها شبكات التصريف. أما السبب الرئيسى للمنع فهو أن هذه الأكياس تنتهى غالبا فى المحيطات وتؤدى إلى خنق السلاحف والطيور البحرية وتتسبب فى نفوق الدلافين والحيتان بعد بلعها بدلا من الأسماك . و يذكر خبراء النفايات البحرية أن تحلل الأكياس البلاستيكية يستغرق ما يتراوح بين 500 وألف عام، كما أنها تدخل السلسلة الغذائية للإنسان من خلال الأسماك وحيوانات أخرى. وتقدر أحصاءات دولية أن نحو 500 بليون كيس بلاستيك تستعمل في أنحاء العالم كل سنة، ولا يعاد تدويرها إلا بنسبة أقل من 1% القليل منها يعاد استعماله، أو يستخدم في سلال المهملات، لكن البلايين تنتهي في الطبيعة، فتنتشر في الحقول وعلى الأشجار والأسوار في جميع الدول، وتترسب فى قاع المحيط، وتخنق الكائنات البحرية. بداية النهاية للأكياس البلاستيكية كان فى بريطانيا عندما انتبهت للأمر منتجة أفلام وثائقية تدعى" ريبيكا هوسكينج" عندما قامت بتصوير شواطىء جزر هاواى وهى تعج بالأكياس ورأت سلاحف بحرية تختنق وهى تلتهمها ظنا منها أنها قناديل بحر وعندما عادت إلى بريطانيا قامت بحملة فى بلدتها واستجاب لدعوتها سكان البلدة وأصحاب المتاجر ثم تبعتها دعوات مماثلة فى بلدان أخرى . بعض البلدان اتخذت إجراءات حاسمة ضد أكياس البلاستيك فمنعت بنجلادش وتايوان وأوغندا وجنوب أفريقيا والمغرب وكينيا والصين وفرنسا وإيرلندا والدانمارك ومعظم المدن الهندية الكبرى استخدام أكياس البلاستيك الرقيقة وبعض الدول تمنع أيضا الأطباق والملاعق البلاستيكية وزجاجات المياه. أغلب هذه الدول عادت إلى الأكياس الورقية أو المصنوعة من القماش للاستخدام أكثر من مرة ولكن الغريب أن المغرب هى الدولة العربية الوحيدة التى أنتبهت لهذه القضية ، ولنا أن نتخيل ماذا نفعل نحن تجاه البيئة والكائنات التى تحيا فى عالمنا دون أن ننتبه أننا ندمر البيئة باسم التقدم والتطور.
أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2