كتب: عمرو فاروق
كشفت مصادر جهادية سابقة، أن مجدي كمال، المكنى بـ"أبو حذيفة"، أحد قيادات تنظيمات الجهاد المصري، بمحافظة بني سويف، توفي خلال الايام الماضية في تعتيم وسرية شديدة عن عمر 64 عام.
وأشارت المصادر الجهادية ، إلى أن "أبو حذيفة"، يعد أخطر عناصر مجموعة أحمد يوسف، والتي كان يطلق عليها، "تنظيم الجهاد" ببني سويف، وأحد رجال تنظيم "أحمد يوسف"، بصعيد مصر، والذي شن سلسلة من العمليات المسلحة ضد الدولة المصرية خلال مرحلة الثمانينيات من القرن الماضي.
وأوضحت المصادر الجهادية، أن "أبو حذيفة" سُجن في قضية تنظيم الجهاد الكبرى عام 1981، وعقب الإفراج عنه، هرب خارج مصر، واتجه إلى أفغانستان، والتحق بتنظيم "القاعدة" حتى أصبح "رجل بن لادن الأول"، كما تربطه علاقة صداقة قوية بزعيم تنظيم " القاعدة" الحالي، أيمن الظواهري، وكان المسؤول الشرعي لأحد مراكز الجهاد في أفغانستان، وهو مركز "النور" الإعلامي التابع لتنظيمات الجهاد المصرية .
وأضافة المصادر الجهادية، أن مركز "النور" كان مقرا لمصطفي ست مريم، المكني بـ"أبو مصعب السوري"، حيث كام يلقى فيه محاضراته عن "حرب العصابات" و"فنون قتال الشوارع"، وغيرها من التدريبات الجهادية المسلحة، وطريقة صناعة الأسلحة والمتفجرات، وطرق الرصد والمتراقبة.
وأكدت المصادر الجهادية، أن مجدي كمال المكنى بـ" أبو حذيفة"، هو المؤلف الحقيقي لكتاب "أهل السنة والجماعة.. معالم الانطلاقة الكبرى"، وحمل غلافه اسم محمد عبد الهادي المصري، وهو اسم حركي تخفيا من الأجهزة الأمنية، وأنه أمر قيادات تنظيم "الجهاد" داخل مصر بنشر الكتاب على أوسع نطاق، وتمت طباعته عدة مرات، وصدرت الطبعة منه داخل مصر عام 1992م في دار الإعلام الدولي، ودار الصفوة السلفية في جزيرة بدران بمنطقة شبرا، ثم أعيد طبعته في دار الوطن بالرياض، بعنوان "معالم الانطلاقة الكبرى عند أهل السنة والجماعة".
وأوضحت المصادر الجهادية، أن الجهادي مجدي كمال المكنى بـ" أبو حذيفة"، والجهادي أحمد يوسف، وبعض قادة "تنظيم الجهاد" بمحافظة بني سويف، طالبوا بضرورة تدريس كتاب "معالم الانطلاقة الكبرى عند أهل السنة والجماعة"، لمختلف عناصر الحركات والجماعة الإسلامية في المنطقة العربية، لما له من أهمية كبرى في تأصيل قضية الجهاد، والمواجهات المسلحة ضد الأنظمة العربية، لاسيما أنه يلقى الضوء على أهم الأفكار والأطروحات التي يجب أن تعتقدها وتؤمن بها العناصر الجهادية المسلحة، في خالة غياب تطبيق الشريعة، ومساعي إقامة الدولة الإسلامية.
وأكدت المصادر الجهادية السابقة، أن الجهادي، مجدي كمال المكنى بـ"أبو حذيفة"، غادر أفغانستان، في بداية تسعينات القرن الماضي، واتجه مع عدد كبير من عناصر تنظيم الجهاد المصري إلى السودان، بصحبة، ثروت صلاح شحاته، ومرجان سالم، وعادل عبد القدوس، وعلي العارف.
وكانت التحقيقات الخاصة بـ"قضية العائدون من البانيا"، قد ذكرت أن "أبو حذيفة"، تلقى في منتصف عام 1994 تكليفا من القيادي مرجان سالم بالتوجه إلى السودان، حيث استقبله بمطار الخرطوم، واصطحابه القيادي أيمن الظواهري، إلى أحد البيوت بالعاصمة السودانية الذي كلفه بتولي مسؤولية التنظيم، بسبب تولي القيادي مرجان سالم مسؤولية اللجنة الشرعية، وأن الجهادي مرجان سالم، أعطاه رقم هاتف عضو التنظيم يوسف الجندي، من منطقة كرداسة بمحافظة الجيزة، بقصد تحويل هذه المنطقة إلى بؤةر تمركزية لعناصر التنظيم الجهادي، داخل مصر.
وأفادت المصادر أن "أبو حذيفة"، اتجه من السودان إلى اليمن، ولم يستمر بها طويلا حيث تنقل بتعليمات من قادة التنظيم إلى الاردن، ليتم القاء القبض عليه على الحدود السورية الأردنية في عام 1994 ورحّلته السلطات الأردنية إلى مصر بعد استجوابه، ليمكث في سجن العقرب ما يقرب من سبعة عشر عاما، وفي هذه الاثناء طرحت الجماعة الإسلامية فكرة "المراجعات الفكرية"، وقد رفضها عناصر "تنظيم بني سويف" الجهادي، وأصروا على التمسك بقضية التكفير .
وأضافت المصادر الجهادية، أن قيادات الجماعة الإسلامية بالسجون عقدتا عدة لقاءات مع مجموعة "تنظيم الجهاد" ببني سويف لاقناعهم وقتها بفكرة المراجعات والدخول في تفاوض مع الأجهزة الأمنية المصرية، وأنهم ووافقوا علي مبادرة وقف العنف واندمجوا في الندوات واللقاءات التي عقدوها في السجون المصرية، وعقب ثورة يناير(حزيران) 2011، خرجت قياداتهم من السجون .